1600 شهيد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
استشهاد فلسطينيين وإصابة 73 برصاص إسرائيلي في طولكرم
إسرائيل تعلن مقتل 63 من جنودها وتتهم «حماس» بأسر ضابط صف
كيري يطلب مساعدة قطر وتركيا للإفراج عن الجندي الإسرائيلي
أوباما يحمل حماس مسؤولية فشل الهدنة ويطالبها بإطلاق الجندي الأسير
مصر تؤكد أن دعوتها لمباحثات
حول هدنة في غزة قائمة

عواصم - (وكالات): لم تصمد التهدئة الإنسانية التي أعلنت في قطاع غزة صباح أمس أكثر من بضع ساعات، حيث تواصل حمام الدم نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر الذي حصد 160 شهيداً أمس، بينما ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في رفح راح ضحيتها 62 شهيداً و250 جريحاً، في حين أعلنت إسرائيل مقتل اثنين من جنودها وأسر ثالث خلال معارك غزة، كما استشهد فلسطينيان خلال مواجهات مع جيش الاحتلال بالضفة خلال تظاهرات مناهضة للعدوان على القطاع. وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات حول انتهاك وقف إطلاق النار.
وسارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتهام «حماس بارتكاب انتهاك فاضح لوقف إطلاق النار» في حين أكد الجيش الإسرائيلي انتهاء العمل بالتهدئة مع حماس في قطاع غزة معلناً مقتل اثنين من جنوده ومرجحاً أن يكون أحد ضباطه قد وقع أسيراً بأيدي المقاتلين الفلسطينيين برفح.
وقال الجيش لاحقاً إن العسكري هو ضابط صف يدعى هدار غولدن وعمره 23 عاماً. وارتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى إلى 63 جندياً. وفي وقت لاحق، استشهد 5 فلسطينيين بينهم طفلان وامرأة في قصف إسرائيلي لمناطق عدة في قطاع غزة، وفق المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، حيث ارتفع إلى «1600 عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي».
كما استشهد فلسطينيان في مواجهات مع الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية، الأول في مدينة طولكرم شمال الضفة إثر صلاة الجمعة، والثاني في قرية صفا غرب رام الله، كما أصيب 73 بينهم 35 بالرصاص الحي، في المواجهات التي شملت كافة أنحاء الضفة إثر مسيرات تضامنية مع قطاع غزة. وفي القاهرة، قال نائب المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق إن «أي عملية تمت، جرى تنفيذها قبل بداية وقف إطلاق النار».
وأفاد أبو مرزوق بأن أي إعلان عن خطف جنود لا بد أن يتم عن طريق الجناح العسكري لحماس «كتائب عز الدين القسام»، لكنه لم ينف أن مسلحي حماس خطفوا الجندي. وأشار أبو مرزوق إلى أن حماس لاتزال ترغب في الالتزام بهدنة الـ 72 ساعة إذا ما التزمت إسرائيل بها. وأوضح بيان للجيش الإسرائيلي أن «إسرائيل تعلن أن حماس أنهت بذلك وقفاً إنسانياً لإطلاق النار ومنعت سكان غزة من الاستفادة منه». ووعد البيان «بالقيام بتحركات كبيرة رداً على حماس والمنظمات الأخرى في قطاع غزة». وحملت حماس التي تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، إسرائيل مسؤولية استئناف الأعمال العسكرية. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم إن «الاحتلال هو الذي انتهك وقف إطلاق النار». وأضاف أن «المقاومة الفلسطينية تحركت باسم حقها في الدفاع لوقف المجازر التي تطاول شعبنا». وقالت كتائب عز الدين القسام في بيان صحافي «العدو يدعي كذباً أن المقاومة هي من خرقت التهدئة».
وأوضح البيان «نحن نؤكد أنه وعلى مدى الأيام العشرين الماضية لم يكن هناك تواجد لأي جندي صهيوني في المنطقة الشرقية لرفح، إلا أنه وبعد الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئة فإن العدو بدأ بالتحرك في تلك المنطقة، وتوغل صباح أمس شرق رفح مسافة كيلومترين ونصف».
