عبادة ووناسةكتب - أحمد الجناحي:
تتغير سلوكيات الإنسان المسلم وتتبدل مع حلول شهر رمضان الكريم وقدوم عيد الفطر المبارك، ومن المؤكد أن هذا التغير يأتي نتيجة مباشرة للجو الروحاني والإيماني الذي يحمله شهر الرحمة والمغفرة، فيستقبله الناس بطريقة مميزة تختلف عن استقبال باقي الشهور، وهنا نسلط الضوء على شريحة من المجتمع وهم الشباب للاطلاع على نمط حياتهم في رمضان، وطريقة استقبالهم الشهر الكريم.
جابر الرويعي من منطقة الرفاع الشرقي يستعد لاستقبال رمضان بمشاعر روحانية ودينية عميقة، وكأنه يستقبل الشهر لآخر مرة في حياته «يقول النبي صلى عليه وسلم «صل صلاة مودع»، وهذا الحديث النبوي الشريف يعلمنا أن نقبل على الطاعات ونؤديها كأنها الأخيرة بأعمارنا، لذا فيكون استقبال رمضان بعد شهر، استقبالاً بمشاعر روحانية ودينية عميقة، تتراوح ما بين الصلاة وقراءة القرآن والتسبيح، وهذا لأننا لا نعلم هل سيبلغنا الله رمضان في السنوات القادمة أم لا».
ويسعى الرويعي في رمضان لزيادة صلة الرحم والتواصل الأسري والاجتماعي من خلال زيارة المجالس، وإقامة الفطور الجماعي مع الأهل، والغبقات الرمضانية، وفي بعض الأحيان يقيم بعض الندوات الدينية والبرامج التوعوية خلال الشهر الكريم في مجلسهم، إلى جانب زيارة مجالس الأصدقاء والأقارب، ويضيف «يكون التركيز في رمضان أكثر على ختم القرآن الكريم، والصدقة، وإفطار الصائمين، على الإنسان أن ينوع في العبادات ويكثر منها لينال المغفرة والرحمة في شهر البركات».
ويؤكد أن أبرز ما يميز شهر رمضان الكريم هي القوة الدافعة للتوقف عن السلوكيات المذمومة والابتعاد عنها تدريجياً حتى بعد رمضان.
عبدالله مراد من منطقة الحجيات، يستعد لاستقبال رمضان قبل أسبوع من دخوله «الاستعداد لشهر رمضان يكون قبل حلوله بأسبوع كما جرت العادة، نقصد البرادات الكبيرة لشراء الاحتياجات الخاصة للشهر الكريم مع الأسرة، ونسعى لترتيب إجازة من العمل من أجل الذهاب للعمرة، إلى جانب الاستعداد النفسي والروحاني وتهيئة جو العبادة والذكر في المنزل»، ويضيف «من جه أخرى نستقبل الشهر الكريم بتهنئة الأهل والأصدقاء، والدعاء للجميع بالتوفيق في صيام وقيام شهر رمضان الكريم».
وعن برنامجه اليومي في رمضان، اعتاد عبدالله أن يقضي بعض المشاوير الخفيفة في نهار رمضان، بجانب العبادة والطاعة، وحضور الندوات الدينية في فترة العصرية، أو المشاركة في الحملات الخيرية، ويكون الليل بالنسبة له للصلاة التراويح والقيام وقراءة القرآن، إضافة إلى قضاء جزء من الليل برفقة الأصدقاء في المجلس، حيث يرى أن للمجالس الرمضانية نكهة خاصة ومميزة.
ويرى أن أبرز ما يميز شهر رمضان في هذا العام، هو تزامن مونديال كأس العالم مع الشهر الكريم «رمضان في هذا العام يتميز ببطولة كأس العالم، التي نعشق متابعة مبارياتها، إلى جانب السهر مع الأصدقاء والأهل، نظراً لإجازتي السنوية التي أخذتها في هذا الشهر مع عطلة المدارس الصيفية للتفرغ للطاعة والعبادة وللخروج والتنزه مع الأسرة».
ناصر العمري يرى أن استقبال شهر الخير لابد أن يكون بطريقة منظمة تليق بالشهر الفضيل «على الفرد أن يقضي جزءاً كبيراً من وقته في التقرب إلى الله، كأن يصل الأرحام، ويتسابق إلى المساجد، ويتنافس في قراءة القرآن، ويصلح بين المتخاصمين، والصدقة، إضافة إلى العادات البحرينية النابعة من طيبة أهلها، كالتزاور بين الجيران، وزيارة المجالس العامرة بالقيم والأخلاق الراقية، وتبادل أطباق الطعام قبل الإفطار مع الجيران، والبحث عن الفقراء لقضاء حاجاتهم، والجلوس أمام التلفاز في المنزل مع الأسرة لمشاهدة المسلسلات التراثية الهادفة والنبيلة».
وينصح بالابتعاد عن ما سماه الرفاهية الزائدة والمغريات في شهر رمضان، داعياً إلى العمل للارتقاء بشهر رمضان هذا العام عن طريق الابتعاد عن المؤثرات السلبية، والبحث عن الطرق السهلة واليسرية التي يتقبلها الناس لزيادة وعيهم وفتح أعينهم على ضرورة الإقبال على الطاعات أكثر والاتجاه إلى المنعطفات الإيجابية خلال الشهر الكريم، لتصبح عادة وسلوك قيم بعد رمضان.
ويتذكر رمضان في الأعوام السابقة ويقول «كانت المساجد لا تخلو من حلقات الذكر والذاكرين والقارئين والمعتكفين، وكانت القنوات الإذاعية والتلفزيونية المحلية الوحيدة تشجع على القيم الحميدة»، ويضيف «أما اليوم فالبعض يعتقد أن العبادة هي صورة في الإنستغرام لمصحف ومسبحة، أو دعاء وحديث ضعيف يرسله عبر الواتس أب من غير أن يتأكد من صحته أو حتى يقرأه، والآخر ينام النهار ويسهر الليل بين أحضان القنوات التجارية والخارجية الدخيلة على مجتمعنا النبيل التي تشجع على الرقص والنقص، خصوصاً أن الفنانين يعتبرن هذا الشهر هو موسم حصاد المسلسلات والمسابقات التي لا تولي هذا الشهر حرمته، ولا تحترم فيها قيم الأسر المحافظة».
واعتاد العمري في شهر رمضان المبارك أن يزور المجالس ويتبادل الزيارات مع الأقارب والجيران والمعارف، ويرى أن شهر رمضان هو شهر المعنويات وشهر التغيير إلى الأفضل ومحاسبة النفس، وشهر العمل على تجديد العلاقات وفتح الصفحات الجديدة نقية بيضاء في ا