كتبت ـ عايدة البلوشي:
شهدت ظاهرة التسول في شهر رمضان تزايداً وانتشاراً كبيرين، حيث تواجد المتسولون بالشوارع والطرقات العامة وقرب المجمعات التجارية، فقد تجد امرأة كبيرة في السن تتجول بين الطرقات حاملة معها طفلها الصغير، وشاب آخر يعرض نفسه للخطر يتجول بين السيارات في الشوارع وأمام الإشارات الضوئية لغايات طلب الحاجة. في هذا الصدد تقول شيماء عبدالرحمن «انتشرت ظاهرة التسول في البحرين خاصة في شهر رمضان، حيث أصبح الشهر مقترناً بالتسول، حيث ترى في الشوارع العامة والطرقات عدداً من الشباب والنساء مع أطفالهم يتسولون، ويعرضون أنفسهم للخطر». وتتساءل «هذا الشاب الذي يعرض نفسه للخطر هل هو عاجز عن القيام بأبسط الأعمال طلباً للرزق؟ يمكنه العمل في أي مجال دون أن يتسول في الشوارع».
الجمعيات الخيرية
ويعلق ناصر حسن بقوله «علينا محاربة الظاهرة، حيث إننا في بلد يحب الخير والعمل الإنساني، وهناك عدد كبير من الجمعيات والصناديق الخيرية تساعد المحتاجين، ويجب أن تصل المساعدات من أهل الخير لهذه الجهات، وهي بدورها تساعد المحتاجين والأرامل والأيتام، دون حاجة إلى التواجد اليومي في الشوارع والطرقات لسؤال المارة.
ويضيف «صورة مزعجة لهؤلاء لأنهم يلحقون الناس في الشوارع وحتى داخل الأسواق، ويشكلون مصدر قلق وإزعاج، وفي كثير من الأحيان نجدهم بصور مؤلمة لا ندري هل هم بصدق أم هي صورة للاحتيال».
وتردف «وجدت رجلاً في الأربعين من عمره يتسول وفي بطنه كيس دم، ويقول إنه مريض بالكلى، ورأيته في سوق بوكوارة أكثر من مرة، والسؤال الذي يطرح نفسه هل الجمعيات والجهات عجزت عن مساعدته؟ لا أظن فالجمعيات وخاصة في رمضان تتسابق لفعل الخير وتقديم المساعدة». ويقول إبراهيم صالح «ظاهرة التسول خطرة جداً، إذ نرى نساء يتجولن في الشوارع بغية الحصول على المال، ويعرضن أنفسهن للخطر، خاصة عندما تكون مع النساء أطفال صغار، وهناك شباب نجدهم قرب الإشارات الضوئية يتسولون».
سمعة البحرين
من جانبها، تقول ريم علي «التسول ظاهرة انتشرت مع شهر رمضان، حيث إن هناك أطفالاً ونساء ورجالاً وشباباً يتسولون في الشوارع، ربما للحاجة ولكن يجب أن ندرك جميعاً أن حاجة لا تحل بالتسول بهذه الطريقة العشوائية، فنحن في دولة القانون والمؤسسات وهناك جمعيات خيرية ومؤسسات لديها قوائم بأسماء الأسر المتعففة والمحتاجة، لذا لا داعي للتسول بهذه الطريقة، ويجب منع هذه الفئات من التسول وتوجيهها للجهات المعنية حتى نحفظ سمعة البحرين وصورتها».
حاجة أم احتيال
«لا تعرف الفرق بين المحتاج والمحتال» هكذا بدأ بدر سالم قوله وأضاف «مع انتشار هذه الظاهرة السلبية، أصبحنا لا نفرق بين المحتاج والمحتال، فكثير ما نسمع قصصاً عن محتالين يحتالون على الناس بحجة الحاجة، وكثيراً ما نسمع عمن يتاجرون بالبشر ويستغلونهم في التسول، وفي المقابل هناك ناس تعيش حالة من الفقر والجوع وظروفها الاجتماعية تجبرها على التسول».