وأضافت «أمام هذا التقدم الصهيوني فقد قام مجاهدونا قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ بالاشتباك مع القوات المتوغلة وأوقعوا في صفوفهم عدداً كبيراً من القتلى والجرحى». ودعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تركيا وقطر إلى استخدام نفوذهما في تحقيق الإفراج عن الجندي الإسرائيلي. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الإفراج فوراً وبلا شروط عن الجندي الإسرائيلي الأسير. وفي وقت لاحق، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حركة حماس «في أسرع وقت ممكن» و«من دون شروط»، داعياً في الوقت نفسه إلى مزيد من الجهود لحماية المدنيين في غزة. واعتبر أنه سيكون من «الصعب جداً» التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ما لم تلتزم حماس الوفاء بتعهداتها.
وتجدد القصف الإسرائيلي بقوة بعد هذه التطورات وأعلن عن استشهاد 62 فلسطينياً وإصابة العشرات في قصف على شرق رفح.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة «ارتفع عدد الشهداء في مجزرة رفح إلى 62 شهيداً وأكثر من 350 جريحاً جميعهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء وكبار السن».
وذكرت تقارير أنه بعد ساعتين على بدء التهدئة دوت صفارات الإنذار في الأراضي المحتلة لتحذير السكان من إطلاق صاروخ من موقع قريب من رفح، وردت عليه المدفعية الإسرائيلية.
وقبل بدء سريان هذه التهدئة الإنسانية، سجل قصف مكثف وإطلاق صواريخ كما أفادت التقارير في غزة.
والتهدئة كانت الأولى التي يوافق عليها طرفا النزاع، إسرائيل وحركة حماس، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 8 يوليو الماضي. وكان الإعلان عن التهدئة صدر ليلاً في بيان مشترك بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال كيري إن إسرائيل وحماس توافقتا على «وقف لإطلاق النار دون شروط مسبقة وقابل للتمديد» في قطاع غزة لمدة 72 ساعة اعتباراً من صباح أمس. وأضاف كيري الذي يقوم بزيارة لنيودلهي أن الجانبين سيباشران مفاوضات في القاهرة موضحاً أن وقف النار سيستمر لـ 72 ساعة «إلا إذا تم تمديده». ولفت إلى أنه «خلال هذه الفترة ستبقى القوات على الأرض في مكانها».
وقبل بدء العمل بالتهدئة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 من جنوده مساء أمس الأول بقذائف أطلقها فلسطينيون على الجانب الآخر من الحدود.
وإلى جانب وقف الضربات الإسرائيلية، تطالب حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع ورفع الحصار المفروض عليه منذ عام 2006.
ودعا مجلس الأمن الدولي أيضاً في بيان رئاسي إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار» في قطاع غزة، مطالباً أيضاً بـ «هدنات إنسانية» لإغاثة السكان. ورغم هذه التطورات الميدانية أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكل الوفد الفلسطيني الذي سيتوجه إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول وقف لإطلاق النار في غزة مهما كانت الظروف».
وسيضم الوفد 12 ممثلاً عن حركة فتح بزعامة عباس وعن حماس التي تسيطر على قطاع غزة وعن حركة الجهاد الإسلامي. في موازاة ذلك، أكدت مصر أن الدعوة التي وجهتها إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية لإجراء مفاوضات في القاهرة حول تهدئة في قطاع غزة «لا تزال قائمة» داعية الطرفين للالتزام بهدنة إنسانية كانت مقررة لمدة 72 ساعة منذ صباح الجمعة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن «الدعوة التي وجهتها للسلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية لإرسال وفديهما التفاوضيين إلى القاهرة لبحث كافة القضايا ذات الاهتمام لكل منهما ضمن الإطار الذي تناولته المبادرة المصرية لاتزال قائمة». وسارع البيت الأبيض إلى تحميل حماس مسؤولية سقوط التهدئة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية إن «الإسرائيليين أعلنوا أن وقف إطلاق النار انتهك وأن عناصر من حماس استخدموا بشكل ظاهر التهدئة الإنسانية لمهاجمة جنود إسرائيليين وحتى أسر رهينة. وهذا يشكل انتهاكاً همجياً لاتفاق وقف إطلاق النار». كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى احترام التهدئة مجدداً في غزة وذلك بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي انتهاء العمل بها.
وقالت المتحدثة الدبلوماسية باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانسيتش «نعتبر أنه من الضروري إعلان وقف لإطلاق النار واحترامه ووقف سقوط قتلى من المدنيين». ورأى المنسق الخاص للشرق الأوسط روبرت سيري أنه إذا ما تأكد خطف الجندي الإسرائيلي «فإنه سيشكل انتهاكاً خطيراً للوقف الإنساني لإطلاق النار، من قبل المقاتلين الفلسطينيين، ويجب إدانته بأقسى العبارات».