- الوفاء لغةً: الخلق الشريف العالي الرفيع.
واصطلاحاً: ملازمة طريق المواساة ومحافظة عهود الخلطاء.
والموافاة: أن توافي إنسانا في الميعاد. وضد الوفاء الغدر.
- الناس مضطرون للتعاون، ولا يتم التعاون إلا بمراعاة العهد والوفاء به، ولولا ذلك لتنافرت القلوب وارتفع التعايش.
- جاء الأمر في القرآن بالوفاء فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) المائدة: 1. وقال سبحانه: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم) البقرة: 40. وقال جل وعلا: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا) الأنعام: 152. وقال جل جلاله: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) النحل: 91
- لم يقتصر الأمر بالوفاء بالمؤمنين بل شمل غيرهم، قال تعالى: (إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين) التوبة: 4
- الوفاء يستحق أعظم الجزاء، فهو من صفة المتقين. قال تعالى: (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً) الفتح: 10، وقال سبحانه: (بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين) آل عمران: 76.
- الوفاء من صفات الأنبياء، قال تعالى: (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) مريم: 54، وقال سبحانه: (وإبراهيم الذي وفى) النجم: 37
- عن عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج) أخرجه البخاري.
- عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة. اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم) أخرجه أحمد والحاكم وصححه.
- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته: (أوفوا بحلف الجاهلية فإنه لا يزيده - يعني الإسلام - إلا شدة ، ولا تحدثوا حلفاً في الإسلام) أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح».
- عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها. إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) أخرجه البخاري.
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم .. وذكر منهم: ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط) أخرجه البخاري.
- عن أحمد بن إبراهيم المعافري قال سمعت ذا النون يقول: «أما إنه من الحمق التماس الإخوان بغير الوفاء، وطلب الآخرة بالرياء، ومودة النساء بالغلظة».
- قال الجريري: «ما نجا من نجا إلا بمراعاة الوفاء. قال عز وجل: (الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق) الرعد: 20
- عن أبي الحسين الفارسي قال: سمعت ابن عطاء يقول: «العبودية في أربع خصال: الوفاء بالعهود، والحفظ للحدود، والرضا بالموجود، والصبر عن المفقود».
- كان عون بن النعمان الشيباني يقول في الجاهلية: لأن أموت عطشاً أحب إلي من أموت مخالفاً لموعدة.
- أنشد علي بن قريش:
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب
فالناس بين مخاتل ومؤادِبِ
يغشون بينهم المودة والصفا
وقلوبهم محشوة بعقاربِ