القاهرة - (وكالات): دافع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن المبادرة التي أطلقتها القاهرة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي رفضتها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، مشيراً إلى أن «مصر قدمت للقضية الفلسطينية والفلسطينيين 100 ألف شهيد وأكثر من ضعفهم كان فيهم جروح عميقة على مدى تاريخ القضية»، فيما دعا إلى «عدم المزايدة على مصر ودورها» ليس فقط «مع الأشقاء في فلسطين بل على الصعيد العربي كله».
وقال السيسي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي في ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 إن «المبادرة المطروحة بمنتهى الاختصار لم يضع فيها شروط من هذا الجانب أو ذلك الجانب». وأضاف أن الهدف من المبادرة كان أن «نخفف الاحتقان ونوقف إطلاق النيران وتفتح المعابر بعدما يكون الوضع الأمني مستقراً وتدخل المساعدات للناس».
وأشار السيسي إلى أن تلك التهدئة كان سيعقبها أن «يجلس الطرفان وكل طرف يطرح الملفات التي يريد التفاوض عليها ونحن نتحرك للحل».
وكان السيسي يدافع عن انتقادات وجهت للمبادرة بأنها تم التنسيق بشأنها مع إسرائيل في حين تم تجاوز حماس.
لكن السيسي دافع عن موقف القاهرة من الأزمة الأخيرة في غزة التي تحكمها حماس، وقال «سنظل بجوار أشقائنا الفلسطينيين بلا جدال، هذه مسؤولية أخلاقية ووطنية بدون مزايدة وبكل الصدق والأمانة والشرف».
وكانت القاهرة محطة رئيسة في جهود دبلوماسية عديدة لوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال السيسي إن «مصر قدمت للقضية الفلسطينية والفلسطينيين مائة ألف شهيد وأكثر من ضعفهم كان فيهم جروح عميقة على مدى تاريخ القضية»، لكنه شدد أن «هذا لا يعني أننا انتهينا من دورنا بعد».
ودعا السيسي إلى «عدم المزايدة على مصر ودورها» ليس فقط «مع الأشقاء في فلسطين بل على الصعيد العربي كله». وأكد أن «مصر دولة عظيمة ودولة كبيرة ودولة مسؤولة».
وأشار السيسي إلى أن مصر سعت إلى احتواء الأزمة بعد اختطاف وقتل 3 إسرائيليين نهاية يونيو الماضي. وقال «عندما خطف الثلاثة المواطنين الإسرائيليين كنا نعمل حتى لا يتطور الأمر وكنا نطالب بضبط النفس وعدم خروج الوضع عن السيطرة». ومصر وسيط تقليدي في مثل هذه النزاعات وقدمت القاهرة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي في نوفمبر 2012 مبادرة عدت انتصاراً لحماس لوقف حرب استمرت أسبوعاً بين الحركة وإسرائيل.
من جهة ثانية، أقر السيسي بأن الإجراءات التي اتخذها لتقليل الدعم عن بعض السلع والخدمات كانت «قاسية»، لكنه قال إنها كانت ضرورية، وإنه لم يكن لديه شك في قدرة الشعب على تحملها.
ووعد السيسي بظهور نتائج مبشرة لهذه القرارات.
وشملت القرارات رفع الدعم بدرجة كبيرة عن سلع أساسية وزيادة أسعار الطاقة.
وأشار الرئيس المصري إلى أنه يتبنى في علاجه للوضع الاقتصادي في مصر الاقتصاد الحر الرشيد، مع مراعاة ظروف الفقراء من الناس.
وقال إن حركة تعيين المحافظين، واختيار فريق العمل الرئاسي لا يقوم إلا على الكفاءة والشرف.
وتطرق السيسي إلى حادثة الفرافرة في الصحراء الغربية التي قتل فيها 23 جندياً، مؤكداً أن الجيش والشرطة يقدمان أنفسهم لتلقي الضربات لحماية المصريين. وذكر أن التحدي الذي تواجهه مصر هو وجودها، وأن هناك مخططات لإفشال الدولة المصرية.
من ناحية أخرى، أعلنت محكمة مصرية قضت بسجن 3 صحافيين في قناة الجزيرة القطرية لدعمهم جماعة الإخوان المسلمين، أن هؤلاء «تحالفوا مع الشيطان لتلويث سمعة مصر».
وحكم على الصحافيين الثلاثة، وهم المصري الكندي محمد فاضل فهمي والأسترالي بيتر غريست والمصري باهر محمد في 23 يونيو الماضي بالسجن ما بين 7 و10 أعوام بتهمة دعم جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس السابق محمد مرسي والمحظورة في مصر.
وقالت المحكمة في بيان شرحت فيه أسباب الحكم الصادر عنها إن «المتهمين استغلوا مهنة الصحافة لتزوير الحقيقة، لقد تحالفوا مع الشيطان لتلويث سمعة مصر عبر ممارسة أنشطة ضد الأمة».