بقلم - الشيخ زياد السعدون:
قد يبدو العنوان فيه قدر من التشاؤم، لكنه من باب:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه
من لم يعرف الشر من الخير يقع فيه
ومن خلال عملي في مجال الإصلاح الأسري، لاحظت ارتفاعاً ملحوظاً في معدل الخلافات والمشاكل الزوجية، خلال فترة الأعياد، وذلك لأسباب عدة أهمها: الزيارات العائلية، والتواصل مع الأهل والأصدقاء، فتلك مشكلات تتجدد كل سنة، وفي كل مناسبة، خاصة في ما يتعلق بزيارة الزوجة لأهل زوجها أو أخواته، أو العكس. خاصة عندما لا يذهب الزوج لزيارة أهل زوجته، وهنا تتفجر المشكلة، خاصة يوم العيد، مع أن القطيعة والخلاف ليس وليد يوم العيد، ومع ذلك لا يتجنب الزوجان هذه المشكلة قبل يوم العيد، إما بحلها أو بتوافق بين الطرفين. بعض الأزواج يحدثونني عن تلك المشكلة فيكون ردي: «هذه مشكلة مر عليها سنوات، لماذا تثيرونها يوم العيد، وتنغصون عليكم وعلى أولادك؟»، فيجيبني أحدهم: «لما أروح بيت أهلي يوم العيد وأشوف «حريم» إخواني عندهم، أشعر بالقهر، ولما أرجع للبيت ارجع مشحون واي شي يصير آسوي عليه مشكلة»، وهكذا بعض النساء، فمثلاً حين لا يذهب الزوج يوم العيد إلى بيت أهلها، وترى أزواج أخواتها، تفعل ذات الفعل. ونقول لهؤلاء، إما أن تحلوا المشكلة في وقتها، وإما أن تتجاوزوا آثارها. ومن الأسباب الأخرى، الهدايا، فبدل أن تكون الهدية وسيلة زيادة حب ومودة، يجعلها البعض وسيلة نكد ومفسدة، مثلاً، زوجة أهدى لها زوجها هدية، وأهدى لأخته هدية، فتغضب الزوجة متسائلة «كيف تكون هديتي مثل هدية أختك، وأختك التي تفعل معي كذا وكذا»، وتبدأ بفتح ملفات تنوء الجبال بحملها، وتتحول فرحة العيد إلى مشكلة، وهم ونكد، وقس على ذلك أمثلة كثيرة. ومن مشكلات العيد التي قد تدمر البيوت، الزيارات التي يجلس فيها الأقارب والأصهار، رجالاً ونساءً مع بعضهم بعضاً، فما أن يرجع كلٌ إلى بيته، حتى تشتعل نار، الله وحده يعلم حجمها وجحيمها، حينما تهاجم الزوجة زوجها «عينك ما نزلت من على فلانة، أو فلانة كلامها حلو وأعجبك»، أو ربما يحدث العكس.
إخواني.. أخواتي.. إذا كنا نعلم أنه يمكن أن تحدث مثل هذه الأمور، في كل ما ذكرناه من أمثله وغيرها، فلم لا يكون لدينا الوعي الكافي والالتزام الوافي بالكتاب والسنة، ونصلح من عاداتنا وتقاليدنا، كي نحمي أنفسنا من براثن المشاكل والخلافات، وكل عام وأنتم بخير.