تحت نار القصف وضجيج القذائف؛ يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة أياماً صعبة ودامية، حيث يستمر العدوان الإسرائيلي على المواطنين الأبرياء و يستمر سقوط الشهداء من الأطفال والنساء والمسنين.
آخر المجازر الإسرائيلية الدامية كانت في حي الشجاعية حيث قصفت دبابات وطائرات الجيش الإسرائيلي الحي بالصواريخ والقذائف الثقيلة ما أدى إلى استشهاد وجرح المئات هناك إلى جانب تشريد عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين من منازلهم بعد أن تم قصفها وتدميرها ما جعل هؤلاء بلا مأوى ولا ملجأ سوى أن يفترشوا الأرض ويلتحفوا السماء.
وكعادتها البحرين من جديد ومن خلال المؤسسة الخيرية الملكية حيث تواصلت مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» في قطاع غزة، وطلبت منهم فتح مدرسة البحرين كبرى مدارس قطاع غزة التي كان قد تم بناؤها بتمويل ودعم من مملكة البحرين أمام هؤلاء اللاجئين من أجل استخدامها كملجأ لهم و مكان امن للمكوث فيه خلال فترة الحرب الحالية. آلاف الفلسطينيين تدفقوا من حي الشجاعية و حي الزيتون المجاور له إلى مدرسة البحرين طلباً للأمان وهرباً من الموت والقصف والقذائف التي انهالت عليهم ليل نهار، وأحصت الأونروا ما يزيد عن الألفي لاجئ حتى الآن وصلوا بالفعل لمدرسة البحرين بينما مازال المزيد منهم يحاول الهرب والوصول للمدرسة.
وقام الأهالي هناك باستخدام الفصول المدرسية كأماكن للنوم لهم ولأطفالهم فيما تحاول وكالة الغوث تزويدهم بما يلزم من أغطية وطعام إضافة إلى توفير مصادر آمنة لمياه الشرب لهم، فيما تقوم العديد من المؤسسات المحلية والدولية بتقديم مساعدات ووجبات طعام لاسيما أننا في شهر رمضان حيث يتم تقديم وجبات طعام مشتركة لهؤلاء الفارين وأطفالهم.
المواطن خليل سعد أحد سكان حي الشجاعيــة وصــف كيــف استطــاع النجـــاة بأعجوبة هو وعائلته السير طوال الليل حتى استطاع الوصول لمدرسة البحرين حيث وجد الملجأ، «تم قصف البيوت على رؤسنا.. استطعنا الهرب جميعاً حتى وصلنا إلى مدرسة البحرين. نحن نشكر ملك البحرين والشعب البحريني على مساعدتهم لنا خلال الحرب وفتحهم مدرسة البحرين من أجل إيوائنا، ونتطلع لأن تستمر مساعدتهم لنا».
فيما حملت السيدة فاطمة الحلو ابنها الذي لم يبلغ العام بعد ومازالت الدموع تغرق عينيها وهي تصف لنا كيف استطاعوا الهروب من المنزل الذي تم قصفة بالقذائف وهم نائمون فيه، حيث انهالت عليهم القذائف بغزارة وخرجوا إلى الشوارع حيث لاحقهم الرصاص الإسرائيلي هناك أيضاً، «لم أصدق نفسي أنني استطعت الوصول لمدرسة البحرين أنا وأبنائي، كانت ليلة دمار وموت لنا جميعاً. الآن نحن ننام في مدرسة البحرين حتى تنتهي هذه الحرب. نشكر البحرين وكل من ساعدنا هناك. هذه المدرسة آوت عشرات العائلات التي كانت ستنام في الشوارع دون ملجأ».
وتعتبر مدرسة البحرين من أكبر المدارس التي تم بناؤها في قطاع غزة. وقامت المؤسسة الخيرية الملكية بتمويل بنائها، وقدمت كل ما يلزم من أجل أن تكون بمثابة جامعة وليس مدرسة فقط، حيث يطلق عليها السكان المحليون هنا جامعة البحرين. وكان د.مصطفى السيد ووفد المؤسسة الخيرية الملكية حضر إلى قطاع غزة في نوفمبر العام 2012، وافتتح مدرسة البحرين في حي تل الهوي بمدينة غزة التي تم بناؤها بتوجيهات مباشرة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإشراف مباشر من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
مستشار الإعلام لوكالة الغوث في قطاع غزة والناطق باسمها عدنان أبوحسنة قال إن ما يزيد عن ألفين من اللاجئين تم احتواؤهم في مدرسة البحرين حتى الآن، وينتظر أن يتم استيعاب المزيد من اللاجئين نظراً لأن المدرسة كبيرة وتحتوي على الكثير من المرافق التي تجعل من الممكن استخدامها للمزيد من العائلات، مؤكداً أن المدرسة تم فتحها بناء على طلب من دولة البحرين من أجل استيعاب اللاجئين الفارين هناك.