عواصــــم - (وكالات): طــــرح مجلـــس الحكماء والشورى في ليبيا مبادرة لتسوية الصراع العسكري الدائر في البلاد تشمل إعلان طرابلس وبنغازي مدينتين خاليتين من مظاهر التسلح، حسبما قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وتشهد ليبيا تصعيداً منذ شهر تقريباً بين الفصائل المتناحرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات وإجبار عدد من الدول على إجلاء دبلوماسييها ومواطنيها. وبحسب الوكالة الرسمية، فإن مبادرة مجلس الحكماء نصت على «إيقاف إطلاق النار من جميع الأطراف المتنازعة» ليتمكن المجلس من الحوار مع هذه الأطراف كافة.ويهـدف الحوار إلى التوصل إلى حلـــول تضمن بسط سيطرة الدولة وضمــان هيبتها وتسليم كل المواقع التابعة للدولة إلى جهات الاختصاص المتمثلة في وزارة الداخلية والجمارك والموانئ وتسليم المعسكرات لرئاسة الأركان.وتتضمن المبادرة، إعلان بنغازي وطرابلس مدينتين خاليتين من مظاهر التسلح، مع تحديد إطار زمني لتنفيذ بنود هذه المبادرة بالتزامن مع تسليم المواقع من الأطراف المتنازعة.وتشمل نصوص المبادرة وقف جميع الحمـــلات الإعلاميـــة التـــي تطلقهـــا القنوات التابعة للأطراف المتنازعة اعتباراً من إعلان المبادرة. وكان اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر أعلن أن قواته انسحبت «تكتيكياً» من بعض مواقعها في مدينة بنغازي، شرق ليبيا. ونفى أن تكون الميليشيات الليبية قد سيطـــرت على بنغازي، ثاني أكبر مدينة في ليبيا. ونقلت تقارير عن حفتر قوله إن ما وصفه بادعاء الميلشيات الليبية سيطرتها على مدينة بنغازي «محض أكاذيب وافتراء». ووصف انسحاب قواته من بعض مواقع تمركزها بـ«الموقف التكتيكي تمهيداً لمزيد من المعارك». وتقاتل الميليشيات القوات الموالية لحفتر، الذي يشن حملة يقول إنها تستهدف التخلص من الميليشيات المتطرفة والإرهابيين. وتنتمي الميليشيات التي تسيطر على بنغازي إلى مظلة عامة تسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي» وتنضوي تحتها ميليشيات مختلفة.وقالت وزارة الصحة الليبية إن عدد القتلى في طرابلس منذ تصاعد العنف في الشهر الماضي بلغ 214 شخصاً بينما أصيب أكثر من 981 آخرين.ووصل القتال بين الكتائب المتنافسة في ليبيا خلال الأسبوعين الماضيين إلى أسوأ مراحله منذ الحرب الأهلية التي أطاحت معمر القذافي عام 2011 مما دفع بعض الدول الغربية إلى أن تحذو حذو الولايات المتحدة والأمم المتحدة وتسحب دبلوماسييها من ليبيا. فقد أعلنت إسبانيا أنها ستسحب سفيرها وموظفي سفارتها من ليبيا مؤقتاً خشية انزلاق ليبيا نحو هاوية الفوضى بسبب الاشتباكات المستمرة بين الميليشيات المتناحرة.وجرى إجلاء 29 إسبانياً يعيشون في ليبيا وعائلاتهم من البلاد.في الوقت ذاته، وصل 50 شخصاً بين فرنسيين وبريطانيين وتونسيين أجلاهم الجيش الفرنسي من ليبيا إلى ميناء طولون العسكري، جنوب شرق فرنسا، ورووا كيف تفاقم الوضع هناك وعملية إجلائهم ليلاً في زوارق.من جهة ثانية، تقف ليبيا التي تشهد مدنها الرئيسة تزايداً في الانفلات الأمني على شفا «انهيار كامل للخدمات الصحية» بعد إعلان آلاف العناصر الطبية الأجنبية عزمهم المغادرة منها نتيجة الاضطرابات المتزايدة والخطر المحدق، كما صرح مسؤولون.
970x90
970x90