«القسام» تنفذ عملية تسلل ناجحة عبر نفق بالأراضي المحتلة
«حماس» تنفي الاتفاق على وقف إطلاق النار
بريطانيا: رد فعل إسرائيل تجاه القطاع عقاب جماعي
أردوغان: تل أبيب ترتكب إبادة منظمة في غزة
مصر تعدل وساطتها بعد رفض «حماس» مبادرة وقف إطلاق النار
وزير خارجية مصر: لو قبلت حماس بالتهدئة لأنقذت عشرات الأرواح


عواصــــم - (وكـــالات): أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه بدأ عملية برية في قطاع غزة بعد 10 أيام من الغارات الجوية التي أسفرت عن 240 شهيداً و1770 جريحاً، قبل أن تستأنف قوات الاحتلال عدوانها على القطاع وقتلت أطفالاً، بعد انتهاء تهدئة استمرت 5 ساعات أقرت بطلب من الأمم المتحدة، بينما تتواصل الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأعلن مصدر طبي فلسطيني استشهاد طفلة وشاب فلسطينيين في غارتين إسرائيليتين في خان يونس جنوب قطاع غزة. واستشهد 3 أطفال من عائلة شحيبر تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، في غارة استهدفت حي الصبرة وسط مدينة غزة. واستشهد طفل في الرابعة من عمره من مدينة غزة متأثراً بجروحه أمس.
كما استشهد 6 فلسطينيين في غارات قبل بدء العمل بالتهدئة في العاشرة صباح أمس، في جنوب وشمال القطاع.
وبذلك ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 237 شهيداً وأكثر من 1770 جريحاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 8 يوليو الجاري والتي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم «الجرف الصامد».
وسقط صاروخ أطلق من قطاع غزة على مدينة عسقلان جنوب الأراضي المحتلة أمس.
وللمرة الأولى، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أنها عثرت على صواريخ في إحدى المدارس التابعة لها في قطاع غزة. وقالت الأونروا في بيان «في سياق تفتيش اعتيادي لمبانيها، وجدت الأونروا نحو 20 صاروخاً مخبأة في مدرسة فارغة في قطاع غزة». ودانت الأونروا ما وصفته بـ «الانتهاك الصارخ» للقانون الدولي مشيرة إلى أنه تم إزالة الصواريخ وإبلاغ «الأطراف المعنيين». وبحسب البيان فإن «الأونروا تدين بشدة الفصيل أو الفصائل المسؤولة عن وضع الأسلحة في إحدى مؤسساتها». وبشأن مساعي التهدئة، أعلن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل وحركة حماس اتفقتا على وقف إطلاق النار ابتداء من الساعة السادسة صباح اليوم. ونفى المتحدث باسم حركة حماس في غزة سامي أبو زهري صحة الأنباء مؤكداً أن الجهود مستمرة للتوصل إلى تهدئة. وقال ممثل لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموجود حالياً في القاهرة إن هنالك اتفاقاً «مطروحاً على الطاولة» وإنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.
وبعد إعلانها مبادرة لوقف إطلاق النار ولدت ميتة ورأت فيها حماس محاولة لحرمانها من تحقيق أي مكاسب من حربها مع إسرائيل، عادت مصر للتفاوض مع الحركة لوقف النزاع المتصاعد على حدودها الشمالية، بحسب المحللين. وقرابة 48 ساعة عقب إعلان مبادرتها، تراجع الوسطاء المصريون عن مطلبهم بأن تقبلها الحركة بلا شروط وبدؤوا مفاوضات مكثفة للتوصل إلى صيغة جديدة لها.
وعندما اندلعت الحرب بين حماس وإسرائيل الأسبوع الماضي، أعدت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار أيدتها إسرائيل على وجه السرعة وكذلك الدول العربية والولايات المتحدة ولكن حماس رفضتها.
وشروط وقف إطلاق النار، التي طلبت مصر من الطرفين قبولها كما هي، كان من شأنها أن تمنع حماس من أن تعلن تحقيق «انتصار» وهو ما تحتاجه بشدة بعد استشهاد أكثر من 237 فلسطينياً من جراء القصف الإسرائيلي. ودعت المبادرة المصرية إلى وقف فوري للأعمال العدائية على أن يتلوه «فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض».
لكن حماس رفضت أي وقف لإطلاق النار ما لم توافق مصر وإسرائيل على مناقشة شروطه أولاً. وتطلب الحركة رفع الحصار الإسرائيلي على غزة وفتح معبر رفح بين مصر والقطاع وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين أعادت إسرائيل توقيفهم بعد الإفراج عنهم في إطار صفقة مبادلة الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط في عام 2011.
من جهته، اعتبر وزير خارجية مصر سامح شكري أن حركة حماس كان بوسعها إنقاذ أرواح العشرات من سكان غزة لو أنها قبلت بوقف إطلاق النار الذي اقترحته مصر ووافقت عليه إسرائيل. وصباح أمس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أفشل محاولة تسلل إلى الأراضي المحتلة من قبل مجموعة مسلحة فلسطينية استخدمت نفقاً من غزة وقتل أحد أعضائها.
وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر إن «القوات الإسرائيلية رصدت 13 مسلحاً يحاولون التسلل إلى إسرائيل من خلال استخدام نفق بنته حماس»، مشدداً على «إفشال محاولة تسلل وهجوم كبير».
وكان النفق يفضي في الجانب الإسرائيلي إلى نقطة قريبة من كيبوتز صوفا جنوب الأراضي المحتلة. وفور رصد المجموعة تمت مهاجمتهما من قبل سلاحي البر والجو مما أرغمها على العودة إلى قطاع غزة، بحسب المتحدث. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان «قامت مجموعة خاصة من كتائب القسام بعملية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا فجر أمس وخلال انسحابها بعد استكمال مهمتها تعرضت لنيران طيران العدو وقد عاد كافة مجاهدينا بسلام».
في موازاة ذلك قال محللون إنه «برغم تأكيد إسرائيل على أن لديها الحرية المطلقة لتكثيف غاراتها على غزة، لاتزال تتردد أمام الطريقة التي يجب اعتمادها لشل القدرة الهجومية للفلسطينيين»، محذرين من أن العملية البرية قد لا تكون مجرد نزهة. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأييده للجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وأعرب أوباما عن «حزنه الشديد» لمقتل المدنيين في القطاع لكنه اعتبر أن «من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها في مواجهة الهجمات بالصواريخ التي ترهب» سكانها. من جانبه، وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان القصف الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه «محاولة إبادة منظمة» ضد الفلسطينيين.
في السياق ذاته، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ إن الضربات الجوية الإسرائيلية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة «غير متناسبة بشكل متعمد» وتصل إلى حد «العقاب الجماعي» في انتقادات غير معتادة لدولة حليفة لبريطانيا.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن مباريات الأندية الإسرائيلية في مسابقتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» لن تقام في الأراضي المحتلة.
في الوقت ذاته، وجهت النيابة العامة الإسرائيلية الاتهام إلى 3 متطرفين يهود بخطف وحرق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير أوائل يوليو الماضي في القدس المحتلة، بحسب ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية.
من جهة ثانية، تقدم لبنان أمس بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي رداً على تعرض أراضيه لعمليات قصف تشكل خرقاً لقرار أممي، معتبراً أن إطلاق صواريخ من أراضيه في اتجاه شمال الأراضي المحتلة «عمل مرفوض»، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية اللبنانية.