بقلم - الشيخ زياد السعدون:الجفاف العاطفي، هكذا يسميه الاختصاصيون في مجال التربية الأسرية والعلاقات الزوجية، وهو كذلك لأن الحياة الزوجية إذا توقفت عنها أمطار الحب، مات ربيع الود، وأجدبت أرض وبيت الزوجية، وتصحرت طرق الوصال بين الزوجين، فلا تنبت إلا أشواكاً، الأمر الذي يجعل الحياة مريرة، حلوها مر، وصفوها كدر، وأكثر من يصابون بهذا الجفاف هم الرجال وبعض النساء، فلا يمكن لحياة زوجية أن تكون سعيدة، إلا بالكلمة الطيبة والابتسامة الحانية، والنظرة المعبرة، وقد جعل الله عز وجل ذلك من الآيات الدالة على وجوده، حيث قال سبحانه «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، وقد تجد بعض الأزواج والزوجات، يعيشون حياة زوجية قد تتعدى الـ60 سنة، ولا يجري على لسان أحدهم كلمة حب، أو همسة ود، بل الأشد من ذلك، حين يلتقون على فراش الزوجية يصابون بالخرس، مع علمنا أن النساء قد جبلن على محبة استماع كلمات الود والغزل من أزواجهن، ومن السنن التي علمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للناس أن الرجل إذا أحب شخصاً ما، عليه أن يخبره بذلك، فما بالك بالزوجة، ولذا لم يتردد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سئل من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، وكان عليه الصلاة والسلام يعبر عن مشاعره تجاه نسائه، قولاً وعملاً، حتى السيدة خديجة رضي الله عنها لما ماتت، لم يمت حبها في قلب رسول الله، بل كان يذكرها ويثني عليها، إذ لا تحلو الحياة ولا يطيب نعيمها إلا بكلمات الود والحب بين الزوجين، وهذا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، دخل يوماً على السيدة فاطمة رضي الله عنها، وبيدها سواك تستاك به، فأحب أن يعبر عن حبه لها فأخذ السواك، وقال: حظيت يا عود الأراكِ بثغرهاأما خفت يا عود الأراك أراكَلو كنت من أهـل القتال قتلتكما فـاز منـي يا سواكُ سواكَ
970x90
970x90