عواصم - (وكالات): ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في 8 يوليو الجاري إلى أكثر من 1040 شهيداً فلسطينياً أمس، غالبيتهم العظمى من المدنيين، وأكثر من 6000 جريح، فيما دعا اجتماع وزاري دولي في باريس إلى تمديد الهدنة الإنسانية التي بدأ العمل بها لمدة 12 ساعة صباح أمس. وفي وقت لاحق، وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية أمس على تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة 4 ساعات إضافية لينتهي عند منتصف الليل، وفق ما قال متحدث باسم الجيش ووزير الاستخبارات. في المقابل، تبنت حركة «حماس» إطلاق 7 صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة من بينها اثنان على تل أبيب، ما يمكن أن يعني رفضها بحكم الأمر الواقع تمديد الهدنة في القطاع والتي انتهت مهلتها الأصلية الساعة الثامنة مساء أمس. من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة إنه «تم انتشال أكثر من 147 شهيداً من تحت الأنقاض ومن بين الأزقة في مناطق مختلفة في القطاع نتيجة للعدوان الصهيوني الهمجي ما يرفع إلى 1040، عدد شهداء الحرب والعدوان».
وأوضح القدرة أن «الضحايا بينهم 29 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وحي الزيتون وحي التفاح إضافة إلى 13 في مخيمات اللاجئين دير البلح والبريج والنصيرات و32 في بيت حانون و11 في خان يونس ورفح. ونقلت الجثث إلى عدة مستشفيات بالقطاع هي مستشفى كمال عدوان ومستشفيان كبيران في غزة والمستشفى الأوروبي بخان يونس. وقبل ساعات على دخول الهدنة الإنسانية من 12 ساعة حيز التنفيذ، استشهد 22 شخصاً من عائلة واحدة بينهم 10 أطفال في ضربة إسرائيلية استهدفت منزلاً في خان يونس. وقد دخل اتفاق الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ فجر أمس بعدما أعلنت حماس موافقتها عليه ثم إعلان الجيش الإسرائيلي التزامه بها، مؤكداً أنه سيرد في حال تعرض لهجوم كما «سيواصل الأنشطة العملانية لكشف وتدمير الأنفاق في قطاع غزة».
وبعد ساعات على دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ لمدة 12 ساعة في قطاع غزة عاد الفلسطينيون إلى أحيائهم المدمرة، بحثاً عما تبقى لهم بين الحطام.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إلى استشهاد «192 طفلاً» فلسطينياً، فيما تحدثت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عن لجوء أكثر من 160 ألف فلسطيني إلى مقارها.
ومن الجانب الإسرائيلي أعلن الجيش مقتل اثنين من جنوده في معارك درات في قطاع غزة مساء أمس الأول ليرتفع عدد القتلى العسكريين إلى 40. كما تحدث الجيش عن 138 جريحاً بينهم 9 في حالة خطرة. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 240 مقاتلاً في حماس منذ بدء الهجوم البري الذي لم يستطع وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة. ونصحت حركة حماس النازحين بعدم الاقتراب من المباني المدمرة جراء القصف الإسرائيلي ومن ساحات المعارك خشية من وجود أي عبوات غير منفجرة.
