قال علماء ودعاةإن «الله فرض زكاة الفطر كصدقة تخرج في آخر رمضان قبل صلاة العيد، جبراً لما حصل في الصيام من نقص، وحتى يشارك الفقراء إخوانهم فرحة العيد بعد إتمام الصيام، قال عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما «فرضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر طهرة للصائمِ من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات»، مشيرين إلى أن «الله سبحانه وتعالى حدد مصارف زكاة الفطر في 8 جهات في قوله تعالى «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، فريضة من الله والله عليم حكيم»». وفي هذا الصدد، قال بعض أهل العلم إن «زكاة الفطر كسجدة السهو للصلاة، تجبر نقصان الصوم كما يجبر سجود السهو نقصان الصلاة».
من جهته، قال الشيخ صالح المغامسي إن «زكاة الفطر واجبة على كل فرد من المسلمين، سواء كان صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، حراً أو عبداً، عن عمر رضي الله عنهما قال «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين»». ورأى العلماء أن ذلك دليل على أن الزكاة تجب على الحر المسلم، المالك لمقدار صاع، يزيد عن قوته وقوت عياله. وعند بعض العلماء تجب زكاة الفطر على المسلم نفسه عن نفسه وعمن تلزمه نفقته، كزوجته، وأبنائه، وخدمه الذين يتولى أمورهم، ويقوم بالإنفاق عليهم. وقد شرعت زكاة الفطر في السنة الثانية من الهجرة، وهي السنة نفسها التي فرض الله فيها صوم رمضان.
واضاف الشيخ المغامسي «يشترط لوجوب الزكاة أمران، الإسلام: فلا تقبل من الكافر، والقدرة عليها، ويجوز تقديمها قبل يوم العيد بيوم أو يومين لما رواه البخاري أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يعطيها الذين يقبلونها، وكان يؤديها قبل الفطر بيوم أو يومين».
واتفق العلماء على أنه «لا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد لغير عذر، فإن أخرها لغير عذر لم تقبل منه لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات»».
من جانبه، قال الشيخ محمد حسان إن الله سبحانه وتعالى حدد مصارف زكاة الفطر في قوله تعالى «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، فريضة من الله والله عليم حكيم «، فالجهات التي تصرف في حقها زكاة الفطر كما ورد في الأية الكريمة 8 جهات، هي الفقراء أي من لا يملكون قوتهم، سواء بصورة أشياء متوفرة فعلاً أو بالكسب والعمل، والمساكين، وهو أسوأ حالاً من الفقراء من حيث القدرة المالية، وربما لا ينتبه لهم لعفتهم، والعاملون على الزكاة، أي الأشخاص الذين يقومون بجمع الزكاة وتوزيعها، والمؤلفة قلوبهم، وهم ضعاف الإيمان من المسلمين الذين يُخشى عليهم تغيير دينهم، فمثل هؤلاء يعطون الزكاة لتثبيتهم على الدين، وكذلك الكفار الذين يؤمل دخولهم الإسلام، أو الاستعانة بهم، فهؤلاء يعطون من هذه الزكاة، ويسمون المؤلفة قلوبهم، وفي الرّقاب، وهم العبيد المكاتبون، الذين اتفقوا مع أسيادهم على التحرير لقاء مبلغ معين، فإنهم يعطون من هذه الزكاة لتحريرهم، تنفيذاً لمنهج الإسلام الرامي لتحرير الإنسان من العبودية، والغارمون، أي الذين تراكمت عليهم الديون، ولا يستطيعون الوفاء بها، وفي سبيل الله، وابن السبيل، أي المسافر الذي نفد ما لديه من مال، فيعطى من هذه الزكاة حتى يتمكن من العودة لوطنه».