عواصم - (وكالات): أعلنت مصادر معارضة سورية مقتل عدد من مقاتلي «حزب الله» الشيعي اللبناني أمس في جرود القلمون في ريف دمشق عقب كمين نصبه لهم مقاتلو الجيش الحر، في حين سقط عدد من الجرحى إثر سقوط براميل متفجرة على حي الشعار في حلب. وأوضحت المصادر أن مقاتلي المعارضة سيطروا أيضاً على موقع لقوات النظام في محيط بلدة فليطة بالقلمون وقتلوا 6 عناصر.
وتدور هذه المعارك في منطقة تقع بين بلدتي عرسال اللبنانية ويبرود السورية، حيث قام الجيش السوري بمساندة مقاتلي «حزب الله» بالسيطرة على منطقة القلمون منتصف أبريل الماضي بعد أشهر من المعارك الطاحنة مع قوات المعارضة. ويشارك حزب الله في الحرب السورية إلى جانب قوات النظام، وقد سقط من أفراده المئات، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عدد قتلى الحزب في سوريا تجاوز ألف شخص.
وفي دمشق، دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في حي جوبر أسفرت عن مقتل عنصرين من الأخيرة.
في غضون ذلك، يواجه تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» الذي شهد نفوذه تصاعداً سريعاً منذ يونيو الماضي، انتفاضة سنية شرق سوريا، بينما تستعر المعارك بينه وبين المقاتلين الأكراد شمال البلاد، في مواجهات تضفي تعقيدات جديدة على النزاع السوري المتعدد الجبهات. ففي محافظة حلب، استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية الذين يتمسكون باستقلالية مناطقهم بعض مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف مدينة كوباني «عين العرب» الحدودية مع تركيا بعد معارك عنيفة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل في المواجهات 14 مقاتلاً كردياً و35 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية». ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مساحات واسعة شمال سوريا وشرقها محاذية لمناطق أخرى تحت سيطرته في شمال العراق وغربه. وتشكل كوباني جيباً داخل هذه المنطقة على الحدود السورية التركية. ويسعى تنظيم «داعش» إلى الاستيلاء عليها. وتمكن خلال الأسابيع الأخيرة من السيطرة على قرى عدة في ريف المدينة. كذلك، يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى التوسع في محافظة الحسكة التي يتقاسم السيطرة عليها مع الأكراد وبعض الكتائب المقاتلة ضد النظام السوري وقوات النظام التي تتواجد خصوصاً في مدينة الحسكة، مركز المحافظة.
وشرق البلاد، أفاد المرصد باشتباكات عنيفة بين «داعش» ومسلحين عشائريين سنة. وبدأت المعارك الثلاثاء الماضي بعد أن أقدم التنظيم المتطرف على اعتقال 3 من أبناء عشيرة الشعيطات في بلدة الكشكية في ريف دير الزور، «متجاوزين الاتفاق الذي تم بين التنظيم وأبناء عشيرة الشعيطات والذي نص على تسليم الأسلحة للدولة الإسلامية والتبرؤ من قتال «الدولة» مقابل عدم التعرض لأبناء هذه البلدات»، بحسب ما أورد المرصد.
ورداً على ذلك، شن مسلحون عشائريون من بلدات الكشكية وأبوحمام وغرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات فجر أمس هجوماً على دورية لتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة أبوحمام، وعلى مقر لتنظيم الدولة في بلدة الكشكية. واندلعت اشتباكات على الإثر بين الطرفين قتل فيها 5 مقاتلين من «الدولة الإسلامية»، أحدهم بلجيكي. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أطلق أعضاء في عشيرة الشعيطات التي تشتبك مع التنظيم المتطرف حملة تحت عنوان «الشعيطات تنتفض على داعش». وبث أعضاء في عشيرة الشعيطات وناشطون صوراً لجثث مقاتلين ولأسرى من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي ريف دمشق، ارتفع إلى 17 بينهم 3 أطفال وامرأتان، عدد الذين قتلوا جراء قصف لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما، بحسب المرصد. كما تسبب القصف بإصابة العشرات.
وفي نيويورك، عبرت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس عن أملها في أن تواصل الوكالات الإنسانية «في الأيام المقبلة» إيصال مساعدات للمدنيين السوريين من طريق تركيا أو الأردن، وذلك بعد عبور قافلة مساعدات أولى في 24 يوليو الماضي إلى سوريا عبر معبر باب السلامة مع تركيا. من ناحية أخرى، كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الانتحاري الأمريكي الذي يدعى أبوهريرة الأمريكي والذي فجر نفسه ضد تمركز للقوات النظامية شمال غرب سوريا عاد إلى الولايات المتحدة بعد تدريبه وقضى فيها عدة أشهر قبل تنفيذ عمليته. ويعد منير محمد أبو صالحة أول مواطن أمريكي يقوم بتنفيذ عملية انتحارية منذ بداية الصراع في سوريا منتصف مارس 2011.
وقام الشاب بتنفيذ تفجير انتحاري في 25 مايو الماضي استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة إدلب، واعترفت الولايات المتحدة بعد 6 أيام من العملية بأن المنفذ يحمل الجنسية الأمريكية.
من جهة أخرى، قدمت الولايات المتحدة مساعدة إنسانية إضافية للضحايا المدنيين للحرب في سوريا قيمتها 378 مليون دولار، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مندداً في بيان «بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث». وترفع هذه المساعدة الإضافية إلى «أكثر من 2.4 مليار دولار» قيمة المساعدة الإنسانية التي قدمتها واشنطن والمخصصة «لنحو 11 مليون سوري يجاهدون من أجل البقاء أحياء» في بلادهم أو في بلدان مجاورة، بحسب كيري.