أظهرت دراسة أجريت على القردة نشرت نتائجها في مجلة «نيتشر» العلمية أن مواقع تخزين الفيروسات التي تمثل حالياً العائق الرئيس أمام القضاء على فيروس «إتش إي في» المسبب لمرض الإيدز عن طريق علاجات بواسطة مضادات للفيروسات، تنتشر سريعاً جداً في الجسم.
واعتبر الباحثون الأمريكيون الذين أشرفوا على الدراسة في رسالة نشرتها هذه المجلة العلمية البريطانية أن الانتشار السريع للغاية لمواقع التخزين هذه يمثل «تحدياً جديداً ومهماً أمام استراتيجيات القضاء على فيروس «اتش إي في».
وتقع مواقع التخزين هذه في خلايا من الجهاز المناعة معروفة بالخلايا اللمفوية تي حيث بإمكان الفيروس الإفلات من العلاجات ومن حيث يمكن للإصابة أن تنطلق من جديد في حال التوقف عن العلاج بمضادات الفيروسات.
وتمثل هذه المواقع الحاجز الأول أمام الفعالية الكاملة للعلاجات التي تسمح اليوم بجعل كشف الفيروس في الدم متعذراً لكنها لا تسمح أيضاً بالتخلص منه بالكامل. وهذه «الملاجئ» للفيروس تمثل جزءاً مهماً من الأبحاث لمكافحة الإيدز.
وخلص فريق مؤلف من باحثين في كلية «هارفرد ميديكل سكول» الطبية إلى أن قيام هذه المواقع لتخزين الفيروس لدى نوع من القردة حصل بعد أقل من ثلاثة أيام من تلقيح القرد بنوع من فيروس «إتش إي في» معروف باسم «في إي إس» في وقت كان كشف هذا الفيروس في الدم لا يزال متعذراً.
وتمت معالجة 20 قرداً حقنت بالفيروس، عن طريق علاج بمضاد فيروسي، بعد ثلاثة أو سبعة أو عشرة أو 14 يوماً من حقنها بالفيروس.
والقردة التي عولجت بعد ثلاثة أيام فقط من الإصابة لم يظهر لديها رد فعل من نظام المناعة للتصدي لهذه الإصابة.
لكن لدى كل هذه القردة، استتبع إلغاء العلاج في غضون 24 أسبوعاً بعودة الإصابة بالفيروس. وفي حالة القردة التي عولجت في وقت أبكر، استغرقت عودة الفيروس للظهور وقتاً أطول لكنها ظهرت بشكل منهجي.
وعززت نتائج هذه الدراسة تلك التي أظهرتها حالة ما سمي بـ «طفلة ميسيسيبي».