قال علماء ودعاة إن «شهر رمضان شهر الجود والعطاء، والبذل والإحسان، والتواصل والتكافل، تغمر فيه الرحمة قلوب المؤمنين، وتجود فيه بالعطاء أيدي المحسنين»، مشيرين إلى أن «الصدقة في هذا الشهر شأنها أعظم وأكد ولها مزية على غيرها لشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه، ولأن فيها إعانة للصائمين المحتاجين على طاعاتهم فاستحق المعين لهم مثل أجرهم، فمن فطر صائماً كان له مثل أجره». وأوضحوا أن «زكاة الفطر تطهر الصائم من اللغو والرفث وتصحح ما يصيب الصوم من خلل ونقص». وفي هذا الصدد، قال الشيخ عادل المطيرات إن «الصدقة في رمضان من أعظم الصدقات وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع أمثلة البذل والعطاء في هذا الشهر المبارك حتى وصفه عبدالله بن عباس رضي الله عنه بأنه «كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة»». وأضاف الشيخ المطيرات «ما أحوجنا إلى أن نتلمس هدي النبي الكريم وأخلاقه في كل وقت وفي هذا الشهر على وجه الخصوص، فقد كان الجود أعظم أخلاقه، وكان صلى الله عليه وسلم متصفاً بجميع أنواعه، من الجود بالعلم، والجود بالمال، والجود بالنفس، في سبيل الله تعالى، والجود بالدعوة إلى الله تعالى».وذكر أن «الصدقة تهذب النفس، وتقضي على آفة البخل، وما اجمل أن تكون في السر، فصدقة السر تطفئ غضب الرب، وتقي مصارع السوء، وعلى المسلم ألا يحتقر قيمة الصدقة، لأنها ليست بالكم، ولكنها بالكيف، ومن ثم على المؤمن أن يتصدق وفي نيته وجه الله تعالى ولينظر كيف يضاعف الله أجر تلك الصدقة».وربما يصيب الصوم خلل أو نقص، فالصدقة تصحح وتجبر النقص والخلل، ولهذا أوجب الله في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرَة للصائم من اللغو والرفث. ولأن هناك علاقة خاصة بين الصيام والصدقة فالجمع بينهما من موجبات الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفاً يرَى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها»، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام».من جهته، دعا الشيخ محمد بن أحمد بافضل إلى «التصدق في شهر رمضان استناداً إلى حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان»»، مشيراً إلى أن «الله عز وجل يجود على عباده في هذا الشهر بالرحمة والمغفرة، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل».