حذرت رئيسة التغذية بوزارة الصحة نادية غريب من الإفراط في تناول اللحوم والسكريات خلال موائد عيد الفطر المبارك التي تتعدد فيها أصناف الأطعمة من اللحوم والأرز والحلويات، منبهة إلى أن زيادة الاستهلاك في أكلها تتسبب في العديد من المشاكل الصحية خصوصاً في المعدة. وأوضحت د.غريب لـ(بنا) أن الأصناف التي تحتويها موائد العيد مشبعة بالدهون والسكريات والسعرات الحرارية مما تشكل خطراً على صحة الأفراد خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة، مشيرة إلى أنه مع انتهاء شهر رمضان الفضيل يكون الصائم قد اعتاد على نمط غذائي مغاير كثيراً للنمط المتبع طوال العام ونتيجة للصوم اعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب.وبينت أنه نتيجة للتغيير المفاجئ في مواعيد ونوعية الطعام المتناول يعاني كثير من الناس من اضطرابات معوية وآلام في المعدة وانتفاخ أو إسهال، إضافة إلى أنه قد تكون هناك حالات تسمم غذائية.ولتجنب حدوث هذه الأعراض نصحت د.غريب بمراعاة كمية الأكل ونوعيته وإلى تناول كمية قليلة من الطعام، في أول ايام العيد وتزداد هذه تدريجياً أثناء فترات اليوم، وأن تأكل ببطء مع المضغ الجيد، وألا يشرب كمية كبيرة من الماء والسوائل أثناء تناول الوجبات، مع التقليل من تناول الأطعمة التي تهيج المعدة وتزيد من حموضتها كالمقالي والمعجنات وتلك التي تحتوي على بهارات وتوابل، وكذلك الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.وطالبت رئيسة التغذية بوزارة الصحة مرضى الأمراض المزمنة القلب والضغط والسكر وكبار السن باتباع الحمية الغذائية وعدم الإفراط في الأكل أيام العيد ليتجنبوا التعرض للمشاكل الصحية التي تنجم من ارتفاع نسبة الدهون بشكل مفاجئ.ونصحت د.غريب الصائمين بالتدرج في تعويد المعدة على استقبال الطعام في الصباح وطالبت بالابتعاد عن تناول إفطار ثقيل في أيام العيد. حتى تعتاد المعدة على استقبال الطعام في الصباح موضحة أنه يجب البدء بكميات قليلة من الطعام وتصغير حجم الوجبات لتجنب إرباك الجهاز الهضمي وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة.ودعت إلى عدم الإفراط في تناول الحلويات صباح يوم العيد، مشيرة إلى أنّ أكثر الحلويات تميزاً لعيد الفطر هي الكعك والبسكوت والبيتفور وجميعها أطعمه عالية جداً في محتواها من الدهون والسكريات و تعتبر مصدراً مركزاً للطاقة، محذرة من أن الإفراط في تناول هذه الحلويات قد يؤدي إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث إسهال وآلام معوية.ونصحت د.غريب بتناول حبة فاكهة أو كوب من عصير الفاكهة بدلاً من تناول هذه الحلويات أو المشروبات الغازية، وبالاعتدال دائماً في تناول الحلوى والشوكولاتة وكعك العيد لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية وزيادة في الوزن، وقد تسبب في إجهاد الجهاز الهضمي وتستنفذ عصاراته الهاضمة وتسبب في حدوث تخمرات بالمعدة والأمعاء وتكون كمية كبيرة من الغازات وتكون النتيجة في حدوث اضطرابات هضمية تتمثل في سوء الهضم والإسهال والتلبك المعوي وغيرها، وتتضاعف المخاطر الصحية لدى المصابين بداء السكري والسمنة وبارتفاع نسبة دهون الدم وأمراض القلب والشرايين. لذلك، من المفضل عدم المبالغة في تناولها رغم ضغوط الضيافة والإلحاح الذي يشتهر به مجتمعنا.