عواصم - (وكالات): استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة أمس، فيما رفضت حركة «حماس» المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، التي حظيت بترحيب فلسطيني وعربي وأمريكي، في الوقت الذي قامت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة ما أسفر عن مقتل أول إسرائيلي في إحدى عمليات القصف. واستشهد 194 فلسطينياً وأصيب 1481 في العدوان الإسرائيلي على غزة الذي عرف إعلامياً باسم عملية «الجرف الصامد» التي دخلت أسبوعها الثاني.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية في قطاع غزة بعد توقف دام 6 ساعات.
ولم تتوقف الغارات أكثر من 6 ساعات ثم استأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة.
وتوعد نتنياهو بمواصلة قصف القطاع وذلك بعيد إعلان الحكومة الأمنية الإسرائيلية موافقتها على اقتراح التهدئة الذي نص على أن يبدأ وقف إطلاق النار في غزة اعتباراً من صباح أمس رغم رفض حماس.
إلا أن الهدنة قطعها صوت صفارات الإنذار في الأراضي المحتلة بعد إطلاق كتائب عز الديــن القســام الجنــاح العسكري لحمـــاس صواريخ على المنطقة المأهولة.
وكتــب الجيـش الإسرائيلي في تغريـدة علــى حسابه الرسمي على موقع تويتر «أطلقت حماس 47 صاروخاً منذ أن أوقفنا غاراتنا على غزة في التاسعة صباح أمس. ونتيجة لذلك، استأنفنا عمليتنا ضد حماس».
وتعهد نتنياهو «بتوسيع» العملية العسكرية ضد قطاع غزة، في حال رفضت حركة حماس عرض التهدئة الذي تقدمت به مصر.
وجاء تهديد نتنياهو بعيد إعلان الحكومة الأمنية الإسرائيلية موافقتها على اقتراح المبادرة المصرية. وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في تل أبيب «إذا لم تقبل حماس باقتراح وقف إطلاق النار - وهكذا يبدو - فإن إسرائيل ستتمتع بشرعية دولية كبيرة لتوسيع العملية العسكرية من أجل استعادة الهدوء المطلوب». ورفضت حماس أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة دون التوصل لاتفاق شامل للنزاع مع إسرائيل بينما اعتبرت كتائب عز الدين القسام المبادرة المصرية «ركوعاً وخنوعاً»، وتوعدت إسرائيل بأن معركتها معها «ستزداد ضراوة».
وتشترط حماس أن توقف إسرائيل قصفها لقطاع غزة وترفع الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح مع مصر وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين أوقفوا بعد الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط في 2011.
وواصلت الكتائب إطلاق الصواريخ كما أعلنت إسرائيل استئناف عملياتها.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية شرق مدينة غزة ما أدى إلى استشهاد فلسطيني. كما استشهد مسن فلسطيني في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وبعد ساعات على إعلان حكومة نتنياهو قبولها التهدئة، سقط صاروخ أطلــق مــن قطاع غزة على مدينة اسدود الساحلية لكنه لم يؤد إلى إصابات. وتبنت كتائب القسام من جهتها في بيان «قصف إسدود المحتلة بثمانية صواريخ غراد».
وحذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من فيينا من أن «ما يجري هناك ينطوي على مخاطر كبيرة وحتــى احتمال تصعيــد العنـف بشكل أكبر».
وأعلن كيري أنه قرر إلغاء زيارته المقررة إلى مصر والعودة إلى واشنطن لإعطاء المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار الوقت لكي تنجح. ودعا الدول العربية إلى الضغط على حركة حماس لقبول المبادرة المصرية بعد أن رفضتها رغم قبول الحكومة الإسرائيلية بها.
وقال «نحن مستعدون لبذل كل جهودنا لمساعدة الأطراف على الالتقاء والعمل على خلق مناخ مناسب للمفاوضات الحقيقية». وأكد «أنا مستعد للعودة إلى المنطقة غداً إذا لزم الأمر، أو في اليوم التالي أو الذي بعده لمتابعة أية احتمالات إذا لم تنجح المبادرة. ولكن المصريين يستحقون منحهم الوقت والمجال لمحاولة إنجاح هذه المبادرة».
ورحب أوباما بالمبادرة المصرية. وقال خلال حفل إفطار رمضاني استضافه في البيت الأبيض، معبراً عن أمله في أن «تتيح استعادة الهدوء». وأكد أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات «لا تغتفر». لكنه وصف مقتل مدنيين فلسطينيين بأنه «مأساوي». ودعت جامعة الدول العربية «كل الأطراف» المعنية إلى دعم المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة. كما قررت الجامعة «دعم طلب دولة فلسطين وضع أراضيها تحت الحماية الدولية وصولاً إلى إنهاء الاحتلال».
وفي ردود الفعل، عبّر مجلس الوزراء السعودي في جلسته الأسبوعية، التي عقدها أمس الأول، في جدة برئاسة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن إدانة السعودية واستنكارها للتصعيد الإسرائيلي العسكري وسلسلة الغارات الوحشية على قطاع غزة التي أسفرت عن سقوط المئات من الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني، مجدداً دعوة المملكة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان في جنيف للقيام بواجبهما وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة بحق إسرائيل وسرعة التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكل الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
من جانبه، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بممارسة «إرهاب الدولـــة» في قصفها لقطــاع غزة وبارتكــاب «مجـزرة» بحــق الفلسطينييــن في القطــاع. وقال أردوغان «إلى متى سيظل العالم صامتاً أمام إرهاب الدولة؟».
وأعربت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عن أسفها للدمار الكبير الذي لحق بمباني قطاع غزة، بعد أسبوع من بداية العدوان الإسرائيلي الذي يعتبر أكثر دموية من هجوم 2012.
وأعلن الناطق باسم الأونروا سامي مشاشا في تصريح صحافي للأمم المتحدة في جنيف أن «مستوى الخسائر البشرية والدمار في غزة هائل حقاً». وألغى وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد زيارته إلى مستشفى الشفاء في غزة بعدما رشق متظاهرون غاضبون سيارته بالبيض والأحذية عند وصوله قادماً مــن مصر. وأغلقت حركة حماس معبر إيريز إلا أنها سمحت لـ 25 فلسطينياً بينهم مرضى بعبور المعبر. وكان مسؤول في المعبر الــذي تديره حركة حماس أكد في وقت سابق أن الحركة ترغب في ضمانات دولية بأن إسرائيل لن تتعرض للمعبر مشيراً إلى أنه تم إغلاق المعبر بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.