أكد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة أن ما يحدث اليوم على أرض فلسطين المحتلة، وما يعانيه أهلنا في قطاع غزة يستلزم وقفة أخوة ترفع معاناتهم وتشد من أزرهم، لافتاً إلى أن مملكة البحرين التي تفخر بانتمائها لأمتها العربية والإسلامية تتألم لآلامها وتسعى لتضميد جراحاتها، ستبقى دوماً على نهجها في نصرة الحق والعدل.
وبين أن حكام البحرين درجوا ومازالوا على نصرة قضايا المسلمين العادلة، والوقوف إلى جانب الحق وأهله ضد الظلم والعدوان متمسكة بنهجها الوسطي في ظل جلالة الملك الذي أرسى بمشروعه الإصلاحي دعائم الديمقراطية في البلاد من أجل تحقيق أمن الوطن والعيش الكريم لكل مواطن.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الوزير أمس الأول بمناسبة احتفال الوزارة بليلة القدر المباركة، في جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، برعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة.
وقال وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف: «إن ما يحدث في بقاع شتى من بلاد المسلمين، يتطلب وقفة صادقة مع النفس، وقفة مراجعة نستوعب بها الأحداث ونأخذ منها الدروس والعبر والعظات، ولنعيد تقييم أدائنا وقدراتنا لنعيد ترميم ما تهدم من بنيان ظل صامداً لقرون طويلة»، مؤكداً أن تلك الوقفة مطلب عاجل وضروري، وبخاصة في هذه الأوقات التي تتطلب نبذ الفرقة والخلاف، وتعزيز الوحدة والتآلف والتلاحم، وتحقيق الأخوة الإسلامية، والانفتاح على البشرية، لتحقيق التعارف الإنساني، والانفتاح العولمي، لنعيش معاً متآلفين متسامحين، تجمعنا المحبة ويظلنا الإخاء.
وأوضح الشيخ خالد بن علي أن ليلة القدر ليست ذكرى يتم إحياؤها، وإنما هي موسم للقربات وفرصة للطاعات، يمنحنا الله تعالى إياها في كل عام لنجدد العهد معه سبحانه، ونوثق العلاقة به عز وجل، إنها الليلة التي نزلت فيها سورة كاملة من القرآن الكريم للدلالة على عظمتها وشرفها، وعلو منزلتها، إنها ليلة القرآن الكريم، ليلة الرحمة العامة، ليلة السلام الدائم، فمن وفق لقيامها وإحيائها فكأنما عبد الله تعالى ألف شهر؛ بل خيراً من ألف شهر.
إلى ذلك أكد المفتش والمدير العام بوزارة الأوقاف المصرية الشيخ حسن الجوهني أن السلام لن يكتمل في ليلة السلام إلا إذا نشرنا المحبة بين ربوع الأمة، ونبذنا الفرقة والخلاف لنكون بحق (خير أمة أخرجت للناس)، لافتاً إلى أن هذه الخيرية لن تنالها الأمـــة إلا إذا تعاونت وتآلفت ونبذت العداوة والبغضاء، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن من عباد الله أناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله، قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال: قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس».
وأشار الجوهني إلى أن الإسلام دعا إلى توثيق الروابط الاجتماعية من خلال تأدية الحقوق والسعي لقضاء حوائج الناس التي تعد أعظم قربة يتقرب بها العبد لخالقه، مسترشداً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها، كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين..».
من جانبه قال الواعظ بإدارة الشؤون الدينية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ أحمد المخوضر إن ليلة القدر يقدر الله فيها الخير والشر والأعمار والأرزاق إلى حول كامل، كما قال الله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم، أمراً من عندنا) أي كل ذلك بأمر الله، فهو سبحانه وتعالى الذي يبعث الرحمة ويستجيب فيها الدعاء، ويغير الأحوال على قاعدة (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)، فبشرى لمن أراد أن يغير الله عليه العام من هذه الليلة إلى الأحسن والأفضل فإنه تعالى قد تكفل بذلك.
واستطرد المخوضر: متى تطلب ليلة القدر؟ روي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر واجتنب النساء وأحيا الليل وتفرغ للعبادة. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. وهذا مما يدلل على وقوعها في هذه العشر.
وفي فضل ليلة القدر أشار المخوضر إلى ما رواه علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحيا ليلة القدر غفرت ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار.