عواصم - (وكالات): صعدت إسرائيل عدوانها البري الذي بدأته مساء أمس الأول ضد قطاع غزة بالمدفعية والدبابات والزوارق، وأعلنت أنها قد «توسع بشكل كبير» هجومها الذي يؤكد مسؤولون فلسطينيون أنه يقتل أعداداً كبيرة من المدنيين خاصة النساء والأطفال، بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 290 شهيداً و2200 جريحاً منذ بدء العملية الإسرائيلية على قطاع غزة في 8 يوليو الماضي، والتي عرفت إعلامياً باسم «الجرف الصامد». وعلى الرغم من الدعوات الدولية لتجنب التصعيد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه مستعد «لتوسيع» العملية. واستشهد 51 فلسطينياً بينهم رضيع وطفلان وامرأة في السبعين من عمرها منذ بدء العملية البرية، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
وخوفاً من التفجيرات هرب نحو 40 ألف فلسطيني من منازلهم في القطاع ولجأوا إلى المباني التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وتأتي العملية البرية بعد 10 أيام من شن غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة، بينما تعهدت حركة حماس بأن «إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً» لهذه العملية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن وحدات هندسية رافقت وحدات من المشاة لتدمير الأنفاق. وأكد الجيش أن جنوده قتلوا 17 «مسلحاً» وضربوا نحو «150 هدفاً» من بينها 4 أنفاق.
وقال نتنياهو في أول تصريح له منذ بدء العملية البرية إن شن عملية عسكرية برية في غزة يهدف إلى ضرب الأنفاق في القطاع، موضحاً أن الغارات الجوية وحدها لا تكفي لذلك. وقال نتنياهو في بداية اجتماع خاص للحكومة الأمنية المصغرة «تعليماتي وتعليمات وزير الدفاع للجيش بحسب موافقة المجلس الأمني المصغر، هي التحضير لإمكانية توسيع ملحوظة للنشاط البري».
واعترف نتنياهو بأنه لا يوجد «ضمانات بالنجاح بالنسبة 100%» بينما يشن الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية الرابعة ضد قطاع غزة منذ الانسحاب الأحادي الجانب عام 2005.
وأكدت إسرائيل وقتها بأنها لا ترغب في استعادة السيطرة على غزة، الواقعة بين إسرائيل ومصر والبحر المتوسط.
وتمكن مقاتلون من حركة حماس والجهاد الإسلامي من إطلاق 24 صاروخاً على الأراضي المحتلة دون إيقاع إصابات، بحسب الجيش الإسرائيلي. وبحسب اسرائيل، فإن 1164 صاروخاً أو قذيفة أطلقت باتجاه الأراضي المحتلة وتمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض 320 منها. في غضون ذلك، أعلن نائب رئيس سلطة الطاقة في قطاع غزة فتحي الشيخ خليل أن 70% من القطاع يعيش دون كهرباء نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة. وفي حي الشجاعية -شرق مدينة غزة- هرب العديد من السكان وهم يحملون الأكل والملابس والأغطية.
بينما لجأ نحو 1500 شخص في خان يونس إلى المدارس التابعة لوكالة الأونروا.
ومن جانبه، التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوسفي في القاهرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طلب منه الاتصال بتركيا وقطر لكي يقنعا حماس بقبول وقف إطلاق النار في غزة. وبرر نتنياهو شن العملية برفض حركة حماس القبول بمبادرة مصرية للتهدئة.
واقترحت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار قبلتها إسرائيل ولكن حماس رفضتها وطلبت إدخال تعديلات عليها تضمن خصوصاً رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر بينه وبين إسرائيل، إضافة إلى إطلاق سراح 57 فلسطينياً كان تم الإفراج عنهم ضمن صفقة مبادلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011 وأعادت إسرائيل اعتقالهم أخيراً.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد عناصره شمال القطاع. وهو أول جندي إسرائيلي يقتل منذ بدء العملية البرية على قطاع غزة.
وأغلق معبر ايريز الحدودي المخصص لعبور المدنيين مع إسرائيل أيضاً.
وهذه أول مرة يشن فيها الجيش الإسرائيلي عملية برية منذ العملية ضد قطاع غزة في 2008-2009 والتي استشهد فيها نحو 1400 فلسطيني. من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه تحادث هاتفياً مع نتنياهو وعبر له عن قلقه إزاء الوضع في غزة، غداة بدء هجوم بري عسكر ي إسرائيلي على القطاع.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي إن واشنطن تدعم حق إسرائيل بالدفاع عن النفس، إلا أن «الولايات المتحدة مع أصدقائها وحلفائها تعرب عن القلق العميق إزاء مخاطر تصاعد العنف وفقدان المزيد من الأرواح البريئة».
من جهته، حمل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعنف امس على مصر.
في الوقت ذاته، قررت إسرائيل أن تخفض إلى أدنى حد وجودها الدبلوماسي في تركيا التي أدانت بأشد العبارات هجومها على غزة، بعد تظاهرات عنيفة في إسطنبول وأنقرة أمام البعثتين الإسرائيليتين.
وأعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس اتصل «شخصياً» بالرئيسين الإسرائيلي شيمون بيريز والفلسطيني محمود عباس للتعبير «عن انشغاله القوي بوضع الحرب الحالي» والذي يخص «تحديداً» قطاع غزة.
وقال البيان إن البابا فرنسيس أبلغهم أن «مناخ العداء والكراهية والمعاناة المتزايد بين الشعبين يسبب الكثير من الضحايا ويوصل إلى وضع إنساني طارئ».