كتب ـ عادل محسن:
عبر الفنان الكويتي نواف النجم عن ندمه لتقديمه دور «الجنس الثالث» في إحدى المسرحيات، وقال «الدور أساء لي بشكل شخصي، وكثيرون ظنوني من الجنس الثالث فعلاً».
ونفى النجم وجود أي خلافات مع الفنان طارق العلي، مضيفاً «مشكلة طارق العلي أنه إنسان طيب، وكثيراً ما يتخلى عنه الفنانون بعد أن يصنع منهم نجوماً ويتتلمذون على يديه».
وأبدى النجم أسفه لوجود حالات «الشللية» و«الكروبات» المغلقة في الوسط المسرحي والفني وعموماً، مستدركاً «لكني مجبر على اختيار إحدى الكروبات والانخراط فيها».
*حدثنا عن ظهورك على خشبة المسرح البحريني لأول مرة؟
«أرواح» أول مشاركة في البحرين بعمل فني على صعيد المسرح والتلفزيون، وأنا سعيد بالمشاركة في العمل، والتقي خلاله بالجمهور البحريني والخليجي.
أقدم في العمل دور شاب عاق لوالديه يعميه المال ويتبرأ من أهله، ويطردهم من المنزل (..)، دوري يمثل جانب الشر بمقابل جانب الخير الذي يقدمه الفنان الكويتي مبارك سلطان.
في الغالب أحب أدوار الشر رغم أن مظهري لا يعكس ذلك ويتطلب الأمر إقناع الجمهور، وتدور أحداث المسرحية بإطار كوميدي اجتماعي مع إسقاطات سياسية بسيطة.
*بدايتك كانت مع عمالقة الفن الكويتي إلا أن شهرتك جانبت دورك في مسلسل الخراز مع الفنانة حياة الفهد.
لا أعتبر مسرحية «قناص خيطان» بدايتي الفنية وقدمت بعدها أعمالاً كثيرة، ووقتها لم أكن أعرف ما هو التمثيل، ودخولي كان «طيش ولعب»، ولم أعرف أنها مسؤولية.
وأرى أن انطلاقتي الحقيقية هي من خلال مسلسل «الخراز»، وما يؤكد لي ذلك أصداء الدور خلال العمل، وردة فعل الجمهور عليه بعدها، إذ توالت العروض الفنية وبدأت الناس تعرف نواف النجم.
*الفن الكويتي معروف بوجود فرق عمل لا يعمل أعضاؤه مع أي فرقة أخرى، أو كما تعرف بـ«الشللية» و«القروبات» في الوسط الكويتي، فهل مازالت ترفض هذا المبدأ والانخراط في أحدها؟
أنا ضد «القروبات» وأتمنى ألا أنظم لأي منها، أحب العمل مع جميع المنتجين والفنانين وأحرص على التنويع، ولكن الوضع الحالي يجبرني أن أنضم إلى «قروب».
فالدخيل على «القروب» لا يحصل على دور أساس، إلا إذا كان فنان إنقاذ، بحيث يضطرون إلى إدخال عنصر من خارج الفريق.
*أي فريق قررت الدخول فيه؟
حالياً أتلقى عروضاً من الجميع، لكن علي الاختيار بعناية، لأن دخولي بأي «قروب» ستكون بمثابة التضحية بباقي المنتجين، وسأكون جزءاً من أعمالهم التلفزيونية والمسرحية بشكل مستمر، ونفس الوجوه تتكرر واختياري يبنى عليه مستقبلي الفني.
*ما هو أقرب دور بالنسبة لك؟
الأعمى أفضل دور مقرب لي، وقدمته من خلال مسلسل «الداية» مع حياة الفهد، وكان دوراً مركباً، وهذه النوعية من الأدوار أطمح لها دائماً، كما قدمت دور المعوق سابقاً، وأتمنى تقديم دور الأخرس.
*من الملاحظ أن الأعمال الفنية الجديدة تضم بشكل أساس دوراً مركباً خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
هذه ظاهرة إيجابية ونشجعها، فذوي الاحتياجات الخاصة جزء من المجتمع، ولا يمكن أن تستمر الأعمال الفنية وكأنما الجميع يعيش برفاهية وغنى وقوة، ولا بد من إظهار جميع مكونات المجتمع من فقير وغني وعكس الواقع المجتمعي بشفافية، ويكون للعمل بداية ونهاية شيقة ومكتمل العناصر ويتناول الجوانب الحياتية والمادية والنفسية ويخاطب جميع الفئات.
