استشهاد 19 فلسطينياً بينهم 10 أطفال في غارات إسرائيلية على غزة
كتائب القسام تعلن مقتل 14 بينهم 10 جنود إسرائيليين في الشجاعية وأشكول
تل أبيب تنذر سكان الشجاعية والزيتون وجباليا بإخلاء منازلهم
دعوة دولية لهدنة غير مشروطة ومجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار
1038 شهيداً و6233 جريحاً في العدوان الإسرائيلي على القطاع خلال 21 يوماً
عباس يشكل وفداً يضم ممثلين لـ «حماس» و«الجهاد» لزيارة القاهرة قريباً
عواصم - (وكالات): واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة أمس مع بدء عيد الفطر أمس، ليرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع خلال 21 يوماً إلى 1038 شهيداً و6233 جريحاً. ولم يعرف القطاع الهدوء حتى في أول أيام عيد الفطر وعلى الرغم من الحديث عن هدنة غير معلنة بين إسرائيل وحركة حماس، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات جوية واستهدفت مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع. ويأتي ذلك بعدما دعا مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة حيث استشهد أكثر من 1038 شخصاً وأصيب 6233 خلال 21 يوماً. واستشهد أمس 19 فلسطينياً وأصيب العشرات في غارات جيش الاحتلال على القطاع، حيث استشهد 10 فلسطينيين بينهم 8 أطفال وإصابة 45 في غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وفقاً لمصادر طبية وشهود عيان.
وقال شهود عيان إن «طائرات الـ «إف 16» الإسرائيلية أطلقت عدة صواريخ على شارع في مخيم الشاطئ كان فيه أرجوحتين يلعب عليها أطفال في العيد ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد كبير منهم». وجاءت هذه الغارة بعد وقت قصير من غارة أخرى شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مبنى داخل مجمع الشفاء الطبي وهو أكبر مستشفى في مدينة غزة، وفقاً لمصادر طبية وشهود عيان.
وقال مصدر طبي إن «طائرات الاحتلال أطلقت صاروخاً على مبنى العيادات الخارجية في مستشفى الشفاء ما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا». وفي وقت سابق استشهد فلسطينيان بينهم طفل في الرابعة من عمره في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف جباليا شمال القطاع. وأعلنت مصادر طبية أيضاً استشهاد 4 فلسطينيين متأثرين بجروح أصيبوا بها في عمليات قصف سابقة.
من جهته، نشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أرقاماً تتحدث عن سقوط 999 شهيداً، بينهم 760 مدنياً منهم 226 طفلاً. كما تحدث عن جرح 6233 فلسطينياً بينهم 1949 طفلاً. في المقابل، قتل 4 إسرائيليين عندما سقطت قذيفة هاون أطلقت من قطاع غزة على الأراضي المحتلة، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
وبحسب تقارير الإذاعة العامة والقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، فقد قتل الأشخاص الأربعة عندما سقطت قذيفة هاون على مجلس منطقة اشكول على الحدود الجنوبية لغزة مع الأراضي المحتلة. وتحدثت التقارير عن إصابة 10 أشخاص آخرين في الهجوم.
كما أصاب صاروخ الأراضي المحتلة في مدينة عسقلان الساحلية دون أن يسبب جرحى أو أضراراً.
وفي وقت لاحق، بعث الجيش الإسرائيلي برسائل إلى آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في أحياء الشجاعية والزيتون وجباليا بإخلاء منازلهم ومغادرتها فوراً، بينما دوت صفارات الإنذار في حيفا وبئر السبع وعسقلان بالأراضي المحتلة. من جانبها، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن مقتل الإسرائيليين الأربعة إضافة إلى مقتل 10 جنود إسرائيليين في عملية نوعية بحي الشجاعية شرق غزة. كذلك ذكر شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على مناطق وأراض زراعية في غزة وبيت لاهيا وجباليا والنصيرات إضافة إلى قصف مدفعي مكثف على بيت حانون وبيت لاهيا والبريج. وكانت شوارع غزة خالية نسبياً أمس، فلم يكن هناك أي تجمعات أو لقاءات عائلية للاحتفال بعيد الفطر، بل مجرد زيارات إلى المقابر أو المستشفيات. من جهته، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن «الاحتلال مازال يرفض أي تهدئة إنسانية مرتبطة بالعيد». وأضاف أن «الاحتلال سيتحمل المسؤولية عن هذا التصعيد والتنكر لعبادة المسلمين».
