عواصـــم - (وكــالات): تواصـــل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة لليوم العشرين على التوالي ما أدى إلى استشهاد 1032 فلسطينياً وإصابة 6233 في العملية العسكرية الدامية التي عرفت إعلامياً باسم «الجرف الصامد»، بينما وافقت حماس على «تهدئة إنسانية» من 24 ساعة في قطاع غزة ما أحيا الآمال بالتوصل إلى هدنة دائمة مع اقتراب نهاية شهر رمضان رغم استمرار الضربات الإسرائيلية الدامية على القطاع.
وفي وقت لاحق، أعلنت إسرائيل أنها ترفض أي مقترح للتهدئة، والذي طالبت به الأمم المتحدة. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مقابلة مع «سي إن إن» إن مقاتلي حماس «ينتهكون وقف إطلاق النار الذي أعلنوه بأنفسهم»، مضيفاً أن إسرائيل «ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن الشعب» الإسرائيلي.
من جهته أعلن المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري استعداد حماس للالتزام بتهدئة جديدة. وقال «استجابة لتدخل من الأمم المتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا وأجواء العيد، تم التوافق مع فصائل المقاومة على تهدئة إنسانية لمدة 24 ساعة، مضيفاً «ننتظر رداً رسمياً من العدو».
ورداً على إطلاق حماس 25 صاروخاً على الأراضي المحتلة بعد رفض تمديد هدنة أمس الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيستأنف ضرباته «جواً وبحراً وبراً» على غزة.
ومع اقتراب شهر رمضان من نهايته، دخل الطرفان في نقاشات رداً على طلب من الأمم المتحدة بتمديد «الهدنة الإنسانية» التي تم الالتزام بها أمس الأول.
وكانت حركة حماس رفضت هذا التمديد في حين أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة وافقت عليه. وأصرت حماس على ضرورة انسحاب الجنود الإسرائيليين من المناطق التي دخلوها في قطاع غزة في 17 يوليو الجاري. وسقط 14 فلسطينياً في قصف إسرائيلي شمال جنوب وشمال قطاع غزة ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 1032 منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية في 8 يوليو الجاري.
وبعد أن استفاد السكان من التهدئة للتمون باتوا يخشون استمرار الحرب فترة طويلة.
ذلك أن أي اتفاق حول تهدئة ولو كانت طويلة لن يحل المشكلة وسيكون من الضروري الدخول في محادثات لايزال من الصعب المراهنة على نجاحها.
من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر «نظراً للانتهاكات الصارخة للهدنة الإنسانية من قبل حماس، فإن الجيش سيقوم الآن باستئناف أنشطته الهجومية». فإسرائيل التي أعلنت أنها ضربت نحو 3600 «هدف لحماس» منذ بدء العملية العسكرية تريد القضاء على الأنفاق التي بنتها حماس مع حركة الجهاد الإسلامي. وتؤكد إسرائيل أن الفلسطينيين في القطاع حفروا أنفاقاً لمهاجمة الأراضي المحتلة منها ولإقامة غرف عمليات وتخزين مختلف أنواع الأسلحة.
وتقول إسرائيل أيضا إنها عثرت على نحو 30 نفقاً ودمرت النفق الذي أتاح لمجموعة من حماس قتل 7 جنود إسرائيليين في20 يوليو الجاري.
كما أكدت إسرائيل أنها قتلت 320 مقاتلاً من حماس خلال 20 يوماً من العمليات العسكرية. من جهته أعلن الجيش المصري تدمير 13 نفقاً بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. وأطلق الجيش المصري منذ عام عملية عسكرية واسعة في سيناء مكثفاً تدمير الأنفاق بين المنطقة وقطاع غزة والتي تشتبه مصر وإسرائيل في أنها تستخدم في تهريب الأسلحة والعناصر الجهادية. وجرى بالفعل تدمير أكثر من ألف من هذه الأنفاق في السنوات الأخيرة.
وللقبول بوقف شامل لإطلاق النار تطالب حماس برفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 2006 .
وحاولت الأمم المتحدة مع عدد من وزراء خارجية دول كبرى بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تمديد التهدئة الإنسانية 24 ساعة بعد أن تم الالتزام بها أمس الأول لمدة 12 ساعة.
وطالب وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس بضرورة التوصل «بشكل عاجل إلى وقف فعلي لإطلاق النار وفتح باب التفاوض».
إلا أن على إسرائيل الأخذ بعين الاعتبار الرأي العام فيها حيث أفاد استطلاع للرأي أن 85.6% من الإسرائيليين يعارضون وقف إطلاق النار في هذه المرحلة.
وسقط للجيش الإسرائيلي حتى الآن 43 جندياً وهي أعلى حصيلة منذ حرب عام 2006 في لبنان مع «حزب الله».
وخلال هدنة أمس الأول عاد الفلسطينيون إلى أحيائهم المدمرة، بحثاً عما تبقى لهم بين الحطام. وقتل إسرائيليان ومزارع تايلاندي أيضاً في إطلاق الصواريخ منذ بدء العملية. ونصحت حركة حماس النازحين بعدم الاقتراب من المباني المدمرة جراء القصف الإسرائيلي ومن ساحات المعارك خشية من وجود أي عبوات غير منفجرة. وقال خضر سكر من حي الشجاعية الذي تعرض لقصف إسرائيلي عنيف «نخاف أن نفتح أحد الأبواب ونجد قنبلة». وأجبر 170 ألف فلسطيني في قطاع غزة حتى الآن على مغادرة منازلهم بسبب المعارك ما يعني 10% من السكان.
والوضع في غزة أدى إلى توتر في الضفة الغربية والقدس الشرقية حيث نظمت تظاهرات خلال اليومين الماضيين كما استشهد 8 فلسطينيين برصاص جنود إسرائيليين أو على أيدي مستوطنين.