انطلق مساء أمس مهرجان صيف البحرين الذي جاء في نسخته السادسة بعنوان (صيفنا ألوان)، من خلال مدينة نخول ونخولة، التي دشنتها وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ووصفتها بأنها «مصنعٌ للذاكرة الجماعية»، مشيرة إلى أن «صيف البحرين رهاننا للفرح وسعينا لنسج الألفة عبر الثقافة».
مدينة نخول ونخولة التي باشرت أحداثها العائلية والترفيهية بدءاً من أمس والتي تستمر حتى أواخر شهر أغسطس 2014م، أعلنت عن مفاجآتها وأنشطتها لكل الأصدقاء والعائلات بتوقيت موسمها السنوي، حيث يتضمن البرنامج مجموعةً واسعةً من الفعاليات والأحداث الثقافية التي تشارك فيها العديد بلدان العالم، متقاسمةً مع البحرين تجاربها ومختبراتها الثقافية التي تتخذ أشكالاً مختلفة، منها: التجارب الفنية، ورش العمل، العروض المسرحية، الحكايات واللقاءات الثقافية والتفاعلية، حفلات استعراضية وموسيقى وغيرها.
وقالت وزيرة الثقافة في تصريح لها إنه «موعدنا السنوي للجمال والفرح والأمل. نحمل أمنياتنا بأن نجعل هذا الصيف ملوناً، ننسجم فيه جميعاً من كل الأوطان من أجل لقاءات ثقافية وعائلية(..)صيف البحرين رهاننا للفرح وسعينا لنسج الألفة مع العالم عبر الثقافة».
وأضافت أن «كل تجربةٍ في هذا الموسم هي محاولةٌ للتقريب والتواصل، فلدينا في البحرين ما يجمعنا دائماً مع بعضنا، وهذا الصيف قادرٌ على استبقائنا بموسيقاه وفنونه وأحلامه».
وأوضحت أن «مدينة نخول ونخولة هي مصنعٌ سنوي للذاكرة الجماعية(..) بدأ هذا المكان كخيمة وهو اليوم مدينة متكاملة ومجهزة لاستقطاب مختلف الشرائح والعائلات، في هذه المساحة مختبرات متواصلة ما بين الأخصائيين والفنانين والمثقفين وأصحاب التجارب المختلفة وجميع الزوار. هذا التواصل هو ما تصيغه المحبة من خلال الثقافة، وهذا المكان فرصتنا لاكتشاف المواهب والتعرف إلى أجمل النتاجات الثقافية والفنية للعديد من الدول التي تشاركنا فرحنا وألواننا».
هذه الانطلاقة عبر مدينة نخول ونخولة تبدأ مع صيف البحرين بنسجِ حلمها لأن تكون البحرين وجهةً ملائمة لجميع أفراد العائلة، وفضاءً للتواصل مع شرائح المجتمع على اختلافها عبر سلسلة من العروض المتنوعة التي تلتقي تحت سقفٍ واحدٍ في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، حيث تعبر عن نموذج راقٍ من التواصل الإنساني والتبادل الثقافي بين شعوب العالم التي تتجه في مساراتها باتجاه الترفيه والتنمية.
بداية التواصل مع شعوب العالم، كانت برفقة تركيا التي جاءت في زيارتها للبحرين هذا الصيف برفقة (فرقة الأطفال للرقص الشعبي) التي قدمت فيها جمعية أطفال الشمال سلسلةً من العروض الحية والجميلة التي تبرزُ أنواع الرقصات الشعبية التركيبة ومناسباتها. إلى جانب ذلك، بدأ الفنان التركي بورجو أريلمظ ورشته لتعليم فن القطع، والتي سعى من خلالها لنقل فكرة فن القطع وصناعة تصاميم فنية من الورق والجلد. وجسدت الورشة استدراجًا لأحد الفنون العثمانية التي تم اعتمادها لزخرفة الكتب لقرونٍ طويلة. وفي مواصلةٍ للفنون أيضاً، ابتكرت تركيا بمعية مجموعةٍ من فنانيها العديد من التماثيل الفنية التي تم تصنيعها من قِبَل المشاركين من خلال إعادة تدوير الأشياء المهمَلة والعادية.
