قالت وحدة الإرشاد الديني بإدارة الأوقاف السنية إن معارضي منع بيع الخمور يجنون مكاسب ماديةً من بيعه وترويجه، وهي مكاسب محصورة في فئةٍ محدودةٍ من الماديين الذي لا ينظرون إلا إلى مصالحهم الشخصية، متناسين الخسائر الكبيرة سواء في الأرواح أو الممتلكات، أو في تفكك الأسر وضياع الشباب، وغيرها من المصائب، فإن كانوا يخافون من الخسارة في الأموال فإنها تعوَّض، أما الخسارة في الأرواح والأجيال والصحة والأُسر لا تعوّض.
وأضافت وحدة الإرشاد بـ«السنية» في بيان أمس أن دراسة أجرتها الحكومة البريطانية استغرق إعدادها أربع سنوات ونشرتها مجلة النور -عدد 230- جمادي الأول 1425هـ، أظهرت أن الأعوام العشرة الأخيرة شهدت ما عرف باسم «ثقافة السكر» التي تجعل الشبان بين عمر 18-25 عاماً يشربون حتى الثمالة ونقلهم إلى الفراش أو السجن من دون وعي».
وتظهر الدراسة أن بين 30-60% من مشاكل الأطفال تعود إلى أن أحد الأبوين سكير أو يتعاطى الخمر بشراهة ما يؤدي إلى الإضرار بفرص الطفل في حياة طبيعية.
وقتل ما يصل إلى 18 ألف شخص بسبب قيادة السيارة تحت تأثير الخمر عام ألفين. مع أن 16% من العنف سببه المخدرات إلا أن النسبة ترتفع إلى 53% بسبب الخمر.
وتشهد بريطانيا سنوياً ما يصل إلى 1,2 مليون حادث بسبب الكحول من بينها 360 ألف حادث عنف منزلي.
وتحذِّر الدراسة من أن الجيل المقبل سيتعرض إلى ما قد يعرف باسم «مرض تخدير الدماغ» بسبب تعاطي الكحول ابتداء من عمر القصر وحتى الأربعين من دون توقف!
وأضاف بيان الإرشاد بـ«السنية» أن «هذه الأرقام والإحصائيات المزعجة تبين مدى تأثير الخمر على العقل، وأن الإنسان يجني على عقله بتعاطي المسكرات، في حين أن الله تعالى أكرم الإنسان بهذا العقل وميزه به عن سائر المخلوقات».
وتابع أن «ما سمي العقل عقلاً إلا لأنه يمنع ويحبس صاحبه عن فعل ما لا يليق، لذا يقول ابن فارس رحمه الله «(عقل) العين والقاف واللام أصلٌ واحد منقاس مطرد، يدلُّ عظمه على حبسة في الشيء أو ما يقارب الحبسة. من ذلك العقل، وهو الحابس عن ذَميم القول والفعل». مقاييس اللغة - (ج 4 / ص 56)
ونقل عن بعض أهل الاشتقاق «العقل أصلٌ معناه المنع، ومنه العقال للبعير، سمي به لأنه يمنع عما لا يليق».
ومن أسماء العقل: الحجر والنهى وهي كذلك تدور حول المنع والنهي والحبس.
فإذا تعاطى الإنسان هذه المسكرات فأذهب عقله الذي يمنعه عما لا يليق صار كلُّ شيء عنده مباحاً، ولذلك حرّم الله تعالى الخمر، فهو سبحانه خلق الإنسان ويعلم ما يناسبه، قال تعالى (أَلا يعلمُ منْ خلقَ وَهوَ اللّطيفُ الخبيرُ) (الملك14).
وفي سياق تحريم الخمر في القرآن الكريم بين الله تعالى أنّ فيها منافع للناس، ثم عقب مبيناً أنّ إثمها أكبرُ من نفعها، وهذا النفع القليل هو الذي يدندن حوله من يعارضون منع الخمور، فهم يجنون مكاسب ماديةً من بيع الخمور وترويجها، هذه المكاسب محصورة في فئةٍ محدودةٍ من الماديين الذي لا ينظرون إلا إلى مصالحهم الشخصية، متناسين الخسائر الكبيرة سواء في الأرواح أو الممتلكات، أو في تفكك الأسر وضياع الشباب، وغيرها من المصائب، فإن كانوا يخافون من الخسارة في الأموال فإنها تعوَّض، أما الخسارة في الأرواح والأجيال والصحة والأُسر لا تعوّض.