عواصم - (وكالات): غادر المئات من مسيحيي الموصل مدينتهم التي يعيشون فيها منذ قرون شمال العراق قبل انتهاء المهلة التي حددها المسلحون، تزامناً مع عودة الرئيس العراقي جلال طالباني إلى العراق أمس بعد رحلة علاج في ألمانيا استمرت 18 شهراً.
وقالت تقارير في الموصل، مركز ما يسمى بـ»الدولة الإسلامية - داعش» شمال العراق إن المسيحيين من أهالي المدينة هربوا بسيارات خاصة وسيارات أجرة صباح أمس. وأفاد شهود عيان في الموصل أنه تمت من بعض مساجد المدينة دعوة المسيحيين إلى المغادرة عبر مكبرات الصوت، مع التذكير ببيان «الدولة الإسلامية - داعش»، والتأكيد على أن من يمتنع عن الخروج سيكون مصيره التصفية.
وانتشر على مواقع على الإنترنت بيان صادر عن «ولاية نينوى» يحمل توقيع «الدولة الإسلامية» وتاريخ الأسبوع الماضي جاء فيه أن هذا التنظيم أراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين «الإسلام» أو «عهد الذمة» أي دفع الجزية، مهدداً بأنهم «إن أبوا ذلك فليس لهم إلا السيف».
ودفعت هذه التهديدات بأهالي المدينة التي تعد بين أقدم المدن التي يعيش فيها المسيحيون العراقيون، إلى الهرب. ورغم التهديدات قرر بعض مسيحيي الموصل البقاء في منازلهم. وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو «لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين»، مضيفاً أن «العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل» في إقليم كردستان العراق. وقال ساكو إن مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 ألف شخص لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بياناً يطالبهم بتركها. في هذه الأثناء، عاد رئيس البلاد جلال طالباني إلى العراق إثر رحلة علاج استمرت 18 شهراً، بعد إصابته بجلطة دماغية في ألمانيا.
وتأتي عودة طالباني إلى البلاد في الوقت الذي ترزح البلاد تحت عبء أزمة سياسية خانقة تفاقمت إثر سيطرة الجهاديين على أجزاء شاسعة شمال البلاد. وحطت طائرة طالباني الخاصة في معقله السليمانية في كردستان، واقتصر الاستقبال على المقربين منه فقط. ونجح طالباني عندما كان رئيساً بشكل خاص في مد جسور بين الأطراف المتناحرة في بلاده. في غضون ذلك، يواصل المسلحون الذين ينتمون لفصائل وتنظيمات مختلفة بينهم مسلحون من العشائر وعناصر من «حزب البعث» السابق، ومقاتلون من تنظيم «داعش» هجمات شرسة في مناطق متفرقة من البلاد وسيطرتهم على مناطق واسعة في محافظات نينوى أبرزها مدينة الموصل ومحافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى.
ورغم تواصل العمليات التي تنفذها قوات الحكومة لملاحقة المسلحين ومحاولات لاستعادة السيطرة على تلك المناطق، تستهدف هجمات متفرقة مناطق متفرقة بينها العاصمة بغداد.
وقتل 30 شخصاً وأصيب عشرات في هجمات متفرقة بينها 5 سيارات مفخخة في بغداد وشمالها، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية.
وتزامنت الهجمات مع الهجوم مع مواصلة قوات رئيس الوزراء نوري المالكي تنفيذ عمليات شمال بغداد لاستعادة السيطرة على مناطق تحت سيطرة الجماعات الجهادية.