أوجه هذا الخطاب لأهل ومحبي عمل الخير والمعروف ومن يسعون ويقصدون رضا الله ونيل الأجر والثواب، والنجاة وحسن الخاتمة والعاقبة، في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، واصفاً من خلاله معاناتي الإنسانية والنفسية والمادية كأسرة بشكل عام، وكولي أمر بشكل خاص.
ومعاناتي تتمثل في أن ابني وفلذة كبدي البالغ من العمر خمس سنوات، يشكو ويعاني من إعاقة ذهنية وأعراض توحد، واعتلال في قدراته اللغوية، بحاجة ماسة إلى العلاج والمتابعة والاستمرار والانضمام لمعاهد ومراكز خاصة ذات التكاليف الباهضة، حسب التقارير والوصفات الطبية والتربوية، كي يطيب و يتشافى مما هو فيه، ويمارس الحياة بشكل طبيعي كباقي الأسوياء من أقرانه وأترابه، وأن هناك أملاً بالله وبأهل الخير والمعروف كبير في الشفاء والتعافي مما هو فيه، ولايخفى عليكم الظروف المادية والضائقة والفاقة التي تحياها العائلة، التي تحول دون ذلك، لذا طرقت أبواب أهل الخير والعطاء السخي لدعمنا مادياً أو علاجياً، علماً بأنني من المتعففين، وليس من يسألون الناس إلحافاً، وأني لم ألجأ لمخاطبتكم إلا اضطراراً، وبعد إحساس بأن لا أمل إلا في مخاطبتكم بعد الله.
أتمنى على محبي عمل الخير التمعن والنظر في قضيتي الإنسانية وحاجتي الماسة، بعين الرأفة وبكل ما تحمله الإنسانية من معانٍ. خصوصاً أصحاب القلوب الرحيمة، ومن يترقب عمل وفعل الخير ويبحث عن تقديم العون والمساعدة والتفريج عن الآخرين بتقديم يد العون والدعم والمساندة المادية، أو بما ترونه مناسباً، وإسعادنا وإعانتنا كأسرة تعاني الأمرين نفسياً جراء مرض الابن ومعاناته ومعاناتنا معه وبسببه، ومادياً جراء عدم الاستطاعة والقدرة على علاج فلذة كبدنا بسبب الكلفة الباهظة وقلة الحيلة، فـ «من كان في عون أخيه كان الله في عونه»، و»من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة».
هذا وأنا على ثقة وأمل بالله بأن أهل ومحبي فعل الخير، وأصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة ومن أسبغ الله عليهم بالنعم والخير الوفير في هذا الوطن المعطاء كثر بمختلف أطيافهم ومعتقداتهم، وانتماءاتهم، من باب التكافل الاجتماعي»المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص» وأننا سنظفر ببعض ما أنعم الله عليهم من خير، نستطيع من خلاله فك عقدة علاج ابننا أو ضمه لأحد المراكز المتخصصة، الذي هو ابنكم، فمنكم العون، ومنا الدعاء لكم بأن يحفظكم ويثيبكم ويجزيكم ويرعاكم الباري سبحانه وتعالى القائل: (وما تنفقوا من خيرٍ فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه اللّه وما تنفقوا من خيرٍ يوف إليكم وأنتم لا تظلمون * للفقراء الذين احصروا في سبيل اللّه لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خيرٍ فإن اللّه به عليمٌ)، ونسأله سبحانه بأن ينعم عليكم ويزيدكم من الخير، بحق هذا الشهر الفضيل شهر رمضان، وبحق ليلة القدر التي خير من ألف شهر، وجعل ما تقومون به من أعمال وخدمات خيرة في ميزان حسناتكم، والله لايضيع أجر المحسنين».
العنوان لدى محررة الصفحة