وأمام الحصيلة الفادحة من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المكتظ بـ1.8 مليون نسمة يعيشون في ظروف من البؤس، ضاعف المجتمع الدولي الضغوط على إسرائيل من أجل وقف حمام الدم. وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما شخصياً بوقف إطلاق النار.
وأعرب أوباما في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «الضرورة الاستراتيجية لإقرار وقف إطلاق نار إنساني فوري وبلا شروط يضع حداً في الحال للمواجهات ويؤدي إلى وقف دائم للمعارك».
وفي نيويورك أصدرت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع طارئ في نيويورك بياناً رئاسياً أعربت فيه عن «دعمها الشديد لوقف إطلاق نار إنساني فوري وغير مشروط». وأعرب ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إثر الجلسة عن أسفه لعدم دعوة المجلس إلى رفع الحصار المفروض على القطاع منذ 2006.
من جهته أسف السفير الإسرائيلي رون بروسور لكون البيان الأممي لم يتطرق إلى «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» و«لا يأتي على ذكر حماس».
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إعلان مجلس الأمن الدولي لا يستجيب «للمطالب الأمنية» لإسرائيل، بحسب بيان لمكتبه.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان أمس الأول في السعودية، فسيتوجه «قريباً جداً» إلى القاهرة على رأس وفد يضم ممثلين عن حركة فتح وحركتي حماس والجهاد الإسلامي للبحث في «وقف العدوان الإسرائيلي» مع القيادة المصرية، وفق ما صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى.
وفي حال تم الاتفاق على تهدئة مؤقتة، إلا أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم يبقى من الأمور الأكثر صعوبة، فمن جهة تعتبر إسرائيل والولايات المتحدة حماس حركة «إرهابية» ومن جهة ثانية لا تعترف الأخيرة بدولة إسرائيل وتدعو إلى الكفاح المسلح ضد «العدو الصهيوني».
وفقد الجيش الإسرائيلي منذ أن وسع عمليته في القطاع في 17 يوليو الجاري 43 جندياً. وتؤكد إسرائيل أنها قتلت 320 مقاتلاً فلسطينياً منذ 8 يوليو الجاري وتسعى إلى تدمير الأنفاق الممتدة من غزة والتي تستخدمها حماس وفصائل أخرى لشن هجمات ضدها. أما حماس فتطالب بانسحاب إسرائيل من القطاع وبرفع كامل للحصار المفروض عليه منذ 2006. واعتبر أوباما في حديثه مع نتنياهو أن «أي حل على المدى الطويل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني» سيمر عبر «نزع سلاح الجماعات الإرهابية وإزالة عسكرة غزة».
وفي وقت لاحق، أعرب الرئيسان الفرنسي والأمريكي والمستشارة الألمانية ورئيسا الوزراء البريطاني والإيطالي في محادثة هاتفية عن رغبتهم في «زيادة الضغط» للتوصل إلى وقف لإطلاق نار في غزة.
واتفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ورئيس وزراء إيطاليا ماتيو رنزي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على «أنه يتعين زيادة الضغط للتوصل» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتضع دعوة أوباما لوقف إطلاق نار «من دون شروط» رئيس الحكومة الإسرائيلي في موقف صعب أمام حكومته اليمينية، خاصة أن الاستطلاعات تبين أن الغالبية القصوى من الإسرائيليين تؤيد الهجوم ضد غزة.
وساهم الهجوم الإسرائيلي على القطاع في زيادة التوتر في الضفة الغربية المحتلة حيث يشتبك فلسطينيون غاضبون يومياً مع الشرطة والقوات الإسرائيلية.
وتظاهر عشرات آلاف الفلسطينيين دعماً لقطاع غزة أمس في القدس الشرقية المحتلة حيث تجمعوا لأداء صلاة العيد في المسجد الأقصى في أول أيام عيد الفطر.
من ناحية أخرى، شكرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الإمارات العربية المتحدة على مساعدتها الإنسانية لقطاع غزة. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية وجه رسالة إلى وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان «أعرب فيها عن خالص الشكر والتقدير على الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني».