كشف استطلاع رأي أجراه الباحث نوح خليفة؛ مؤشرات تنذر بأن ناخبين غير راضين عن أداء نواب سابقين رشحوهم سيتحكمون في التشكيلة النيابية المقبلة.
وبين الاستطلاع أن 69% من البحرينيين والبحرينيات الذين أشاروا إلى متغير «غير راضٍ» رداً على سؤال هل أنت راضٍ عن أداء نواب سابقين قمت بالتصويت لهم؟ يتجه 43% منهم للمشاركة في انتخابات 2014 مقابل 28% لم يحددوا موقفهم بعد، و29% قالوا أنهم لن يشاركوا.
وأشار الاستطلاع إلى البحرينيين والبحرينيات الذين أشاروا إلى متغير محايد ونسبته 23% تجاه سؤال يحدد رضاهم عن نواب سابقين صوتوا لهم أم لا أن 62% منهم سيشاركون في الانتخابات المقبلة مقابل 31% قالوا إنهم يقفون على الحياد. أما الذين قالوا إنهم راضون عن أداء نواب سابقين صوتوا لهم فإنهم سوف يشاركون بنسبة 100% بحسب الاستطلاع.
وقال نوح خليفة في ضوء إنتاجه العلمي «الرأي الشعبي البحريني تجاه انتخابات 2014 – دراسة استطلاعية» المرتقب صدوره الشهر الحالي أن دوافع مشاركة البحرينيين والبحرينيات في انتخابات 2014 مختلفة جذرياً عن دوافعهم في انتخابات برلمانية شاركو بها في دورات نيابية سابقة، مبيناً أن دوافع الناخبين هذه المرة تفتح ميدان منافسة نشط يسهم في تحديد مسار وتشكيلة المجلس المقبل خلال انتخابات 2014.
وأردف أن «المشاركة بهدف إحداث تغيير مرضٍ» الدافع الأهم ضمن قرارات الرأي الشعبي البحريني بحسب نتائج الاستطلاع، معتبراً الدوافع الشعبية الحالية نحو التغيير «الأبرز والأقوى» في تاريخ البحرين نتيجة متغيرات جديدة، حددت متطلبات البحرينيين والبحرينيات، ينتظر أن تنتج عنها تشكيلة جديدة غير متوقعة خلال 2014.
وكشف الاستطلاع أن البحرينيين الراضين عن أداء نواب سابقين رشحوهم يتجهون لشخصيات نسائية في المرتبة الأولى بنسبة 21% مقارنة بنسب متفاوتة أقل منحوها لشخصيات أخرى، أما غير الراضين فإن اتجاهاتهم ذهبت إلى ممثلين عن منظمات أهلية في المرتبة الأولى من أولوياتهم بنسبة بلغت 79% مقارنة بمتغيرات أخرى حصلت على نسب متدنية بينما يتجه الذين حددوا موقفهم بمحايد فإنهم يتجهون إلى شخصيات دينية في المرتبة الأولى بنسبة بلغت 50% مقارنة بمتغيرات أخرى حصلت على نسب أقل.
وأضاف خليفة أن اتجاه المبحوثين الراضين عن أداء نواب سابقين رشحوهم إلى شخصيات نسائية في المرتبة الأولى يعكس أداء غير اعتيادي عملت به القوى النسائية إلى جانب مواطني البحرين، مراوحاً أن نبرات وتحركات القوى النسائية خلال المجلس الماضي انعكست على الروح الانتخابية المقررة قريباً، مبيناً أن نائبات سابقات فتحن الباب للعناصر النسائية المقبلة، لافتاً إلى أن الحراك المنتظر من المرشحات خلال أطروحاتهن الانتخابية سوف يحدد الفروق عما إذا كانت المسؤولية البرلمانية ستبقى في أعناق نساء أخريات أم تحتفظ بها برلمانيات سابقات خلال المجلس المقبل.
وكشف خليفة أن المبحوثين الذين وقفوا على الحياد تجاه قرار مشاركتهم من عدمه، ذهب تأييدهم في المرتبة الأولى إلى شخصيات دينية، مبيناً أن اتجاه نسبة غير منخفظة من الذين اتجهت استجاباتهم إلى متغير محايد يعكس الخيار الديني الذي يرتكزون عليه في قراراتهم الحياتية المختلفة، وقد يرون الارتكاز عليه اتجاهاً حيوياً للقضاء على مظاهر حديثة ألمت بالمجتمع البشري، ومن جهة أخرى، قال خليفة أن النتيجة تعكس انخفاض النبرة الدينية في أداء نيابيين انتخبوا على أساس انتمائهم لمؤسسات دينية.
وعلل خليفة اتجاه المبحوثين غير الراضين عن أداء مرشحين نيابيين سابقين إلى ممثلين عن منظمات أهلية، بتضافر متغيرات عدة من بينها ارتفاع حصة المقاعد التي اكتسحها مستقلون، ونوع حراكهم من جهة، إضافة إلى الصورة النمطية للجمعيات المتسمة بزيادة حجم مطالبها في أغلب الأحيان كوسيلة لتكوين النفوذ.
وأوصى الباحث بتنشيط رأي الفئات الاجتماعية المتنوعة بحسب آرائها سلبية كانت أم إيجابية فإن الحراك السياسي لا يعتمد على الاتجاهات الإيجابية بقدر تأثره وتأثيره في الاتجاهات السلبية، مشيراً إلى أن الحياة السياسية أثبتت أن أي قضية تخضع لمتغيرات متشعبة تنتظر فقط طرق أبوابها لكي تؤتي ثمارها المتوافقة مع الروح الوطنية المدعمة بالمشاركة الهادفة للتغيير، وقد تكون الأطروحات السلبية أو الأطروحات موضع الجدل سبيل حيوي لإنعاش المشاركة السياسية وتنشيط أطراف العملية السياسية، للعمل السياسي البرلماني.