عواصم - (وكالات): استشهد 16 مدنياً فلسطينياً بينهم طفل رضيع وأصيب أكثر من 200 في قصف مدفعي إسرائيلي لمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة والتي كانت تستقبل نازحين في بيت حانون شمال قطاع غزة، فيما واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على القطاع لليوم السابع عشر على التوالي، ما أدى إلى استشهاد 800 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وبينهم عشرات الأطفال، وإصابة 5130 آخرين. وأسفر قصف جيش الاحتلال على القطاع أمس فقط عن استشهاد 119 فلسطينياً. كما قتل 32 عسكرياً ومدنيان إسرائيليان إضافة إلى عامل تايلاندي.
من جانبه، أكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» كريس غونيس في تغريدة على حسابه على موقع تويتر أن هناك «العديد من القتلى والجرحى» في المدرسة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن معارك تدور في منطقة بيت حانون مع حماس المتهمة بالاحتماء في المباني المدنية والمدارس.
وأشار غونيس إلى أنه «تم إرسال الإحداثيات الدقيقة لهذا الملجأ في بيت حانون رسمياً إلى الجيش الإسرائيلي». وقال «أمضينا قسماً كبيراً من النهار نتفاوض لوقف إطلاق النار لتمكين المدنيين خاصة موظفينا من المغادرة».
وقال «كنا نريد إخلاء الملجأ لأن معارك كانت تدور قرب المدرسة».
وتحدثت تقارير عن وجود 9 شهداء بما في ذلك طفل رضيع ووالدته.
وذكرت أن آثار الدماء كانت واضحة للعيان في ملعب المدرسة حيث سقطت القذيفة.
وغادر 110 آلاف غزي من أصل 1.8 مليون منازلهم وتكفلت الأمم المتحدة بإيوائهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
والثلاثاء الماضي، تعرضت مدرسة أخرى للأونروا تستقبل لاجئين في قطاع غزة لقصف مدفعي إسرائيلي لكن دون وقوع إصابات في مخيم المغازي، وسط القطاع.
وفي وقت لاحق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقتل عدد من موظفي الأمم المتحدة في الهجوم على مدرسة الأمم المتحدة في غزة، و»دان بشدة» الهجوم. وأضاف بان كي مون الذي يقوم بوساطة من أجل وقف لإطلاق النار في غزة، أن الهجوم على المدرسة «يؤكد ضرورة السعي إلى وقف المجازر والسعي إلى وقفها منذ الآن». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي من القاهرة حيث يواصل الوزير جون كيري جهوده من أجل وقف لإطلاق النار «نعرب عن حزننا العميق وقلقنا حيال هذا الحادث المأسوي. إننا نحض مجدداً جميع الأطراف على مضاعفة جهودهم لحماية المدنيين».
وفي أحدث الغارات الإسرائيلية، استشهد 7 فلسطينيين من عائلتي النجار والإسطل بينهم 4 أطفال في غارة إسرائيلية بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة.
كما سقطت قذائف مدفعية بالقرب من مستشفى الدرة للقصف شرق غزة ما أدى إلى استشهاد طفل مريض وإصابة 30. وقتل 32 جندياً إسرائيليا أيضاً في العملية و3 مدنيين بينهم عامل تايلاندي قتل بصاروخ سقط في مكان عمله جنوب الأراضي المحتلة.
وطلبت تايلاند من إسرائيل أن تنقل «فوراً» آلاف العمال التايلانديين الموجودين بالقرب من قطاع غزة وذلك غداة مقتله.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن مقتل 8 جنود إسرائيليين في معارك بغزة، فيما أكدت مواصلتها استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بالصواريخ.
واستشهد أكثر من 800 فلسطيني وأصيب 5130 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في 8 يوليو الجاري والذي عرف إعلامياً باسم «الجرف الصامد»، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.
من جهتها، أعربت مسؤولة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة فاليري أموس عن «قلقها الشديد» إزاء سقوط ضحايا مدنيين في غزة، محذرة من أنه «من شبه المستحيل» لسكان غزة أن يحتموا من القصف الإسرائيلي.
