كتبت - نورالهدى صلاح :
تشير إحصاءات العام 2011 لوجود أكثر من 385 طفلاً مصاباً بالتوحد، بحاجة لمزيد من البرامج التعليمية على يد كوادر مؤهلة، للقيام بخدمة هذه الفئة أسوة بخدمات الرعاية الأخرى.
ويقول مدير مركز الخدمات التربوية التابع لوزارة التنمية الاجتماعية أسامة مدبولي أن هناك نقصاً في المعلمين المؤهلين الذين يمتلكون الشهادة المتخصصة الخبرة لتدريس المتوحدين، مشيراً إلى أن المتوافرين لتدريس المتوحدين فقط هم حملة شهادة الثانوية العامة، مع أن المتوحدين بحاجة إلى عدد من الكوادر البشرية الذين لديهم شهادة البكالوريوس في التربية الخاصة «لذوي الاحتياجات الخاصة « يتناسب مع أعداد الطلبة المحتاجين لمثل تلك الرعاية.
ويبين مدبولي أن كل طفل متوحد بحاجة إلى أخصائي يرعى إحتياجاته مباشرة لمواجهة الصعوبات التي قد تطرأ على أحواله خلال اليوم، في حين أن المتوفر حالياً مدرس واحد فقط لكل ثلاثة من طلاب هذه الفئة، مشيراً إلى أن وزارة التنمية الاجتماعية توفر عدداً محدوداً من المعلمين المؤهلين مقارنةً بعدد أطفال التوحد الموجودين في المراكز، بينما المتواجدون في مراكز الرعاية ذوي خبرات متواضعة، مشددا مبدولي على ضرورة إنشاء مراكز متقدمة لتشخيص الحالات، وتجهيزها بمقاييس واختبارات.
عوائق الكوادر البشرية
بدورها تذكر أخصائية التربية الخاصة فاطمة العطاوي أن من أسباب نقص الكوادر البشرية عدم إقبال من التربويين للعمل في هذا المجال، وصعوبة التعامل مع المتوحدين حيث تحتاج وقتاً طويلاً وصبراً ليتحمل المعلم رعاية المتوحد أكاديمياً بالإضافة إلى ذلك نقص في عدد مراكز التدريب، كما أنه لا توجد مغريات تجذب الكوادر البشرية حتى يتم الإقبال على مراكز التوحد، مشددة على ضرورة جذب المؤهلين بمغريات، مثل زيادة الرواتب.
وتضيف العطاوي أن وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي ذكر أنه سيتم إنشاء مدرسة كاملة تحتوي على عدد كبير من معلمين مؤهلين وتحتوي على جميع الإمكانات للمتوحدين .ونرى من الضرورة تخصيص وزارة التربية والتعليم البعثات لدراسة التربية الخاصة ليكونوا مؤهلين للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة والمتوحدين لتخفيف معاناة الأهالي، كما أنه من الضروري إنشاء مراكز خاصة تحتوي على أجهزة وإمكانات كافية لجميع المتوحدين، ونرى إمكان ذلك بالتنسيق بين وزارتي التنمية الاجتماعية والتربية والتعليم إذ إن توفر مؤهلين وأخصائيين في هذا المجال لتدريس البرنامج التعليمي والتأهيلي للمتوحدين في المراكز الخاصة بالمتوحدين ستجد علاجاً ناجعاً للمشاكل التي يتعرض لها الطفل من الناحيتين التشخيصية والعلاجية ولا ننسى تنمية المهارات الاجتماعية لدى طفل التوحد .
بدورها تجد الأكاديمية د.أمينة الهجرس أن نقص الاعتمادات المالية لوزارة التنمية الاجتماعية والمخصصة لرعاية هذه الفئة وانشغال الوزارة بتقديم خدمات أخرى، قد تكون أحد المعوقات كما أن الكوادر البشرية بحاجة إلى رواتب شهرية مرتفعة نسبياً.
حالات إنسانية
ولدت مريم ولادة طبيعية، في ظل أسرة تعاني من مشاكل صحية، وبعد بلوغها الثالثة من العمر طرأت عليها بعض السلوكيات والتصرفات الغريبة، فصارت تنتابها نوبات من الغضب الشديد. وبعد التنقل من المراكز الصحية والعيادات الخاصة بالأطفال، اتضح أن مريم مصابة باضطرابات التوحد، وكان لديها اضطراب انفعالي واضح كثيراً تنتابها نوبات من الضحك والغضب ولا تستطيع أن تعبر عن نفسها بالكلمات، وقدراتها التعليمية ضعيفة جداً فهي تحتاج إلى برنامج تعليمي تأهيلي ومؤهل لتدريس هذا البرنامج حتى تستطيع إن تعبر عن نفسها بكفاءة.
راشد
يعاني راشد من سمات توحد بسيطة وتم تقديم له اختبار في المركز الخدمات التربوية التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، أثبت أن لديه قصوراً واضحاً في التفاعل الاجتماعي وأيضاً في استخدامه للغة والكلام.
يوسف حمادة
طفل مصاب بالاضطرابات التوحد وظهرت عليه سمات وهو يعاني من خوف شديد، وبعد تقييمه من اختبار (كارتر ) وجد أن لدية توحداً شديداً فلديه سمات نمطية تشمل في إيذاء الذات، ولا يستطيع أن يعبر عن نفسه بالكلام كما أن لدية «رفرفة» في اليدين، وهو بحاجة إلى مؤهل جيد للتعامل معه.
وتبدأ أعراض التوحد كإعاقة تظهر في الثلاث السنوات الأولى من عمر الطفل، فهي عبارة عن اضطراب حاد في السلوك سواء كانت فسيولوجية أو سيكولوجية أو شخصية من ميول انسحابية ومشكلات في الاتصال حيث يكون العلاج شديد الصعوبة. وينتشر هذا الاضطراب بين الذكور أكثر من الإناث.
أسباب الاضطراب التوحدي قد ترجع للعوامل البيولوجية التي تسبب تلفاً للدماغ قبل الولادة أو اختناق أثناء الولادة، وذلك نظراً لوجود عوامل جينية، وقد فسر الباحثون ذلك بارتباط التوحد بشذوذ الكرموسومات، أو اختلال في وظيفة الجهاز العصبي.