قال وكيل الشؤون الإسلامية د. فريد المفتاح إن البحرين تؤيد الإجراءات التي اتخذتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية بشأن التنظيمات المتطرفة وجماعات التكفير والعنف ذات التوجهات المشبوهة مثل ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
وأضاف د. المفتاح، في تصريح صحافي أمس أن «داعش تدار من قبل أيادٍ خفية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار بلدان المسلمين»، مؤكداً أن «موقف البحرين يتوافق مع موقف السعودية بشأن جميع التنظيمات المتطرفة والراعية للإرهاب والطائفية».
وأكد أن «هذه الجماعات قد أساءت للإسلام والمسلمين بما مارسته من أعمال إرهابية وفكر متطرف إقصائي».
وأشار وكيل الشؤون الإسلامية إلى أن «الإسلام بمبادئه السامية التي تهدف إلى تحقيق التعارف الإنساني القائم على الاحترام المتبادل والعيش المشترك يدعو أتباعه إلى الاهتداء بالقرآن الكريم الذي يوجه دعاته إلى سلوك سبيل الحكمة والرحمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن وأنه دين ينبذ العنف والتعصب والإرهاب والترويع ويرفض الوصاية على الإسلام والمسلمين بغير حق».
وتابع أن «الإسلام بنقائه وصفائه وسمو مبادئه وما يقدمه للإنسانية من رحمة عامة قد تعرض للتشويه بسبب الجماعات المشبوهة ذات الفكر المنحرف عن وسطية الإسلام».
وأردف د. المفتاح أن «هذه الجماعات ترتكز في فكرها وسلوكها على الإقصاء للآخر وعدم الاعتراف به ، كما تتخذ من العنف والتكفير والطائفية والعنصرية منهجاً وذلك ينافي حقيقة الإسلام ودعوته للتعارف الإنساني والتلاقي والسماحة والحوار والحرية التي أصل القرآن الكريم لها في حرية اختيار الدين، إذ قال تعالى ( لا إكراه في الدين)».
وأكد وكيل الشؤون الإسلامية أن «الجهل هو الآفة الحقيقية التي تنطلق منها هذه الجماعات بفكرها المتطرف»، موضحاً أن «معظم منتسبي هذه الجماعات المتطرفة هم من فئة الشباب الذين لم ينالوا النصيب الكافي من التعليم ولم يندمجوا في مجتمعاتهم بشكل إيجابي بل تقوقعوا على فكرهم المنغلق ما أدى بهم إلى هذا العنف الذي أساء للإسلام والمسلمين».
وأضاف أن «على الحكومات والمجتمعات أن تواجه هذا الفكر المتطرف وجماعات العنف بالوسائل العلمية والفكرية والإعلامية للحد من تأثيرهم السلبي على فئة الشباب الذين يقومون بتجنيدهم وتعبئتهم ضد أوطانهم ومجتمعاتهم».
وقال إن «على علماء الدين ومحاضن الدعوة والعلم الشرعي ومنابر الجمعة ووسائل الإعلام فضح مثل هذه الجماعات وبيان أثرها السلبي على الإسلام والمسلمين حتى لا ينجر شباب المسلمين خلفها وحتى نستطيع حماية مجتمعاتنا من خطر تلك الجماعات».
وخلص د. المفتاح إلى أن «الفكر التكفيري المتطرف لا يجابه إلا بالفكر ولا يعالج إلا بتعريته عن مضمونه وكشفه أمام الناس ، وأن القضاء على الفكر المتطرف وجماعات العنف والطائفية يبدأ بإزالة الجهل وتصحيح المفاهيم وتعريف الناس بالإسلام الصافي ومبادئه وقيمه الغراء».