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «ندعو كل الأطراف إلى تمديد وقف إطلاق النار الإنساني لمدة 24 ساعة قابلة للتجديد»، وذلك بعد لقاء عقد في باريس بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظرائه من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وقطر وتركيا وكذلك ممثل للاتحاد الأوروبي. وأضاف فابيوس إثر اللقاء الذي استمر ساعتين «نريد جميعاً التوصل بالسرعة الممكنة إلى وقف دائم لإطلاق النار يلبي متطلبات إسرائيل الأمنية، ومتطلبات الفلسطينيين للتنمية الاجتماعية والاقتصادية». ولم يشارك وزراء خارجية إسرائيل وفلسطين ومصر في هذا اللقاء الذي أطلق عليه اسم «الاجتماع الدولي لدعم وقف إطلاق النار الإنساني في غزة». وأشار وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير سابقاً إلى أن هذا اللقاء لا يهدف إلى تحديد «المسؤوليات عن هذا التصعيد الجديد» للعنف، بل «للتوصل إلى موقف مشترك يؤكد على ضرورة وقف القتل». من جهته قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على حسابه في تويتر «نعرب عن ارتياحنا لدخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ، على رغم أنه مؤقت»، مضيفاً «لو قبلت إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الذي أعددناه في قطر، لكنا انصرفنا إلى التفاوض على وقف اطلاق النار لمدة اطول. لكن موقف إسرائيل يؤكد أنها ليست صادقة في جهودها من أجل السلام». وفي تعقيبه على الاجتماع الدولي في باريس حول غزة قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم «نرتقب حتى نعرف نتائج هذا الاجتماع ثم نحكم عليها، لكن نتمنى أن تكون مخرجات هذا الاجتماع تصب في صالح الضحية الشعب الفلسطيني بوقف العدوان وألا تعطي غطاء لجرائم المحتل». وأكد الجيش الإسرائيلي أن قبول هذه الهدنة لا يعني السماح للغزيين من سكان المناطق التي كان أمر بإخلائها تمهيداً لمهاجمتها بأن يعودوا اليها في قطاع مساحته 362 كلم مربع ويعيش فيه نحو 1.8 مليون نسمة ويخضع للحصار الإسرائيلي منذ 2006.
وأعلنت إسرائيل أن مهمة جيشها هي تدمير ترسانة حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي. أما الهدف الثاني فهو الأنفاق التي تستخدمها حماس لشن هجمات في العمق الإسرائيلي. وكانت الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة أعلنت رفضها لاقتراح قدمه جون كيري حول هدنة من 7 أيام تسمح بالدخول في مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف المعنية. ونقلت الإذاعتان الإسرائيليتان العامة والعسكرية عن مسؤولين قولهم إن بنود الهدنة التي قدمها كيري تميل لمصلحة حماس.
ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون جنوده إلى أن يكونوا جاهزين «لتوسيع كبير في العمليات البرية».
في سياق متصل، تظاهر 10 آلاف شخص أمس في لندن، بحسب الشرطة، للمطالبة بـ «إنهاء المجزرة في غزة».
وتجمع المتظاهرون الذين رفعوا أعلام فلسطين وبافطات تدعو إلى «إنهاء الحصار الإسرائيلي» لقطاع غزة ، عند منتصف النهار أمام سفارة إسرائيل في حي كينسنغتون غرب لندن. ثم سار المتظاهرون باتجاه ساحة البرلمان البريطاني ثم مقر الحكومة حيث هتف البعض «عار عليك يا ديفيد كاميرون». وهتف المتظاهرون «إسرائيل دولة إرهابية» و»غزة لا تبكي لن نتركك تموتين» و»الله أكبر».
في غضون ذلك، حذرت السلطات الفرنسية منظمي تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في باريس من احتمال وقوع أعمال عنف بعد حظر التظاهرة التي ينوون تنظيمها بأي ثمن. وأكد مجلس الدولة، أعلى هيئة للقضاء الإداري في فرنسا، حظر التظاهرة التي كانت مقررة أمس.
وبعد قرار مجلس الدولة، دعا وزير الداخلية برنار كازانوف الذي استنفر ألفي شرطي، «للمرة الأخيرة» المنظمين إلى التخلي عن مشروعهم، مشيراً إلى أنهم سيعتبرون «مسؤولين عن أي إخلال بالأمن وتفرض عليهم عقوبات جزائية». وذكرت مديرية شرطة باريس أن التظاهرة التي كانت مقررة في ساحة الجمهورية وسط باريس، تنطوي على مخاطر العنف نفسها التي شكلتها تظاهرتان سابقتان. وقال أحد المنظمين عدنان بن يوسف أن «الحكومة تسعى إلى التصعيد لعرقلة هذه التحرك التضامني مع فلسطين».