عواصم - (وكالات): انسحبت القوات النظامية السورية من أحد آخر 3 مواقع لها في محافظة الرقة شمال سوريا، معقل «الدولة الإسلامية - داعش»، بعد أن تكبدت خسائر فادحة في صفوفها على يد التنظيم المتشدد الذي يمضي قدماً في ممارسات القتل والتنكيل. في الوقت نفسه، رأى رئيس اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في الحوادث التي يمكن أن تدرج في غطار جرائم الحرب في سوريا وجوب إدراج تنظيم «الدولة الإسلامية» على اللائحة السوداء للجنة.
ميدانياً، انسحب عناصر القوات النظامية من مقر الفرقة 17، القاعدة العسكرية الكبيرة، بشكل كامل أمس الأول. وخسر النظام بذلك واحداً من ثلاثة مواقع يتواجد فيها في محافظة الرقة الواقعة بكاملها تحت سيطرة «الدولة الإسلامية». والموقعان المتبقيان حالياً هما مقر اللواء 93 والمطار العسكري في مدينة الطبقة في غرب المحافظة. وبث مؤيدون لتنظيم «الدولة الإسلامية» على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو من داخل الفرقة «بعد تحريرها». إلا أن المرصد أشار إلى أن مقاتلي التنظيم المتشدد لم يتمركزوا داخل المقر «خشية إقدام النظام على شن غارات جوية» عليه. وتم ذلك بعد هجوم مباغت شنه مقاتلو «الدولة الإسلامية» بدأ بهجومين انتحاريين تسبباً بقتل 19 جنديا، تلتهما اشتباكات قتل فيها 16 جندياً. ثم أقدم عناصر التنظيم على أسر أكثر من 50 جندياً خلال محاولتهم الانسحاب في اتجاه مقر اللواء 93 المجاور، وقتلهم ذبحاً.
كما قتل في المعارك التي رافقت الهجوم وعمليات القصف والغارات التي نفذها النظام 28 مقاتلا من «الدولة الإسلامية»، بينهم الانتحاريان، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «مئات العناصر من قوات النظام انسحبوا إلى أماكن آمنة أو نحو اللواء 93 المجاور»، مشيراً إلى أن «مصير نحو 200 عنصر لايزال مجهولاً». وذكر أنه «تم قطع رؤوس عشرات من جنود وضباط النظام وتم عرض جثثهم على أرصفة الشوارع في مدينة الرقة».
ووزع المرصد صورا لرؤوس الجثث المنكل بها، وقد رفع بعضها على عصي.
وبث حساب «ولاية الرقة» التابع للتنظيم على موقع «تويتر» صوراً مروعة عن جثث جنود «الجيش النصيري بعد أن قطعت رؤوسها على أيدي أسود الدولة الإسلامية»، بحسب التعليق. في المقابل، لزم الإعلام الرسمي السوري الصمت التام حول كل أحداث الرقة. وفي محافظة حلب، أفاد المرصد بمقتل «30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إثر كمين نصبته لهم الدولة الإسلامية بين قريتي المقبلة والرحمانية في ريف حلب الشرقي أعقبتها اشتباكات بين الطرفين في محيط قرى طعانة والرحمانية واعبد والمقبلة» الواقعة شرق وشمال شرق مدينة حلب. ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على أجزاء واسعة من ريف حلب الشمالي الشرقي.
وكان تنظيم «داعش» بدأ هجمات متزامنة على مواقع لقوات النظام في ريف الرقة وريف حلب وريف الحسكة. وفي الأمم المتحدة، أعلن رئيس لجنة التحقيق الدولية المكلفة التحقيق في جرائم حرب محتملة في سوريا باولو بينيرو أن تنظيم «الدولة الإسلامية» قد يدرج على اللائحة السوداء للجنة.