وأضافت أموس «الواقع في غزة هو أنها مكتظة بالسكان، 44% من القطاع أعلنته إسرائيل منطقة محظورة وعليه لم يعد هناك مكان كبير متوفر للسكان» للاحتماء.
وهدم مئات المنازل والمباني المدنية من بينها مدارس أو ألحقت بها أضرار جسيمة في قطاع غزة، كما نزح أكثر من 140 ألف شخص منذ بدء الهجوم الإسرائيلي قبل أكثر من أسبوعين، بحسب الأرقام الأولى للأمم المتحدة.
وأوردت الأمم المتحدة أن 74% من الضحايا حتى الآن هم من المدنيين وثلثهم من الأطفال.
من جهة أخرى، قالت إسرائيل إنها اعتقلت عشرات الفلسطينيين خلال المعارك في قطاع غزة وأنها تعتبرهم «قتلة» وليسوا أسرى حرب.
وفي إطار الجهود للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس، تحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هاتفياً مع نظيريه في قطر وتركيا اللتين تدعمان حركة حماس في إطار الجهود التي تبذل للتوصل إلى تهدئة.
وقال مسؤول أمريكي إن كيري أجرى هذه الاتصالات من القاهرة التي عاد إليها الليلة قبل الماضية. وأضاف المسؤول أن وزير الخارجية الأمريكي يأمل في أن تستخدم تركيا وقطر نفوذهما لدى حماس من أجل تشجيعها على قبول خطة لوقف إطلاق النار ولكن حماس ترفض حتى الآن الهدنة ما لم تكن مصحوبة بضمانات بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة.
وتحدث كيري كذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد أن التقاه لمدة ساعتين. ورفضت حماس مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار وقال مسؤول رفيع من حماس إن الحركة تريد اتفاقاً مبدئياً متضمناً جدولاً لرفع الحصار عن غزة.
وأكدت إسرائيل أنها ستواصل عمليتها الجوية والبرية على قطاع غزة بهدف هدم الأنفاق التي يستخدمها المقاتلون للتسلل وشن هجمات.
واتصل كيري كذلك بوزير الخارجية النرويجي بورغ برندي الذي ترأس بلاده لجنة ارتباط مكلفة تنسيق المساعدات التنموية للفلسطينيين.
وطالب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بقبول «وقف إطلاق نار إنساني» دون شروط لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وجاءت تصريحات هاموند في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة بعد لقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي عرضت حكومته مبادرة للتهدئة لوقف الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 17 يوماً. وأعلن هاموند عن مساعدات بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني تقدمها بريطانيا إلى غزة. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن «المبادرة المصرية مازالت هي المبادرة المطروحة على الساحة لوقف إطلاق النار». وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أكد رفضه وقف إطلاق النار مع إسرائيل قبل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات.
ومن عمان، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى وقف لإطلاق النار يتبعه بحث في موضوع المفاوضات على أساس المبادرة المصرية. من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستسعى لمحاكمة إسرائيل أمام محكمة دولية بسبب حملتها في غزة.
وفي تطور آخر، ألغت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران توصيتها بعدم القيام برحلات إلى مطار تل أبيب الدولي داعية في الوقت نفسه إلى «مراقبة المخاطر المتعلقة بسلامة الرحلات عن كثب». وكانت الوكالة أوصت بعدم تسيير رحلات إلى تل أبيب الثلاثاء الماضي. لكن شركة لوفتهانزا مددت الحظر اليوم.
وقبلها، ألغت إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية الحظر الذي فرضته على رحلات شركات الطيران الأمريكية إلى إسرائيل لكنها حذرت من «الوضع غير المستقر» في المنطقة.
وفي القدس، أعلنت الشرطة الإسرائيلية نشر تعزيزات في البلدة القديمة قبل إحياء ليلة القدر.
من ناحية أخرى، أعلنت البعثة الفلسطينية في باريس أنها رفعت شكوى بعد أن تلقت رسالة تتضمن تهديدات بالقتل وتم إرسالها من إسرائيل مرفقة بعينة قدمت على أنها فيروس.