كتب - وليد صبري:
قال أطباء ومختصون إن «الإفطار خلال شهر رمضان ملزم لمرضى الأزمات القلبية، مؤكدين أنه «يمنع على مرضى القلب الصيام، إذا ما كانوا يعانون من ارتفاع شديد بضغط الدم الذي لا يستجيب للعلاج»، مضيفين أن «شهر رمضان فرصة ذهبية للتغلب على متاعب صحية عديدة، لكونه يخفف آلام بعض الأمراض، كما يعد بمثابة فترة راحة لأجهزة الجسم تستمر شهراً على مدار عام كامل من الإجهاد». واشاروا إلى أن «الصيام يسهم في تنقية الدم من الدهون الثلاثية والكوليسترول». وفسر الأطباء ذلك بأن «مستوى السكري في الدم خلال فترة الصيام يكون متدنياً، ما يقلل من عمليات تحويل الكربوهيدرات إلى دهون في عملية التمثيل الغذائي، كما هو معروف فإن الدهون الثلاثية والكوليسترول تدخل في تركيبهم الدهون».
من جانبها، قالت مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة بشأن استطاعة مرضى القلب صيام رمضان دون مضاعفات أن «ذلك يعتمد على نوع المرض ومرحلته ونوع الأدوية التي يتناولها وجرعاته». وأوصت د. الجودر «باستشارة الطبيب المعالج، وفي حالة الصيام على المريض أن يلتزم بتعجيل الإفطار، وتأخير السحور، وتناول أغذيه تتماشى مع نوعية مرضه، بالنسبه لكمية الدهون والإملاح، وتعديل جرعات الأدوية، ومراجعة الطبيب فوراً إذا شعر بتطور سلبي بالنسبة لصحته».
من ناحيته، قال أخصائي الطب العام د. أحمد شفيق إن «الكبد يبدأ أثناء الصوم بتخزين السكر بشكل معقد، على هيئة بلورات، ثم يبدأ بضخ المادة بالدم، وبالتالي يحافظ على مستوى السكري بالدم، ويهدئ من إفراز البنكرياس من الأنسولين»، مؤكداً أن «شهر رمضان يعتبر فرصة رائعة لراحة البنكرياس والقلب، إضافة إلى أنه فرصة أيضاً لتخليص الكبد من المواد السكرية وتجديدها».
وأوضح أن «الصيام مفيد لمرضى الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم، شريطة أن يكون الإفطار صحياً بحيث يبدأ بوجبة خفيفة تتكون من كوب من اللبن الخالي من الدسم والتمر، وبعد فترة يتناول طعام الإفطار المكون من الخضار المطبوخ وقطعة من اللحم الأحمر أو الدجاج أو السمك، مع السلطة الخضراء بكميات مناسبة، بحيث لا تمتلئ المعدة مع تجنب تناول الحلويات».
وأشار إلى أنه «في بعض الحالات يكون الإفطار إجبارياً لمريض القلب، إذا كان مصاباً بجلطة حديثة في القلب، أو جلطة بالشرايين الطرفية، أو جلطة حديثة بالشريان الرئوي، أو إذا كان المريض مصاباً بذبحات صدرية غير مستقرة، ويتعرض كثيراً لأزمات قلبية متكررة، حيث يحتاج إلى تناول أدوية بصفة مستمرة لإنقاذ حياته».
وذكر أن «الأطباء ينصحون مرضى هبوط القلب وأمراض الشرايين التاجية وأمراض الصمامات والعيوب الخلقية بالإفطار، كما يمنع مرضى القلب من الصيام وذلك إذا ما كانوا يعانون من ارتفاع شديد بضغط الدم الذي لا يستجيب للعلاج».
وأضاف أن «المرضى الذين أجريت لهم عمليات حديثة بالقلب، مثل توصيل الشرايين التاجية أو استبدال الصمامات أو إصلاحها وكذلك الذين أجروا عمليات لإصلاح عيوب القلب الخلقية، يمكنهم الصيام تحت إشراف طبي كامل، إذا شعر الطبيب المختص أن حالتهم الصحية أصبحت تماثل حالة الصائمين الأصحاء».
في السياق ذاته، قال أخصائي أمراض القلب د. أحمد مصطفى إن «الصيام يمثل فرصة طيبة للامتناع عن التدخين، حيث يعد الأخير سبباً مهماً لأمراض القلب».
وأوضح أن «فقدان الجسم للوزن الزائد نتيجة للصيام يقي الجسم من أمراض السمنة والبدانة». ونصح د. مصطفى «مرضى القلب سواء الصائمين وغير الصائمين بالابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة مرتفعة الحرارة، وأن يتم تعويض الفاقد من العرق عن طريق تناول السوائل بكثرة خصوصاً الماء، مع عدم بذل الصائمين أي مجهود جسماني خصوصاً أثناء فترة الصيام».