عواصم - (وكالات): استشهد 60 فلسطينياً أمس في قصف إسرائيلي مكثف على قطاع غزة، لترتفع بذلك حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 695 شهيداً و3457 جريحاً، بحسب وزارة الصحة في غزة، فيما زاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من الضغوط على إسرائيل عندما قرر أن يرسل بصورة عاجلة لجنة مكلفة بالتحقيق حول الانتهاكات التي قد تكون ارتكبت في إطار العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووصفت إسرائيل المجلس بأنه «مسخرة». وفتح تحقيق الأمم المتحدة يأتي على إثر قرار في هذا المعنى تقدمت به فلسطين وتبنته 29 دولة مقابل اعتراض دولة واحدة هي الولايات المتحدة وامتناع 17 عن التصويت، وذلك أثناء جلسة استثنائية للمجلس بناء على طلب الدول العربية، أيدته روسيا، للمطالبة باحترام القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في الوقت ذاته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في القدس المحتلة عن تقدم «بضع خطوات» في جهود وقف إطلاق النار في غزة مؤكداً في الوقت نفسه أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت بينما تعززت الضغوط على إسرائيل في عدوانها على القطاع.
وقال كيري في القدس المحتلة عند لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «لقد تقدمنا بالفعل بضع خطوات إلى الأمام ولكن يتعين علينا القيام بالمزيد من العمل». من جانبه، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله في عمان بان كي مون إلى «وقف فوري للعدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة.
وفي وقت سابق، دعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي إلى إجراء تحقيق بشأن جرائم حرب قد تكون إسرائيل ارتكبتها في قطاع غزة ونددت بالهجمات العشوائية التي تشنها حركة حماس على مناطق مدنية محتلة.
وكانت بيلاي تشارك في اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان اتهم خلاله وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي تل أبيب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. وقال المالكي وسط تصفيق العديد من السفراء المشاركين في الاجتماع إن «إسرائيل ترتكب جرائم مشينة. إسرائيل تدمر أحياء سكنية بالكامل. ما تقوم به إسرائيل هو جريمة ضد الإنسانية وانتهاك لمعاهدات جنيف».
في السياق ذاته، حذر مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، المجتمع الدولي من الانخداع بما تقوله إسرائيل عن دفاعها عن نفسها بوجه الصواريخ الواردة إليها، واصفاً ما تفعله بجرائم الحرب المخزية.
من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل رفضه وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة قبل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات. من جهته، أعلن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عضو لجنة الحقوقيين في جنيف، أن أكثر من 80% من الشهداء الفلسطينيين في الغارات والقصف الإسرائيلي المستمر منذ 8 يوليو الجاري على قطاع غزة هم من المدنيين. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن «541 مدنياً أي ما نسبته 81.5% استشهدوا في العملية العسكرية الإسرائيلية من بينهم 161 طفلاً و91 امرأة». وأحصى المركز «682 شهيداً» حتى أمس.
وأشار المركز في بيان إلى أن «عدد الجرحى بلغ 3457 مصاباً غالبيتهم العظمى من المدنيين بينهم 991 طفلاً و703 نساء».
ويقول الجيش الإسرائيلي الذي بلغت خسائره 33 جندياً منذ الخميس الماضي في أكبر حصيلة منذ الهجوم على حزب الله في 2006، إن عمليته تحقق النجاح خصوصاً في حي الشجاعية الضاحية الشرقية لمدينة غزة الذي استشهد فيه أكثر من 70 فلسطينياً في القصف الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه «عمل شنيع» والجامعة العربية «جريمة حرب». وقال الناطق باسم الجيش بيتر ليرنر إن «الشجاعية يبدو أهدأ في الساعات الـ24 الماضية أصبحنا نسيطر على الوضع بشكل أكبر»، مؤكداً أن «المعارك مستمرة» في هذا الحي الذي تعتبره إسرائيل واحدة من قواعد حماس.
