عواصم - (وكالات): أدت معارك القلمون، على حدود بلدة عرسال اللبنانية، بين «حزب الله» الشيعي اللبناني والثوار السوريين إلى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الحزب الله بينهم القائد الميداني بسام طباجة، وهو من أبرز قياديي «حزب الله» العسكريين في سوريا، وهو المسؤول عن قطاع القلمون وقائد العمليات فيه، وفقاً لقناة «العربية».
وقتل طباجة، الذي ينحدر من بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان، بعد هجوم شنه ثوار سوريا على أحد مقرات حزب الله في جرود عرسال، إلى جانب مقتل وجرح العشرات من عناصر حزب الله أيضا.
وأدت العملية العسكرية، التي بدأت قبل أيام، إلى مقتل أكثر من 16 مقاتلاً من حزب الله، حسب اعتراف مواقع إلكترونية قريبة للحزب، بينهم فتيان لم تتجاوز أعمارهم 17 من العمر.
من ناحية أخرى، اعتبر الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا أمس، أن «لا مكان للحديث عن المصالحات الداخلية والحوار» مع الرئيس بشار الأسد، الذي قال عنه إنه «مجرم حرب»، وذلك في تعليق على خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس السوري إثر أدائه اليمين لولاية جديدة.
وأضاف الجربا «بعد قتل السوريين وتعذيبهم وتهجيرهم وتدمير البنية التحتية، لا مكان للحديث عن المصالحات الداخلية والحوار والعمل على أوضاع مستقرة بينما الطائرات والدبابات والبراميل تفتك بالسوريين»، وذلك في تصريحات وزعها المكتب الإعلامي للاتئلاف.
وتابع «بشار الأسد مجرم حرب ومكانه الوحيد والعادل هو محكمة الجنايات الدولية»، معتبراً أن «القاتل حر طليق، وعلى المجتمع الدولي تقديمه إلى العدالة ودعم الشعب السوري والمعارضة السورية في قضيتهم العادلة».
وأكد الأسد في وقت سابق خلال الخطاب الذي ألقاه في القصر الرئاسي في دمشق، استمراره في «ضرب الإرهاب»، وهي العبارة التي يستخدمها النظام السوري للإشارة إلى مجموعات المعارضة المسلحة، مع مواصلة العمل في مسار «متواز» هو «المصالحات المحلية» التي أنجز البعض منها خلال الأشهر الماضية في مناطق محيطة بدمشق.
وأكد الرئيس السوري الذي بدأ ولايته الرئاسية الثالثة من 7 سنوات، أن الحوار «لا يشمل القوى التي أثبتت لا وطنيتها، فتهربت من الحوار في البدايات وراهنت على تغير الموازين وعندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار»، في إشارة إلى المعارضة في الخارج، وأبرز مكوناتها الائتلاف المدعوم من الغرب ودول عربية عدة.
كما حذر الأسد الجهات التي دعمت «الإرهاب»، من أنها ستدفع «ثمناً غالياً».
وتعليقاً على ذلك، قال الجربا إن «الأسد راعي الإرهاب الأول الذي يجب التخلص منه حتى تستقر سوريا والمنطقة برمتها، وعلينا عدم تضييع هذه البوصلة الأساسية أبداً».
وفشلت جولتان من التفاوض في سويسرا مطلع العام الجاري بين وفدين من النظام والمعارضة، في تحقيق أي تقدم على صعيد التوصل إلى حل سياسي للنزاع. وأعيد انتخاب الأسد في 3 يونيو الماضي لولاية جديدة، في انتخابات اعتبرتها المعارضة والدول الغربية والأمم المتحدة «مهزلة». وتولى الجربا المقرب من المملكة العربية السعودية الداعمة للمعارضة، رئاسة الائتلاف لولايتين من 6 أشهر، قبل انتخاب هادي البحرة خلفاً له في 9 يوليو الجاري.
وقال الأسد «أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وكل الدول التي أصابها داء «الربيع المزيف» «في إشارة إلى الاحتجاجات التي عرفت باسم «الربيع العربي»» من دون استثناء، هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مراراً وتكراراً».