كتبت – زينب أحمد:
قال تربويون إن المدارس الحكومية تعتبر الأفضل مقارنة بالمدارس الخاصة نظراً لما تحتوية من مميزات أبرزها قوة مضمون مناهجها الدراسية وخبرة وكفاءة مدرسيها، بالإضافة إلى أنها تعتبر مناسبة لأفراد ذوي الدخل المحدود باعتبارها مجانية.
المساواة صعبة
وقالت أخصائية تربوية بوزارة التربية والتعليم سمية مبارك إن المساواة بين المدارس الخاصة والحكومية أمر في غاية الصعوبة للاختلاف الكبير، فاللغة الإنجليزية أصبحت مهمة في عصرنا اليوم والكثير يشكو من صعوبة إتقانها تحدثاً وكتابة، ويعود ذلك إلى الأساليب التي تتخذها المدارس الحكومية في تعليم الطلاب. فهي تقوم بفرض عملية الحشو المكدس غير المفيد والتي ربما ليس بحاجة له لذلك المدارس الحكومية تعتمد على الجانب النظري دون العملي في الحين أن المدارس الخاصة تعتمد على المجال النظري والعملي معاً.
وأوضحت مبارك أن للمدارس الخاصة مميزاتها، إلا أننا لا نغفل عن عيوبها في عدم تسليط ضوئها على اللغة العربية التي تعد لغة القرآن الكريم. وبالاضافة إلى الافتقار في غرس المفاهيم الدينية من العادات والتقاليد في نفوس أبنائنا منذ صغرهم، وبعد ذلك تظهر نتيجة ذلك في تصرفاتهم وطريقة تفكيرهم والذي جاء نتيجة اختلاط مدرسيهم من مختلف الجنسيات والعادات والثقافات .
وأضافت مبارك أن المناهج الدراسية التي تدرس في المدارس الحكومية تعتبر الأفضل لتصنف ضمن معايير علمية أكاديمية وتربوية في مدى قوة مضمونها، ولكن للأسف تكمن المشكلة في ضعف تدريس اللغة الإنجليزية للطالب من ناحية تأسيسي للبنية التعليمية الصحيحة على الرغم من فرض وزارة التربية والتعليم تعلمها من الصف الأول، لكن وجود بعض الأمور التي مازالت تحتاج إلى تعديل وتطوير في الاعتماد على القواعد النحوية دون غيرها في الحين أن المدارس الخاصة تعتمد تحدثها وكتابتها وتعلم القواعد النحوية بشكلها الصحيح».
الاختلافات بين المدارس
من جهتها، قالت أستاذ التربية لأسرية بمدرسة العهد الزاهر الثانوية للبنات إن هناك كثيراً من الاختلافات بين المدارس الحكومية نظراً لاختلافات جوهرية مضمونها وبيئتها، فالمدارس الحكومية تحتوي على العديد من الخدمات والأدوات العلمية في المختبرات والمكتبة المدرسية وصفوف المجالات الفنية التى ترغمه على اكمال مسرة الدراسية في بيئة علمية دراسية موهلة إكاديمياً، ممارسة المدرسين في تأدية عملهم بكل جد وإخلاص والذي يعد دليلاً على حبهم ورغبتهم في منح الطالب علماً ذا جودة رصينة مما ينعكس ذلك على رغبة الطالب في مواصة الدراسة وتلقيه المادة العلمية دون كلل أو ملل.
وأشارت إلى أنه في الحالات السلوكية التي يدخل الطلاب فيها من عملية مشاجرة أو عدم احترام الطالب للمدرس أو أقرانه نجد وزارة التربية تتهاون في تطبيقه، في الحين أن المدراس الخاصة تهتم بالجانب السلوكي أكثر من التعليمي في ذلك وها هو الأهم تخريج جيل مؤدب متصف بكامل الأخلاق.
وأوضحت أن مضمون المناهج الدراسية التي تدرس في المدارس الحكومية تختلف عن المدارس الخاصة وبتحديد بالمرحلة الإعدادية، فمناهجها الدراسية غير مرتبة ومترابطة بطرحها للمواضيع مما تسبب إرباك وصعوبها في تششت أفكار الطالب فهي مازالت بحاجة إلى تطوير وتعديل.
وتابعت أن المرحلة الثانوية العامة تعد من المراحل التي تحدد مصير الطالب مستقبلاً، وفي هذه المرحلة يحاول الطالب قدر المستطاع جمع الدرجات، ولكن في نهاية تأتي الرياح ما لا تشتهيه السفن لتحطم كل ما بدائه الطالب منذ الصفر ويعود ذلك إلى الوقت المعطاة للطالب في فترة الامتحانات غير كافية، فعلى سبيل المثال مادة الريضيات والفيزياء والكيمياء تعد من المواد التي تعتمد على التفكير والفهم فهي بحد ذاتها تحتاج وقتاً مطولاً، فوزارة التربية والتعليم تمنح الطالب ساعتين، وعند اقتراب الزمن المحدد تمنح له ربع ساعة زيادة، وفي ربع الساعة هذا كيف للطالب أن يكمل الامتحان وهو على وشك الخوف والإرباك.