ومنذ بداية المواجهات سجلت آثار لـ 1700 صاروخ بينما تم تدمير 420 في الجو. وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، مقتل 3 جنود في قطاع غزة. من جانبها قالت سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامي في بيان أنها «تؤكد مقتل 3 جنود صهاينة وقعوا في كمين محكم لمجموعة من مغاويرها شرق خزاعة» شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وعلى الرغم من الحصيلة الكبيرة للضحايا، تواصل إسرائيل في اليوم السادس عشر من العملية العسكرية قصفها الجوي والمدفعي لقطاع غزة. وفي أحدث هذه الغارات استشهد 3 فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وفق ما أعلن أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة.
كما أعلن أيضاً استشهاد سيدة متأثرة بجروح أصيبت بها في قصف إسرائيلي على نفس المدينة في وقت سابق.
وقبل ذلك بوقت قصير أعلن القدرة أيضاً استشهاد 8 فلسطينيون بينهم طفلة، في قصف جوي شمال قطاع غزة، بينما استشهد 3 آخرون، بينهم طفلة أيضاً، في غارة على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وقال القدرة إن «5 مواطنين مدنيين بينهم طفلان استشهدوا في بلدة عبسان شرق خان يونس في القصف المدفعي العدواني على منازل المواطنين ووصلت جثث هؤلاء الشهداء إلى مستشفى ناصر». وأكد القدرة أن «قوات الاحتلال لاتزال تمنع الطواقم الإسعافية من دخول المنطقة لإخلاء الجرحى والمصابين».
وفي وقت لاحق أعلنت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه تم التنسيق مع إسرائيل وحركة حماس لوقف القتال الدائر بينهما في حي الشجاعية، شرق غزة، ومنطقة خزاعة جنوب القطاع، اللذين يتعرضان لقصف إسرائيلي عنيف شرق غزة لإتاحة دخول سيارات الإسعاف وإجلاء الجرحى. ودمرت أحياء بكاملها في غزة، وخصوصاً حي الشجاعية حيث أوقع القصف الدامي الأحد الماضي أكثر من 75 شهيداً. من جانبه، قال المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري إن «مجزرة خزاعة ضد المدنيين هي جريمة حرب بشعة لن تفلح في كسر إرادة شعبنا والاحتلال سيدفع الثمن». وتقول الأمم المتحدة إن معظم الضحايا من المدنيين. وبذلك ارتفعت الحصيلة إلى أكثر من 682 شهيداً. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه «لن ينعم أحد في العالم بالسلام ما لم ينعم به أطفال غزة»، مشدداً أن السلطة الفلسطينية ستلاحق مرتكبي «الجرائم» ضد الشعب الفلسطيني.
ولليلة الثانية على التوالي قتل فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة حيث أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت أكثر من 20 شخصاً بينهم 3 قاصرين خلال مواجهات في مدينة القدس الشرقية المحتلة وبلدات عربية في الأراضي المحتلة. وتشهد البلدة القديمة للقدس وأحياؤها سلوان والعيسوية وشعفاط وبيت حنينا يومياً مواجهات ليلية تبدأ بعد الإفطار وتنتهي بعد صلاة الفجر، تلقي خلالها الشرطة الإسرائيلية قنابل الصوت والأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع على المحتجين.
من جهة أخرى، قررت شركة الخطوط الجوية التركية تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل بسبب النزاع في قطاع غزة بعد خطوة مماثلة قامت بها كبريات الشركات الأمريكية الشمالية والأوروبية. ولمواجهة ذلك، أعلن عن فتح مطار جنوب الأراضي المحتلة بينما زادت شركة العال الإسرائيلية عدد رحلاتها. وقالت سلطة الملاحة الإسرائيلية أن «وزارة النقل وافقت على التوصية بفتح مطار عوفدا».
وألغيت 80 رحلة منذ مساء أمس الأول بينما أكدت تل أبيب أنها تستخدم «كل الوسائل لحماية الأجواء الإسرائيلية».
كما مددت الوكالة الاتحادية الأمريكية للطيران المدني لمدة 24 ساعة حظر رحلات شركات الطيران الأمريكية إلى تل أبيب بسبب «الوضع المنذر بالخطر» في إسرائيل وقطاع غزة.
واعتبرت حركة حماس أن قرار شركات الطيران الدولية وقف تسيير رحلاتها إلى إسرائيل لدواع أمنية بعد سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة قرب مطار تل أبيب بمثابة «انتصار كبير للمقاومة».