عواصم - (وكالات): دعا المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني الزعماء السياسيين إلى عدم التشبث بمناصبهم في إشارة ضمنية إلى رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الذي يرفض مطالب بالتنحي.
وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي تلاها أحد مساعديه في مدينة كربلاء إنه يتعين على الزعماء السياسيين التحلي بالمرونة حتى يمكن كسر الجمود السياسي وحتى يتمكن العراق من مواجهة المسلحين المناهضين لحكم المالكي.
وهاجم مسلحون ينتمون لتنظيمات مختلفة بينهم مسلحون من العشائر وعناصر من حزب البعث المنحل ومقاتلين من «الدولة الإسلامية - داعش»، مناطق شمال وغرب العراق الشهر الماضي وأصبحوا أكبر تهديد لحكومة المالكي التي يقودها الشيعة منذ خروج القوات الأمريكية عام 2011.
ويقول منتقدون إن المالكي شخصية استقطابية مثيرة للانقسامات وان تهميشه للسنة أجج كراهية طائفية صبت في مصلحة المسلحين الذين هددوا بالهجوم على بغداد.
وقال السيستاني إن الوقت قد حان ليفكر السياسيون في مصلحة العراق وليس في مصلحتهم الشخصية.
وأضاف أن حساسية المرحلة الحالية تحتم على كل الأطراف المعنية التحلي بروح المسؤولية الوطنية التي تتطلب إعمال مبدأ التضحية وإنكار الذات وعدم التشبث بالمناصب.
ويرأس المالكي منذ انتخابات أبريل الماضي حكومة انتقالية لتسيير الأعمال ويرفض مطالب السنة والأكراد بأن يتنحى ويفسح المجال أمام شخصية لا تحدث استقطابا، ويعارض بعض الشيعة مسعى المالكي لتولي رئاسة الوزراء لفترة ثالثة.
وانتخب البرلمان العراقي النائب الكردي البارز فؤاد معصوم رئيساً للبلاد أمس الأول في خطوة طال انتظارها لتشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة المسلحين.
ويصيب الجمود تشكيل الحكومة الجديدة منذ الانتخابات. والخطوة التالية هي اختيار رئيس للوزراء وتبدو أكثر صعوبة في ظل إصرار المالكي على البقاء.
وقد تسرع دعوة السيستاني من رحيل المالكي.
وأعلن المسلحون المتشددون تغيير اسم تنظيمهم إلى الدولة الإسلامية وأعلنوا قيام الخلافة في أجزاء من سوريا والعراق وعرضوا وحدة العراق للخطر.
وأصبحت الميليشيات الطائفية وقوات البشمركة الكردية خط دفاع في مواجهة الدولة الإسلامية.
ويقدر الجيش الأمريكي ومسؤولو الأمن في العراق عدد مقاتلي الدولة الإسلامية بثلاثة آلاف مقاتل ويقولون إن عددهم ارتفع إلى 20 ألف مقاتل مع انضمام مقاتلين جدد بعد هجوم الشهر الماضي.
وأصدر تنظيم الدولة الإسلامية بياناً أمر فيه نساء مدينة الموصل «بالحجاب الشرعي» الذي قال إنه يعني ستر بدن المرأة بما في ذلك الوجه والكفين وإلا يعرضن إلى عقوبة مغلظة.
من جهة أخرى، قتل أربعة أشخاص وأصيب 20 في هجمات بينها تفجير سيارة مفخخة، استهدفت 3 حسينيات في مدينة كركوك، شمال بغداد، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.