قلة المميزات
من جهتها، قالت مدرسة لغة عربية إن للمدارس الخاصة العديد من المميزات قليلاً ما نجدها في المدارس الحكومية، فتعد هي الأولى في اهتمامها بتدريس اللغة الإنجليزية للطالب منذ نعومة أظافره لسيطرتها على العالم اليوم، بالإضافة إلى منح الاهتمام الكافي للطالب على أساس أنها تتعامل بالمال فكلما دفعت أكثر حصلت على اهتمام أكثر.
وأشارت إلى أن المدارس الحكومية هي الأفضل بحد ذاتها من ناحية منع الاختلاط بين الجنسين، وهذه من المبادىء التي حرص إسلامنا عليها، ومضمون المناهج الدراسية قوية وفعالة لاعتمادها على المناهج البريطانية والأمريكية.
وأكدت المدرسة بقسم التمهيدي في مدارس الفلاح شريفة فرحان أنه لا تفضيل بين المدارس الخاصة والحكومية، فكلاهما يحاول بذل قصار جهده في توظيف كوادر مؤهلة لتتأقلم مع البيئة العلمية، مشيرة إلى أن درجة اعتمادية وقبول شهادة المدارس الحكومية أكبر حتى لو كانت بدرجة أقل.
وأوضحت فرحان أن مضامين المناهج الدراسية كلاهما يخضعان لوزارة التربية والتعليم التي تصر على مواصلة العمل بوجود لجنة ضمان الجودة، في حين أن المدارس الخاصة نجد ولي الأمر هو من يختار لأبنائه المواد الدراسية دون علمه بترتيبها.
المقارنة بين «العام»
و«الخاص»
في السياق نفسه، قال الأستاذ المساعد في الوسائط المتعددة والتصوير، وتكنولوجيا التعليم بقسم الإعلام بجامعة البحرين د.فريد البيات إن هناك تبايناً ملحوظاً يطرأ على المقارنة بين المدارس الحكومية ونظيرتها الخاصة على مستويات عدة، بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فينسحب ذلك التباين على المدارس الخاصة ذاتها، فيصنفها إلى مدراس خاصة ذات مستوى تعليمي عالٍ، في مقابل مدراس خاصة ذات مستوى تعليمي متدن، ويراها أدنى في المستوى من المدارس الحكومية، لكونها لا تركز على الجوانب الإبداعية والبحث العلمي والتخيل والاعتماد على النفس وصقل الشخصية القيادية والمحبة للمدرسة وللمجتمع ككل.
ورأى د.البيات أن المدارس الحكومية تعتمد اعتماداً كبيراً على سياسة الحفظ، وتركز على التعليم على حسب التربية، لذلك وجب عليها تطوير النظام التعليمي وملاحقة تطور المناهج كما تفعل المدراس الخاصة المتقدمة، وفي الوقت نفسه وجب عليها تكثيف تدريب المعلمين لتحويلهم إلى معلمين محترفين. فالتعليم مهنة احترافية تختلف عن باقي المهن لأنها مهنة تقع عليها مسؤولية تنشئة الأجيال.
المناهج الدراسية
بدورها أكدت ولية الأمر أم محمد أن أغلبية الناس يفضلون إلحاق إبنائهم بالمدارس الحكومية لعدة أسباب منها انخفاض في ميزانيتها باعتبار أن التعليم مجاني كذلك، ومصداقية مناهجها الدراسية التي تدرس للطالب إلى جانب توظيف الكوادر العلمية المؤهلة أكاديمياً، وبالإضافة إلى فرصة الحصول على المنح والبعثات من الوزارة لأولوياتها التي تعطى لطلبة المدارس الحكومية، وزيادة فرص التفوق والمنافسة بين طالب وبقية أقرانه.
وأوضحت أم محمد أن من مميزات المدارس الحكومية تشجيع روح المبادرة والعمل الإبداعي لبث روح المنافسة الشريفية بين الطلبة، مشيرة إلى أن وجود بعض العيوب تحد من مستوى المدارس الحكومية منها اكتظاظها بأعداد كبيرة من الطلاب في الصف الواحد مما يحد من عملية الفهم والاستيعاب، قلة وجود الخبرة والكفاءة لبعض المدرسين وخصوصاً المتطوعين فهم فئة من لا تحمل الخبرة الكافية في عملية التدريس مما ينعكس ذلك سلباً على الطالب نفسه.