بلاد الشام أيضاً كانت حاضرة في المدينة، إذ شارك نخبة من الفنانين السوريين بورشة (أنامل براقة)، أتيحَت فيها الفرصة للأطفال وذويهم لاستكشاف عددٍ من الفنون كالموسيقى والرقص والرسم. فيما كشفت اللبنانية سابين شكير عن أسرار التهريج في ساعةٍ من المتعة والمرح، نقلت فيها شكير فن التهريج وأسرار الحركات البهلوانية وعروض السيرك. ومن لبنان أيضاً كانت الفنانة فيدا أحمد التي تتقاسم تجربتها مع جمهور مدينة نخول ونخولة من خلال مجموعةٍ من الورش أسمتها (التنوع عبر الفنون)، كانت أولها ورشة بعنوان (معرض البورتريه الشخصي) التي انطلقت أمس، والتي خُصصَت لتعليم كيفية رسم الصور الشخصية الذاتية وإبراز الخصائص التي تجعل كل شخصٍ فريداً من نوعه.
أما المغرب العربي، فقد شارك المدينة في ورشة الطيران مع (أطفال زد زد) من المغرب، وركزت الورشة على نقل تخيلات الصغار من كائنات وحيوانات إلى أشكالٍ ذات أجنحة مصنوعة من الورق والمواد الأخرى في ورشة عمل مسلية. ومن تونس الخضراء، قدم الفنان ياسر جرادي ورشة نحت، اهتمت بتعليم المشاركين تقنيات النحت، التشكيل والتزيين باستخدام مادة الطين، وذلك من أجل تشجيعهم على ابتكار النحت الخاص بكل واحدٍ منهم، بعد المرور بتجارب حقيقية عن طريق أمثلة واقعية أو خيالية.
وبعنوان (اجعل مجتمعكَ جميلاً) قدم الفنان جون غولدن من المملكة المتحدة دعوةً للصغار وعائلاتهم للاعتناء بالتفاصيل والجماليات من خلال ورشة فنية فريدة لإنتاج أعمال تجميلية باستخدام تقنية الفسيفساء. كما نظمت (إيلين) ورشة (تخيل) التي تهدف إلى تطوير لغة بصرية مشتركة لتعلم قيمة الذات والآخرين، ومعرفة القواسم المشتركة ما بين الجميع بالإضافة إلى ملامح الاختلاف.
الفنون بألوانها وأنماطها أيضاً في مساحات تجريبٍ مفتوحة للكبار حاضرة في مدينة نخول ونخولة، وذلك عبر عروض رسمٍ حية، يلتقي فيها المشاركون بنخبة من الفنانين لتعلم مختلف أنواع الرسم والتلوين. وجسدت هذه الورشة فرصةً للتقارب والتفاعل مع فنانين تشكيلين من البحرين، قطر، السعودية، الكويت، الإمارات، مصر، تونس، تركيا والمملكة المتحدة. فيما قدمت مجموعة أخرى من الفنانين البحرينيين والسعوديين عرضاً لرسم الغرافيتي في ذات الفضاء.
وفي سياقِ كل تلكَ الأحداث، شهدت مدينة نخول ونخولة مساء أمس انطلاق مجموعة من الأنشطة والألعاب التي ستستمر طيلة فترة المهرجان، وتشمل: الرقص التفاعلي، تسلق الجدران وألعاب إلكترونية حديثة من خلال شاشات اللمس. كذلك انطلقت أنشطة ألعاب (الليغو) في إطار ورشٍ ممتعة ومسلية لتحريك المخيلة وإطلاق الإبداع. كما كان بموازاة كل هذا، برنامجٌ مخصصٌ للرقص والموسيقى، يندمج فيه المشاركون في سلسلة من الحصص التفاعلية لتعليم الأطفال مختلف الرقصات، والذي يتم فيه تصوير المشاركين وإعادة بث العرض أمام الجمهور. إلى جانب ذلك، تستمر أيضًا مجموعةٌ من الفنون والحِرَف المسلية، التي يمكن للصغار فيها اللعب بالصلصال، تلوين الأشياء، الرسم بالأصابع، فن الترخيم، عمل مذكرات فنية، صنع الغيوم من القطن والصوف، عروض أفلام يومية وغيرها من الوِرَش الحِرَفية والتي يقدمها عددٌ من فناني البحرين وتركيا.
وبدأت أمس ورشة فن الطباعة مع الفنان أحمد إمام، الذي اندمج معه المشاركون في أولى ورشه (طباعة السلك الحريري على الأقمشة)، وكذلك ورشة الخط العربي الحر مع بوكسوبيا.
الجدير بالذكر أن شخصية نخول تمثل أيقونةً جميلةً لفكرة النخلة البحرينية، باعتبار نخول حفيدَ بلدِ المليون نخلة، وقد ارتبطت هذه الشخصية بمهرجان صيف البحرين منذ انطلاقه في العام 2009م، واتسعت عائلته لاحقاً حينما انضمت إليه نخولة في صيف البحرين 2013م.