عواصم - (وكالات): وافقت ميليشيات متناحرة تتقاتل من أجل السيطرة على مطار طرابلس على وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح لرجال الإطفاء بمحاولة السيطرة على حريق ضخم في مستودع للوقود أصيب بصاروخ.
في الوقت نفسه عثر في مدينة بنغازي شرق البلاد على 75 جثة معظمها لجنود بعد يومين من قتال اجتاح خلاله مقاتلون إسلاميون وميليشيات متحالفة معهم قاعدة عسكرية.
وكان القتال الذي اندلع على مدى الأسبوعين الأخيرين هو الأسوأ منذ الانتفاضة الشعبية عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي مما دفع حكومات غربية إلى أن تحذو حذو الولايات المتحدة والأمم المتحدة وتسحب دبلوماسييها من ليبيا.
وتبادلت كتيبتان لمقاتلين سابقين بالمعارضة تتمركزان في الأساس في بلدتي الزنتان ومصراتة قصف مواقعهما في طرابلس بصواريخ غراد ونيران مدفعية وقذائف على مدى أسبوعين ليحولا جنوب العاصمة إلى ساحة قتال.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة أحمد لامين إن الكثير من الوسطاء نجحوا في إقناع الميليشيات بالتوقف عن القتال بصفة مؤقتة وأنهم يحاولون حثهم على التفاوض. وأضاف أنه يأمل في موافقتهم على ذلك.
لكن فرنسا أغلقت سفارتها أمس وأجلت 30 من مواطنيها من طرابلس بعد بضعة أيام فقط من إجلاء السفارة الأمريكية لموظفيها ونقلهم براً عبر الحدود إلى تونس تحت حراسة عسكرية مشددة.
ولم يتضح ما إذا كان الحريق في مستودع المطار الذي يمد العاصمة بملايين اللترات من البنزين والغاز قد أصبح تحت السيطرة رغم تراجع حجم الدخان المنبعث من الحريق.
وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة والتي تمتلك شركة البريقة لتسويق النفط التي تدير الخزانات أنه ليس لديه أي جديد بشأن الموقف.
وبعد 3 أعوام من الإطاحة بالقذافي لا تزال الحكومة الليبية غير قادرة على فرض سلطتها على كتائب المقاتلين السابقين الذين ظلوا على درجة عالية من التسليح وغالباً ما يتحدون الدولة للضغط من أجل مطالب سياسية.
من جانبه، قال محمد المصراتي من الهلال الأحمر الليبي إن موظفي الهلال عثروا على أكثر من 50 جثة داخل القاعدة ويحاولون إخراجها. وذكرت تقارير أن 35 جثة نقلت إلى مستشفى بنغازي الرئيسي. وقالت مصادر في مستشفيات المدينة إنهم استقبلوا 25 جثة من القتال الدائر في أماكن أخرى.
واستولت قوات مجلس شورى بنغازي المؤلف من مقاتلين سابقين ومتشددين من جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة على قاعدة القوات الخاصة بعد قتال استخدمت فيه الصواريخ والطائرات الحرية وأسفر عن مقتل 30 شخصاً. وقال متحدث باسم اللواء المتقاعد خليفة حفتر إن قوات خاصة وقوات غير نظامية موالية لحفتر الذي شن حملة لتطهير بنغازي من المتشددين الإسلاميين انسحبوا إلى قاعدة جوية خارج بنغازي.
وتتهم السلطات مقاتلين من أنصار الشريعة التي تصنفها واشنطن على أنها جماعة إرهابية بالمسؤولية عن هجوم استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 وقتل فيه سفير الولايات المتحدة. من ناحية أخرى، قرر البرلمان الليبي الجديد المنبثق عن انتخابات 25 يونيو الماضي عقد «جلسة عاجلة» في طبرق شرق ليبيا كما صرح النائب أبو بكر بعيرة الذي سيترأس الجلسة الافتتاحية.
وقال بعيرة إنه من المفترض أصلاً أن يبدأ البرلمان مهامه في 4 أغسطس المقبل في بنغازي، «لكن نظراً للوضع الخطر في البلاد قررنا عقد جلسة عاجلة في طبرق».
ويتهم التيار الليبرالي الإسلاميين بإشاعة الفوضى في البلاد بغية منع البرلمان من بدء عمله.
ويعتبر بعض النواب والمراقبين أن الليبراليين فازوا بمقاعد أكثر من الإسلاميين الذين باتوا يسعون إلى تسجيل نقاط في ساحة القتال.
من جهة ثانية، أعلنت تونس أنها لا تستطيع استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين الليبيين الهاربين من المعارك الدائرة في بلادهم، وأنها قد تغلق الحدود البرية مع ليبيا إن «اقتضت المصلحة الوطنية ذلك».
وقال وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي «الوضع الاقتصادي في بلادنا هشّ ولا يمكن أن نتحمّل مئات الآلاف من اللاجئين ينضافون إلى أكثر من مليون ليبي موجودين في تونس. اقتصادنا لا يمكن أن يتحمل أكثر من هذا». وتابع «إن اقتضت المصلحة الوطنية غلق الحدود مع ليبيا، سوف نغلق الحدود» لافتاً إلى أن تونس هي دولة الجوار «الوحيدة» مع ليبيا التي لاتزال تفتح حدودها مع هذا البلد.