عواصم - (وكالات): يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، فيما شنت طائراته الحربية غارات عنيفة على منازل ومساجد ومؤسسات خاصة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، فضلاً عن إلحاق دمار أوسع بالمنازل وبالبنية التحتية. وكان آخر الغارات، غارة على مدرسة «بنات المغازي» التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وسط قطاع غزة، فيما تواصل سحب جثث الشهداء من تحت الأنقاض في مناطق بالقطاع، خاصة خان يونس. في غضون ذلك، أكدت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تسحب قواتها من غزة قبل أن تنجز مهمتها المتمثلة بتدمير شبكة الأنفاق رغم انتقادات الأمم المتحدة الشديدة بسبب الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين. واستؤنفت عمليات القصف على غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة 430 فلسطينياً، كما استشهد 13 متأثرين بجروح أصيبوا بها في هجمات سابقة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وفي اليوم الـ 24 للعدوان، بلغت حصيلة الشهداء الفلسطينيين 1422 لتتخطى عدد الشهداء الذين سقطوا في عملية «الرصاص المصبوب» الإسرائيلية، وهي الأعنف على القطاع نهاية 2008.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن «حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة المستمر لليوم الـ25 على التوالي بلغت 1422 شهيداً منهم 324 طفلاً و166 امرأة و60 مسناً إضافة إلى 8265 جريحاً».
وفي الجانب الإسرائيلي قتل 56 جندياً ما يشكل أعلى خسائر تلحق بالجيش منذ حربه في لبنان عام 2006.
واستشهد أمس الأول نحو 120 فلسطينياً في قطاع غزة بينهم ضحايا القصف الإسرائيلي على سوق في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ومدرسة الأونروا في جباليا التي لجأ إليها فلسطينيون هرباً من القصف.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه سكان القطاع من تردي الأوضاع الإنسانية عقب قصف الاحتلال محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، وقالت تقارير إن انعكاسات ذلك لا تشمل فقط الجوانب الحياتية البسيطة، بل تتعداها لما هو أهم من ذلك، وهو قطاع الصحة.
وبيّنت أن المستشفيات تعاني من نقص في المستلزمات الطبية مع خوف من نفاد السولار لتشغيل مولدات الكهرباء، ولفتت إلى أن الطواقم الطبية تعمل لساعات متواصلة منذ أيام في ظل تزايد أعداد الشهداء والجرحى مع كل قصف جديد. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل بدء اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة في تل أبيب أن إسرائيل ستواصل تدمير الأنفاق في قطاع غزة سواء تم التوصل إلى وقف إطلاق نار أو لم يتم الاتفاق عليه.
وقال نتنياهو «نحن مصممون على إتمام المهمة سواء مع وقف إطلاق النار أو بدونه، ولن نوافق على أي مقترح لا يسمح للجيش الإسرائيلي بإنهاء هذا العمل». وبحسب قائد المنطقة الجنوبية سامي تورجمان فإن ذلك أصبح «مسألة أيام». وأضاف نتنياهو «يواصل الجيش التحرك بكل قوته حتى يقوم الجنود بالقضاء على الأنفاق التي يمكن استخدامها لخطف وقتل مواطنين إسرائيليين من خلال شن هجمات متعددة على أراضينا».
وشدد نتنياهو أيضاً على أن الجيش لا يستطيع «ضمان النجاح بنسبة 100%» في تحديد مواقع الأنفاق «مع أن جنودنا حققوا نجاحات مثيرة للإعجاب».
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تدمير الأنفاق ليس سوى «الخطوة الأولى من نزع السلاح في قطاع غزة». من جهته أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه لا يزال يأمل بالتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، لكنه رفض توقع موعد حصول ذلك.
