طور فريق طلابي في برنامج الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة بجامعة البحرين، نموذجاً لتوليد الطاقة عن طريق الرياح يمكن استخدامه على أسطح المنازل، وأعرب الفريق عن أمله في تطوير النموذج ليس ليغذي المصدر الكهربائي في المنزل فحسب، بل ليغذي الشبكة الكهربائية عموماً.
وصمم الفريق، الذي تكون من الطلبة: معاذ حمزة، ومحمد نبيل، وسمير ذوالفقار، النموذج الذي جاء على هيئة مولد (توربين) يعمل على الطاقة الكهربائية إذ يرفع الماء لطاحونة مجهزة بمراوح، وفي حالة عمل المراوح من خلال طاقة الرياح فإن فعالية التوربين تزداد، فيتحول إلى مولد للطاقة.
وأوضح الطالب معاذ حمزة أن اختيار هذه الفكرة مشروعاً للتخرج يأتي انطلاقاً من الإسهام في توفير الحلول للمشكلات الصناعية، قائلاً «لاشك أن الطاقة وحفظها واستغلالها من مواردها غير الناضبة تعد إحدى أهم الموضوعات في العالم كله».
وذكر أن الفريق الطلابي، الذي أشرف عليه عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية د.معمر طالب، استطاع أن يصمم المشروع بطريقة المحاكاة من خلال استخدام برنامج الماتلاب وأن يطبقه عملياً ليعطي نتائج جيدة.
وعن مقدار الطاقة التي يولدها النموذج قال حمزة «استخدمنا مراوح صغيرة لا يتعدى طولها مترين، بينما المراوح المستخدمة لأغراض توليد الطاقة من الرياح في أوروبا وأمريكا يصل طولها إلى 150 متراً، ولذلك فإن الطاقة المتولدة قليلة نسبياً تصل إلى نحو 707 واط في الأيام الاعتيادية، وإلى ضعف هذا الرقم في الأيام التي تكون فيها الرياح قوية».
ونبه إلى أن «هذا النموذج يمكن استخدامه على أسطح البيوت وربطه بمضخات الماء على سبيل المثال»، مؤكداً أنه «في حال استخدمت جميع البيوت في البحرين هذه الفكرة فإن ذلك من شأنه أن يوفر كمية كبيرة من الطاقة، بل ربما يستطيع أصحاب المنازل أن يبيعوا وفر الطاقة لديهم لشركات الكهرباء مثلما يحدث في أوروبا على سبيل المثال».
وحصل مشروع الطلبة الثلاثة على المركز الثاني على مستوى مشروعات تخرج طلبة برنامج الهندسة الكهربائية التي عرضت في معرض مشروعات تخرج كلية الهندسة الشهر الفائت.
ولفت حمزة إلى أنه وزميليه الآخرين يرغبون في تطوير المشروع، وإجراء مزيد من الدراسات عليه فيما يتعلق بحجم الاستهلاك في البحرين، والطول المناسب للمراوح، متمنياً الحصول على الدعم من الجهات المعنية لإنجاز عملية التطوير.
وقال أستاذ الأنظمة الكهربائية في قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية بالجامعة د.خالد زهار إن «مشروع الطلبة يعد أحد المشروعات الجيدة التي أدمجت فيها التقنية الحديثة من خلال نظام المحاكاة بالتجارب العملية»، مشيراً إلى أن «ما يميز المشروع أيضاً أنه يقدم حلولاً، ولو جزئية، لقضية نقص الطاقة التي تعد من أكثر الموضوعات إلحاحاً في الوقت الحاضر».
يذكر أن معرض مشروعات التخرج الذي نظمته الكلية ضم 153 مشروعاً هندسياً لستة برامج في الكلية العريقة. وأكد عميد كلية الهندسة في جامعة البحرين أ.د.نادر البستكي، الذي افتتح معرض مشروعات التخرج وتجول في أركانه، أن مشروعات التخرج للطلبة هذا العام جاءت متينة في تصميمها، وخلاقة في أفكارها، وتميزت باتصالها بمشكلات القطاع الصناعي.
ويبحث الطالب في مقرر مشروع التخرج إشكالية في اختصاصه نظرياً وعملياً، ويضع لها الحلول خلال فصل أو فصلين دراسيين، وغالباً ما يكون المشروع في الفصل الأخير من الدراسة الأكاديمية.