استشهاد 220 فلسطينياً وإصابة 1570 في عدوان «الجرف الصامد»
«حماس» تبلغ مصر ملاحظاتها على مبادرة وقف إطلاق النار
إسرائيل تنذر 100 ألف فلسطيني بإخلاء منازلهم في غزة
قوات الاحتلال تقصف منازل قادة «حماس» بطائرات «إف 16»
عواصم - (وكالات): أنذرت إسرائيل أمس قرابة 100 ألف فلسطيني بإخلاء منازلهم في قطاع غزة أمس بينما يكثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية، كما هدد بشن عملية عسكرية برية، بعد رفض «حماس» المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وإبلاغها الجانب المصري بذلك. واستشهد 23 فلسطينياً أمس في غارات نفذها الطيران الإسرائيلي بينهم عدد كبير من الأطفال. وتربط علاقة أخوة وقرابة بين عدد كبير من الشهداء. وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة حينما قتلت 4 أطفال من عائلة بكر تتراوح أعمارهم بين 9 و11 سنة في قصف إسرائيلي استهدف كوخاً للصيادين على شاطئ بحر غزة فيما أصيب عدد آخر منهم، بينما كان الأطفال يلعبون. ونقلت الجثث الأربع بعد ذلك إلى مسجد أبو حصيرة بالقرب من المكان الذي قتل فيه الأطفال وهم جميعاً من عائلة بكر، حيث سجيت جثامينهم التي غطيت بأعلام حركة فتح الصفراء.
كما استشهد 7 فلسطينيين بينهم أطفال في 3 غارات جوية إسرائيلية على مدينة غزة وجنوب القطاع.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن طفلاً استشهد في غارة جوية على مدينة غزة، بينما استشهد 6 آخرون بينهم طفلان وامرأة مسنة في غارتين في خان يونس استهدفت إحداهما مجموعة من المواطنين قرب مسجد الكتيبة وسط خان يونس. وقال إن هناك 4 شهداء في إحدى غارتي خان يونس من عائلة واحدة وهم «الشقيقان ياسمين وأسامة الاسطل «4 و 6 سنوات» ورقية الاسطل «70عاماً» والشاب حسين الاسطل «23 عاماً» إضافة إلى جريح حالته حرجة». وأشار القدرة إلى «استشهاد الشقيقين أكرم محمد أبو عامر وكمال أبو عامر وإصابة 3 أشخاص بغارة شنها الاحتلال على أرضهم الزراعية شرق خان يونس». وفي الغارة على مدينة غزة «استشهد الطفل حمزة ثاري وعمره 6 سنوات». وبهذا ترتفع حصيلة الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل 9 أيام إلى 220 قتيلاً و1570 جريحاً. واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية فجر أمس منازل قادة كبار في حماس من بينهم محمود الزهار غرب مدينة غزة، حسبما أعلن مصدر أمني في القطاع.
وقال المصدر الأمني إن «طائرات الاحتلال من طراز اف 16 استهدفت منزل عضو المكتب السياسي في حماس القيادي محمود الزهار ودمرته كلياً ما أسفر أيضاً عن أضرار في المسجد المجاور ومنازل عديدة»،موضحاً أن الزهار لم يكن في المنزل.
وأضاف المصدر «تم استهداف منازل القادة في حماس باسم نعيم «وزير صحة حماس السابق» في تل الهوى وفتحي حماد «وزير داخلية حماس السابق» وإسماعيل الأشقر»، وهم من جباليا في شمال القطاع وجميعهم نواب عن حماس في المجلس التشريعي.
وألقى الجيش الإسرائيلي منشورات فوق حي الزيتون جنوب شرق غزة، كما أفاد عدد من السكان هناك وفي مناطق أخرى بتلقيهم رسائل على هواتفهم النقالة تطالبهم بمغادرة منازلهم. وأجبرت الغارات الجوية الإسرائيلية نحو 17 ألف شخص إلى اللجوء إلى مدارس تابعة للأمم المتحدة في القطاع.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم أن «الاحتلال قام مجدداً في الساعات الأخيرة ببث عشرات الآلاف من الرسائل الصوتية على هواتف المواطنين وخاصة في المناطق الحدودية تطالبهم بإخلاء منازلهم».
وبحسب البزم فإن هذه الاتصالات «عشوائية» معتبراً أنها «تأتي في إطار الحرب النفسية ولإرباك الجبهة الداخلية» مطالباً الناس بعدم الاستجابة لها.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ «توسيع وتكثيف» العملية العسكرية على قطاع غزة بعد أن رفضت حركة حماس مبادرة التهدئة المصرية.
ورفضت حماس أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بدون التوصل لاتفاق شامل للنزاع مع إسرائيل بينما اعتبرت كتائب عز الدين القسام المبادرة المصرية «ركوعاً وخنوعاً»، وتوعدت إسرائيل بأن معركتها معها «ستزداد ضراوة».
أكد مسؤول في حماس أن الحركة أبلغت مصر بملاحظاتها بشأن مبادرة مصر للتهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. وقال غازي حمد مسؤول ملف الاتصال مع مصر «أبلغنا الأخوة في مصر بملاحظاتنا لتعديل المبادرة المطروحة»، مشيراً إلى أن الحركة «ترفض المبادرة بشكلها الحالي». من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يجري مشاورات مع زعماء في منطقة الشرق الأوسط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وتواصلت مساعي السلام أمس حيث سيجري مسؤولون من حركة حماس محادثات مع القادة المصريين، كما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة للمشاركة في المبادرة الدبلوماسية للتهدئة، وتحدثت تقارير عن اجتماعات بين عباس والقيادي بحماس موسى أبو مرزوق.
ووصل موفد اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط توني بلير إلى القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثم وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وتشترط حماس أن توقف إسرائيل قصفها لقطاع غزة وترفع الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح مع مصر وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين أوقفوا بعد الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط في 2011.
وبعيد تصريحات نتنياهو، أعلن مكتبه أنه أقال نائب وزير الدفاع داني دانون، العضو المتشدد في حزب «الليكود» الذي انتقد نتنياهو بشدة أثناء العملية واصفاً إياها بـ «الفاشلة»، قائلاً إن «حماس» تسيطر على النزاع.