بعد سنوات من العمل، أصبحت الملامح الرئيسية لمدينة الملك عبدالله واضحة ابتداء من الأحياء السكنية والمرافق الترفيهية إلى الوادي الصناعي والميناء.
وفي محاولة للوقوف على مدى الإنجاز الذي وصلت إليه أولى المدن السعودية التي يطورها القطاع الخاص، قضت "العربية" أياماً في المدينة للتعرف إلى مكوناتها ولقاء القائمين عليها.
وتعتبر "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" من أبرز المبادرات الجديدة التي بدأت ترى النور بهدف خلق اقتصاد معرفي وصناعي في السعودية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة EEC المطورة للمدينة، فهد الرشيد، "إن الشركة حصلت على دعم قوي من الحكومة السعودية، وهو أمر اعتبره معتاداً في المملكة حيث تدعم الحكومة كافة المشاريع الحيوية، وهو دور مهم جداً من جانب الحكومة ويستحق الشكر الكبير من جانب القطاع الخاص.
وأوضح الرشيد أن أسباب التأخير في تنفيذ المشروع تتمثل في التأخير الذي حدث في وضع إطار تنظيمين، بالإضافة إلى أن المدينة ليست مشروعاً عقارياً عادياً ينتظر العملاء، ولكن كان الأمر يحتاج لجهود كبيرة لتوفير بيئة استثمارية مناسبة، وتحفيز الطلب.
ومن جانبه قال رئيس مجلس الغرف السعودية، عبدالرحمن الجريسي، إن الأزمة المالية كشفت عن أهمية دعم الحكومات للقطاع الخاص لضمان نجاحه.
وجذبت "مدينة الملك عبدالله" أكثر من 9 مليارات ريال من الاستثمارات الصناعية حتى الآن، ويشكّل انطلاق أعمال الإنشاء في محطة قطار الحرمين نقلة ستغير من أساليب النقل في المنطقة.
وتقام المدينة على مساحة تعادل مساحة العاصمة الأميركية واشنطن، وكانت أول المدن الاقتصادية التي تم الإعلان عنها.
ويبقى الموقع هو العامل الأهم لأي مدينة، وتقع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، ولكن هذا لا يكفي إذا لم تتوافر وسائل النقل.
ولكن قطار الحرمين سوف يتيح مغادرة قلب جدة والوصول الى مدينة المالك عبدالله خلال 30 دقيقة، كما أن الوصول إلى المطار من هذه المدينة لن يحتاج لأكثر من 25 دقيقة، وسيلعب القطار دوراً حيوياً في تسهيل التنقل من مدينة الملك عبدالله الى جدة ومكة والمدينة ورابغ.
وما يبدو كمشاريع مختلفة ما هي إلا مكونات تحقق شمولية مدينة الملك عبدالله. فالمنطقة الصناعية لن تستمر دون حلول لوجستية ولن يكون من الممكن جذب الشركات للمدينة إذا لم تتوافر حلول السكن والتعليم والترفيه في تقاريرنا القادمة سنتحقق من سير العمل في مختلف مكونات هذه المدينة لنتخيل ما يمكن أن تضيفه للاقتصاد السعودي.