يا بنيَّ: إني أحب لك الخير، فساعدني على إيصال الخير إليك بالطاعة والامتثال لما أرشدُك إليه من مكارم الأخلاق. فالخلق الحسن زينة الإنسان في نفسه وبين إخوانه وأهل عشيرته، فكن حسن الخلق، يحترمك الناس ويحبوك.
يا بنيَّ: العاقل يجانب ويحذر أن يقول قولاً، أو أن يفعل فعلاً، يسيء به للغير يعتذر عنه لاحقاً، قال صلى الله عليه وسلم: (إياك و كل أمر يعتذر منه) صحيح الجامع، فإذا كان ذاك، فبادر للاعتذار، رُزقت عفو الغفار.
يا بنيَّ: اكتم سر كل من وثق بك، والمحب أمين على سر خليله، فلا يفشيه ولو كانت النية صالحة، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا حدث الرجل بحديث، ثم التفت فهي أمانة) صحيح الجامع.
يا بنيَّ: لا تبخل على إخوانك بدعوةٍ بظهر الغيب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب، مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين. ولك بمثلٍ) صحيح مسلم.
يا بنيَّ: من حسن أدب الصاحب مع صاحبه الدعاء له بالبركة إذا رأى به ما يعجبه، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق) صحيح الجامع.
يا بنيَّ: من أدب الخلة تفقد أحوال الأخلاء بالسؤال والاطمئنان عليهم، وزيارتهم، ، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة) صحيح الترغيب.
يا بنيَّ: إن لأهل الأصحاب حقاً، فوقرهم، وكن في عونهم، احفظ سرهم، وشاركهم في السراء الضراء.
يا بنيَّ: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع الصاحب تسليته وتعزيته عند المصائب، ذلك بحمله على الصبر وتذكيره به، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة) صحيح ابن ماجه.
يا بنيَّ: هذه جملة من النصائح، أحببت أن أصطفيك بها، فاحفظها، وارعها، جعلك المولى من أربابها..