قال مدمنون على تناول المخدرات، أنهم بدئوا التعاطي خلال المرحلة الثانوية، مشيرين إلى أنهم ينفقون من 400 الى 600 دينار شهرياً على المخدرات.
وذكروا لـ «الوطن» أن نسبة لمتعاطين ازدادت، بحسب ما يتناقل المروجون، ما أدى لارتفاع أسعارها، فضلا عن اضطرارهم للانتظار طويلاً لتلبية طلباتهم.
وأشاروا إلى أنهم يحصلون على المخدرات من بعض المروجين، بالقرب من «برادات» أو «حدائق عامة» محددة.
وذكر «ز.ا» (21 سنة) إنه بدأ بالتعاطي في السنة الثانية من المرحلة الثانوية بعد انفصال والديه، فأصبح وحيداً يتقاذفه والداه، لحين تعرفه على «شلة» من الشباب اللذين جروه إلى التعاطي مجاناً لأكثر من عام، ليصبح بعدها يدفع أموالاً طائلة مقابل تلك الآفة.
وأشار إلى أنه أدمن «الحشيش» ثم الهروين، ورغم غلاءها إلا أنه يدفع الأموال مقابل الحصول عليها، وأنه أصبح لا يستطيع مفارقتها نهائياً، حيث حاول سابقاً الدخول إلى مصحات للتعافي، ولكن سرعان ما يعود إليها بعد الخروج من المستشفى.
وبين أنه وبعد فترة من فقدانه للعمل، أصبح يروج للمخدرات، ثم ترك الترويج بعد أن كاد أن يقع في كمين لمكافحة المخدرات، مشيراً إلى أنه قرر العودة للمقاعد الدراسية، لكن «مع المخدرات».
وتابع «أصبحت جزءاً من حياتي، أحاول التخلص منها، ولا استطيع، تعايشت معها، ولازلت أتعاطاها وكأني أشرب الماء، أريد التخلص منها، وليس هناك من مساعد».
وذكر «ز.ا» إنه تناول أول سيجارة حشيش وكاد أن يغمى عليه، ثم أصبح يعتاد عليها حتى أدمنها، ولما أصبحت لا تكفيه، انتقل إلى الهروين.
من جانبه، قال «أ.ع» (24 سنة): تعاطيتها في الأول ثانوي، عندما قال لي أحدهم في فسحة المدرسة، جرب هذه السيجارة، وبعدها دخلت في عالم المخدرات، لانتقل من نوع لآخر، والآن أنا أتعاطى أكثر من نوع بحسب الميزانية.
وأشار إلى أنه ينفق حالياً أكثر من 400 دينار بحريني على المخدرات نظراً لارتفاع سعرها مؤخراً، نتيجة للعمليات التي قامت بها إدارة مكافحة المخدرات، والتي اسفرت عن إلقاء القبض على العديد من المروجين، لافتا الى انها ورغم غلاءها مازالت متوافرة.
وبين أن عدد المتعاطين في تزايد بحسب ما يرويه له المروج الأصلي، والذي عادة ما يبرر ارتفاع الأسعار بزيادة الطلب عليها، مشيرا إلى أنه لا ينفق كثيراً على حياته بالقدر الذي ينفقه على المخدرات.
وأوضح أن عائلته «تعبت كثيراً» وهي تدخله من مصحة لأخرى، دون جدوى، إلى أن قالت له «تعاطى ولكن لا تفضحنا»، وهي التي فتحت له الباب بشكل أكبر، وأصبح أكثر راحة مادياً.
وأشار إلى أن أصدقاءه اللذين يحيطون به في مقر منزلهم القديم هم من يجرونه إلى التعاطي مجدداً، رغم أنهم انتقلوا إلى منطقة أخرى أفضل، معبراً عن أمله في أن يتخلص منها، مضيفا: «ليس لدي ما يزعجني، وأنا أشعر أن عليَ تركها، والدي ينفق علي، ووالدتي تحبني كثيراً، يجب أن لا أقوم بهذا الفعل مجدداً».
بدوره بين أحمد أن سبب إدمانه على المخدرات بعيد تماماً عنهم، حيث أدمنها في المرحلة الثانوية التي درسها في إحدى الدول الخليجية، حيث تناولها على أنها حبة تزيد من تركيزه، ليكتشف لاحقاً أنها حبوب كابتغون.
وأشار إلى أنه وبعد أن أصبح مدمناً على المخدرات عاد إلى البحرين، ليجد ضالته مجدداً، حيث أصبح ذو خبرة في معرفة المروجين وأشكالهم، وأين حتى يقفون، وعادة ما تكون في الأحياء الشعبية وعند «برادات» قديمة أو قرب المنازل المهجورة.
وأوضح أن بعض «الفرجان» في مختلف المناطق مشهورة بأنها للمدمنين ويمكن الحصول بسهولة على المخدرات منها، مبيناً أنه ينفق حوالي 600 دينار شهريا عليها، ويصرفها من عمله.
وذكر إنه لا يعاني من أي أمر سوى المخدرات، وهو يحاول التخلص منها بين فترة وأخرى، حيث استطاع لمدة عامين أن يتوقف عن التعاطي، لكن عاد إليها بسبب الصحبة التي يمشي معها، حيث ظن أنه سيهديهم إلى الطريق الصحيح، ولكنه هو من عاد إلى طريق الظلال.
وقدر أحمد أن عدد المتعاطيين ازداد بين لدى الشباب، حيث ازدادت الطلبات لدى المروجين، وأصبح الدور يأخذ «وقتاً أطول لحين تلبيته» حيث يضطرون في بعض الأحيان إلى طلب كميات كبيرة لتبقى لديهم لفترة أطول قبل أن تنفد.