كتبت ـ شيخة العسم:
طاعة الله، أراد أن يكمل نصف دينه وأعد العدة للزواج الميمون، اختار بنت حلال على خلق ودين، وجهز مبلغاً ظنه كافياً لزواج سعيد.
لم يشأ حسن أن يبني أسرته على أساس خاطئ، حتى يبارك الله في زواجه كما يقول، وظل يكرر على مسامع أمه أنه لا يريد أن يبدأ حياته الزوجية بالقروض «فالله يمحق الربا ويربي الصدقات».
رسم حسن الخطط ليجمع مبلغاً كافياً من المال يعينه على الزواج، اشترك بجمعية وراء جمعية مع أهله وجيرانه وأصدقائه، وأخيراً تيسر بين يديه 4 آلاف دينار كاملة، وأقدم على الخطوة الثانية.. البحث عن بنت الحلال.
حدث حسن نفسه إنه شاب في مقتبل العمر، ولا بد أن تعترض سبيله بعض المنغصات، صعوبة مالية هنا عقبة هناك، ولكنه لن يعدم فتاة خلوقة صبورة تقبل به زوجاً، تتفهم وضعه، تسانده في تجاوز المرحلة الأولى من حياته.
بدأت والدة حسن رحلة البحث عن زوجة لابنها، واهتدت إلى فتاة ملتزمة التقتها في أحد المعاهد الدينية، ومن يومها تمنتها كنة لها، المواصفات بين الزوجين المستقبليين متقاربة وكذا المستوى المادي والاجتماعي والالتزام موجود، استبشرت أم حسن خيراً، وتقدمت وابنها لخطبة الفتاة يحدوها أمل كبير.
ذهبا لخطبة الفتاة وكان ترحيب أهلها بهم حاراً ومن أحسن ما يكون «يا هلا ويا مرحبا بالغالين.. البنت بنتكم خذوها بدفتها»، بعد الرؤية الشرعية رجع حسن مبتهجاً حالماً بالليلة التي تجمعه مع فتاة أحلامه بالحلال.
لم يذكر أهل الفتاة المهر في اللقاء الأول ولم يقربوا سيرته «حنا نشتري ريال»، وبعد فحص الزواج جاءت الطامة وكان الطلب صادماً، كل مقدمات وتمهيدات الأهل بكفة ومبلغ المهر بكفة أخرى، طلب والد الفتاة 5 آلاف دينار، أما الشبكة والحفلة «فبما تمده أيديكم»، صعق حسن ولم يحر جواباً، هو جمع 4 آلاف دينار ظنها كافية للمهر وباقي تكاليف الزواج، وإذا بالمهر وحده 5 آلاف دينار.
احتار حسن في أمره قلب الموضوع في رأسه يمنة ويسرة، تردد كثيراً في العزوف عن فكرة الزواج، لا سبيل أمامه سوى الاقتراض وهو أشد ما يبغض، أو التخلي عن إكمال نصف دينه، كان أمام خيارين أحلاهما مر، وأخيراً حسم أمره وقرر الزواج وليكن ما يكون!
5 آلاف مهر و2000 شبكة و1000 حفلة بسيطة عائلية، المجموع 8 آلاف، أي أن حسن يحتاج لـ4 آلاف أخرى تضاف لمثلها في جيبه حتى يستطيع الزواج، وبحكم أن راتبه 300 دينار لا تزيد ولا تنقص، وافق البنك على إعطائه أربعة آلاف دينار بالتمام والكمال، تقسط على 85 ديناراً شهرياً. استطاع حسن أن يحظى بعروس تنور له بيته، وهو اليوم لا يني يردد «صحيح أن الله يمحق الربا.. لا يمضي الأسبوع الأول من الشهر حتى اضطر لطلب معونة والدي لمساعدتي على تكاليف البيت».
ويعترف حسن أن زوجته قنوعة، إلا أن تكاليف الحياة كثيرة ولا يحب أن يبدأ حياته الأسرية بتكاليف ليس لها «لزمة»، وينصح الشابات أن يرضين بالقليل لأن «أقلهن مهراً خيرهن بركة».