وأشارت إلى أنه خلال أيام العيد تتناول الأُسر كميات كبيرة من اللحوم مع الأرز، ويتم تناول هذه الوجبة أكثر من مرة خلال اليوم الواحد مما يرفع كمية اللحوم التي يتناولها الفرد بحيث تفوق احتياجاته بصورة كبيرة. وإلى جانب الصعوبة التي يواجهها الجسم في هضم هذه الكمية من اللحوم فإن الجسم لا يحتاج في حقيقة الأمر إلا إلى كمية محدودة منها والباقي يتم تخزينه كدهن. وينتج عن عملية الهضم الغذائي للبروتينات في هذه الظروف كميات كبيرة من اليوريا وحمض اليوريك، مما يؤثر على مرضى الكلى ويرفع نسبة ما يتناوله الإنسان من الدهون الحيوانية التي ترفع من نسبة الكولسترول في الدم. لذلك، ينصح بتناول اللحم مرة واحدة فقط خلال اليوم.ونصحت د.غريب بالحرص على شرب الكثير من الماء بدلاً من المشروبات المحلاة والغازية التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، منبهة من أن الإفراط في تناول الطعام والراحة والاسترخاء والشعور بالكسل والخمول، وإذا استمر هذا الأسلوب الغذائي قد يؤدي إلى السمنة وما يصاحبها من مخاطر صحية كثيرة.ودعت إلى ممارسة أي نشاط رياضي خلال إجازة العيد والاستمرار بها كروتين يومي، وإلى تجنب الإفراط في تناول الأغذية المسببة لعسر الهضم كالأطعمة المقلية والصلصات وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة أغذية عسرة الهضم، وعدم الإفراط في تناول هذه الأغذية في أيام عيد الفطر، وذلك حتى تستعيد المعدة نمطها المعتاد للعمل في غير أيام رمضان.ونصحت مرضى السكر بأن يتجنبوا ارتفاع السكر في الدم خلال أيام العيد، وذلك من خلال عدم الإفراط في تناول النشويات والسكريات مثل كعك العيد والبسكويت والتمر والمشروبات الغازية أو الدهون الحيوانية المشبعة مثل طبق الغوزي واللحوم الدسمة واللحوم عالية الدهون، حيث أوضحت بعض الدراسات ( في مصر) أن نسبة كبيرة من مرضى السكر تصل إلى 22% يرفعون من جرعات علاج السكر من الأقراص أو الأنسولين أو يتجه الكثير منهم من الأقراص إلى أنسولين، كما تزيد عدد حالات حدوث غيبوبة السكر عقب فترات الأعياد (عيد الفطر أو عيد الأضحى) نتيجة الإفراط في تناول الأغذية الغنية بالسكرات والدهون. وبالنسبة لمرضى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والقلب يراعى خلال أيام العيد الإقلال من تناول الأطعمة المحتوية على الدهون الحيوانية المشبعة (اللحوم الحيوانية عالية الدهون والمقلية أو المحمرة في السمن أو أطباق اللحوم الدسمة الغوزي والكعك عالي المحتوى من السمن) أو الأطعمة عالية المحتوى من ملح الطعام مثل المكسرات المملحة والمخللات وذلك تجنبا لارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وزيادة معدلات ترسيب على جدر الأوردة والشرايين وزيادة احتمالات الإصابة بنوبات ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. كما يراعى تجنب تناول الوجبات الغذائية الكبيرة التي يمكن أن تسبب إرهاقاً للقلب بل يفضل توزيع تلك الوجبات إلى وجبات صغيرة قد تصل إلى خمس وجبات في اليوم الواحد وكذلك عدم الإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة والشوكولاتة والمشروبات الغازية .وبالنسبة لمرضى قرحة المعدة يراعى خلال أيام العيد الإقلال من تناول البهارات والفلفل الحار والأطعمة المالحة والحلويات عالية السكر كالشوكولاتة والكعك المغطى بالسكر والصلصات الحارة والمشروبات عالية الكافيين، كما يراعى عدم ملء المعدة بالطعام بل ينبغي تجنب تناول الوجبات الكبيرة واستبدالها بعدة وجبات صغيرة (5-6 وجبات) وعلى فترات زمنية متساوية.ودعت رئيسة التغذية إلى العودة تدريجياً إلى الوجبات الثلاث الاعتيادية، مع الأخذ بعين الاعتبار إدخال بعض التمارين البدنية المنتظمة.
970x90
970x90