*قدمت دور «الجنس الثالث» في أحد مسرحيات طارق العلي، كيف تقيم التجربة؟
تقديمي لهذا الدور خطأ ارتكبته في بداياتي، وما يؤسفني أن كثيرين يظنونني أساساً من الجنس الثالث، ولو قدمت هذا الدور بعد أدوار مركبة أخرى لكان استيعاب الجمهور لهذا الدور أفضل، هذا الأمر أثر علي كثيراً، ورغم ما أقدمه من أدوار مختلفة، إلا أن هذه الفكرة موجودة لدى البعض خاصة أنني قدمت هذه النوعية من الأدوار مرتين.
*عملت مع طارق العلي وهو من الفنانين الكبار في مجال الكوميديا، كيف تقيم أعمالك معه؟
عملت مع طارق العلي 8 مواسم متتالية من خلال مسرحيات كوميدية، وبدايتي المسرحية الفعلية أعتبرها معه، ولكن على مستوى التلفزيون والمسلسلات كانت مع حياة الفهد.
أعترف أن طارق العلي علمني الوقوف على المسرح وكل ما يتعلق بهذا المجال، ومازلت أواصل العمل معه رغم غيابي عن عملين وانشغالي بأداء مناسك الحج في الموسم السابق.
في العمل الحالي حصلت على عرض للعمل مع المخرج البحريني حسين العويناتي لمسرحية «أرواح» واعتذرت عن المشاركة في عمل طارق العلي، ولا توجد أي مشاكل بيني وبين طارق العلي كما يشاع.
*طارق العلي لديه مشكلات كثيرة في الوسط الفني، بغض النظر المخطئ والمصيب، برأيك ما الإيجابيات والسلبيات في العمل معه؟
طارق العلي فنان كبير وسأتحدث عن سلبية أراها فيه وهي إيجابية في نفس الوقت لشخصيته، طارق طيب مع الجميع وهو فنان له ثقله في الوسط الفني ولكن مشكلته أنه متواضع «زيادة عن اللزوم» ويجب أن يحفظ «برستيجه» ومكانته في الوسط الفني.
طيبته الزائدة سببت مشكلات كثيرة له، وصنع كثير من الفنانين الذين تخلوا عنه في لحظة واحدة طمعاً بالمال، بعدما حصدوا الشهرة معه، ويمكن لطارق أن يخرج مع أي شخص وفي أي وقت مهما كانت علاقته بسيطة به.
*طارق كثير الضرب للفنانين على الخشبة، هل هذا الأمر يمثل لك إزعاجاً؟
ضرب طارق العلي يعتمد على الممثل الذي أمامه، وما إذا كان الدور يتطلب أم لا، عندما ضربني كان الدور يحتاج لذلك وكان في عمل واحد فقط.
*قدمت أعمالاً قدم فيها تلميحات جنسية، هل أنت راض عن ذلك؟
أنا أرفض هذه التلميحات، ولكن في النهاية عندما ينتقد الجمهور ينتقد العمل بأكمله وليس لشخص محدد، وبقدر ما اعترضت لكن دون فائدة.
*اشتعل الوسط الفني الكويتي مؤخراً مع «هوشة» طارق العلي وهيا الشعيبي، رغم سنوات العمل المشتركة بينهما، فكيف كان وضعك بين الطرفين؟
يؤسفنا ما حدث بين طارق العلي وهيا الشعيبي، والتي بينت معادن كثير من الفنانين، بعضهم وقف مع طرف دون آخر من أجل المصلحة الخاصة، ونادراً ما رأينا شخصاً محايداً، وبالنسبة لي أنا علاقتي جيدة مع الطرفين.
*ما سبب قلة ظهور نواف النجم في الصحاف الكويتية؟
أنا مقاطع للصحافة الكويتية، بسبب تحوير الكثير من الصحافيين الحوارات واهتمامهم بالفنانين العرب أكثر من الكويتيين ويلقون المساحات الأكبر.
كلمة أخيرة
أتمنى أن يحوز عملي الحالي في البحرين إعجاب الجمهور، وأتمنى أن ألتقي بجمهوري بشكل مستمر وألا تنقطع الأعمال المشتركة بين الأشقاء الخليجيين، فهذا يخلق تنوعاً جميلاً يحتاجه الوسط الفني الخليجي.