وخلال زيارته إلى الهند، قال كيري إنه لا يزال يتواصل عبر الهاتف مع الأطراف المعنية في الشرق الأوسط بهدف إنهاء النزاع. وأكد أن «الولايات المتحدة تحافظ على الأمل بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار» وفي أقرب وقت ممكن. وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، قال مدير منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بيار كرينبول لمجلس الأمن الدولي أن الفلسطينيين في قطاع غزة باتوا «على حافة الهاوية». وفي اتصال عبر الفيديو مع مجلس الأمن، دعا كرينبول المتواجد في غزة المجتمع الدولي إلى «اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الوضع البالغ القسوة». وأعلن البيت الأبيض أنه شبه متأكد أن القصف الذي طاول مدرسة للأمم المتحدة مصدره الجيش الإسرائيلي. وفي جنيف نددت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي بما اعتبرته «تحدياً متعمداً» للقانون الدولي من جانب إسرائيل في هجومها على قطاع غزة. ونددت بيلاي بالهجمات على المنازل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الأمم المتحدة قائلة أمام الصحافيين «لا شيء من هذه الأمور يبدو لي عرضياً، يبدو وكأنه تحد متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على إسرائيل». وتابعت «لا يمكننا التسامح مع هذا الإفلات من العقاب». كما دعت دول العالم لمحاسبة إسرائيل على ارتكابها المحتمل لجرائم حرب.
كما دان الاتحاد الأوروبي قصف مدرسة «الأونروا» في القطاع وطالب بإجراء تحقيق فوري لكشف المسؤولين عن هذا العمل «غير المقبول». واستشهد 16 فلسطينياً في انفجار قذيفتين أطلقتا على مدرسة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، وهي إحدى مدارس الأمم المتحدة الـ 83 التي تستخدم في استقبال المدنيين الهاربين من المعارك.
واستدعت إسرائيل في وقت سابق 16 ألف جندي إضافي من قوات الاحتياط لتعزيز قواتها التي تنفذ عمليات عسكرية عدوانية داخل قطاع غزة منذ 17 يوليو الماضي.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن «الجيش أصدر 16 ألف أمر تعبئة إضافي للسماح بتبديل القوات على الأرض، ما رفع عديد جنود الاحتياط إلى 86 ألفاً».
ويأتي أمر الاستدعاء بعدما أعلنت واشنطن موافقتها على تزويد إسرائيل بكميات جديدة من الذخائر لتعويض تراجع مخزوناتها رغم الإدانة الأمريكية الشديدة للقصف الذي استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في جباليا، شمال قطاع غزة. وحثت منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة على وقف إمداد إسرائيل بالأسلحة. وقالت في عريضة وجهتها إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «لقد آن الأوان للحكومة الأمريكية لكي تعلق نقل أسلحة إلى إسرائيل والسعي لفرض حظر دولي على الأسلحة إلى كل أطراف النزاع».
وفي طهران، أكد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني أن نزع «سلاح المقاومة وهم لن يتحقق» وحث حركة حماس في غزة على تكثيف عملياتها ضد إسرائيل متوعداً برد «في الوقت المناسب».
وقام وفد إسرائيلي يضم شخصين في وقت متأخر مساء أمس الأول بزيارة إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن التوصل إلى تهدئة في النزاع مع حماس. ولم يصدر أي تصريح حول نتيجة هذه الزيارة التي يفترض أنها استمرت بضع ساعات.
وفي وقت لاحق، دعا مجلس الأمن الدولي إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار» في قطاع غزة، مطالباً أيضاً بـ «هدنات إنسانية» لإغاثة السكان.
كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه لايزال يأمل بالتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة ولكنه رفض توقع موعد حصول ذلك. وأعلنت واشنطن موافقتها على تزويد إسرائيل بكميات جديدة من الذخائر لتعويض تراجع مخزوناتها. من جانبها، طلبت إسبانيا قراراً من مجلس الأمن الدولي لوضع حد «لمجازر غزة» وحذرت من نزاع «قد يمتد إلى منطقة تكاد أصلاً أن تنفجر». وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل مرغايو أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان أن الحكومة الإسبانية طلبت «وقف إطلاق نار فوري لوضع حد للمجازر الدائرة في غزة».
وقال «إننا أمام كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في القرن الحادي والعشرين» مؤكداً أن ذلك النزاع «قد يمتد إلى منطقة تكاد أصلاً أن تنفجر». وقالت كوبا إنها «تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الجديد» على قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي إلى «المطالبة بوضع حد فوري له».
في شأن متصل، أدرجت بوليفيا إسرائيل على قائمة الدول الإرهابية بسبب عدوانها على قطاع غزة.