كتب ـ أحمد الجناحي:برامج الترفيه العائلية منوعة وكثيرة، تعيد حيوية العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة، هذا رأي الآباء غالباً، لكن الشباب عموماً يتخلفون عن هذه البرامج، ويفضلون صحبة الأصدقاء عليها، وحججهم دائماً جاهزة «البرامج العائلية مملة ويغلب عليها الروتين». يؤكد الأب منصور فولاذ أهمية الرحلات العائلية بين فترة وأخرى، لمردودها من الفائدة والمتعة وتجديد النشاط الحيوي للأسرة، حيث تجمع العائلة على قلب واحد وتقرب بعضهم من بعض.ويضيف «من المهم استغلال الإجازات والعطل الرسمية الموحدة، لأنها فرصة سانحة وحقيقية لجمع أفراد العائلة نظراً لتعطيل جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات».ويبين فولاذ أن للرحلات العائلية فوائد كبيرة يجهلها معظم الناس، خصوصاً الشباب الغافلون عنها، إذ يفضلون الخروج مع أصحابهم «الرحلات العائلية تقوي الروابط الأسرية بين الأب وأبنائه، وتعد فرصة حقيقية للابتعاد عن وسائل الترفيه الروتينية، وتتيح مثل هذه التجمعات فرصاً للتعرف على خصائص أفراد الأسرة الواحدة حتى تستطيع توجيههم في المستقبل، لكن الشباب اليوم يتهربون من هذه التجمعات والرحلات، بذريعة الملل والروتين، ويفسدون على العائلة اللمة».خالد عبدالجليل شاب في الثانوية ينتظر رخصة السياقة بفارغ الصبر، فقط ليتحرر من مشاوير العائلة، ويفر من الواجبات والزيارات العائلية إلى الأصدقاء «الزيارات العائلية تأخذ طابعاً واحداً لا يتغير، يسيطر عليها الملل والروتين الجامد، وإن أحبوا التغيير فإنهم يخرجون لأحد المتنزهات أو الشواء في الخارج، هو برنامج تسيطر عليه أحاديث الكبار، والنصائح المختلفة من الأهل».وعند مناقشته عن أهمية الرحلات العائلية، أكد أن لمثل هذه الرحلات إيجابيات وسلبيات، مبيناً أنه عندما يغلب الروتين المتكرر ويجبر على تأدية الواجبات العائلية في كل مرة، ولا يلتقي أصدقائه إلا نادراً، تطغى السلبيات على الإيجابيات، وتفقد هذه الرحلات بريقها ولمعانها وفوائدها «الشاب عندما يكون مجبوراً على هذه الرحلات، يمنعه ذلك من التفاعل والاندماج وجني الفائدة».ويرى عبدالجليل والد خالد، أن الرحلات تهدف للاحتكاك المباشر بين الأب وأبنائه، يعرفون من خلالها طبائع بعضهم، ويتعلمون من الوالدين أشياءً لم يكونوا يرونها من قبل.وأكد أن أساليب التربية الحديثة تحث على الاندماج والتفاعل الأسري، والاستفادة من الأحداث والمشاهد، وتداول أحاديث تترك أثرها في ذهن الأولاد.وأوضح أن هناك ظروفاً تحول بين إمكانية التقاء ابنه خالد مع أصدقائه أحياناً، ويضيف «هذا الأمر خارج عن الإرادة، فعندما أمنع خالد من الذهاب إلى أصدقائه والالتزام بالرحلات العائلية، تكون هناك عوائق وظروف لا يدركها، فيظن أنها ممانعة أو تحدٍ، والموضوع بدأ يأخذ منحى سلبياً، بوادر التمرد بدأت تظهر عليه، وغالباً ما يفسد التجمعات العائلية، بحجة النوم والتعب، أو حتى عدم الاندماج والتفاعل، وهذا يخلق حرجاً كبيراً مع العائلة».ويدعو ناصر محمد جميع الآباء والأمهات لخلق صداقة قوية مع أولادهم، تجعلهم يندمجون في العائلة وكأنهم مع زملائهم، ويقول «لابد من خلق صداقة قوية تجمع العائلة كأسرة وأصدقاء وأحباء، لتتقلص الفجوة بين أفراد الأسرة وتكون العلاقة متينة قوية مترابطة، لا تخلق فرصة للتمرد ولا حتى التخلف عن البرامج العائلية وإفسادها».وأكد ضرورة أن يحسن الأب تصرفه، ويكون مثلاً أعلى وقدوة لأبنائه في التزامه وأخلاقه، وهي فرصة له ليكرس ما يريده من مفاهيم في نفوسهم، ويضيف «جربت هذا الأمر مع أسرتي ورأيته فعالاً وناجحاً، لا أمنع أبنائي من أصدقائهم، لكنهم يفضلون البرامج العائلية على برامج الأصدقاء، لتنوع البرامج والفعاليات والأنشطة، بما يتناسب مع الأعراف ويخدم الرسالة الأم المتمثلة في نقل التعاليم والمفاهيم الصحيحة للأولاد، بعيداً عن «الشليلة» في التعامل، أو الترفع الكبير عن الأطفال».جعفر السيد طالب في السنة الرابعة بجامعة البحرين، يرى أن الرحلات العائلية فرصة لإمتاع النفس وتجديد النشاط مع أشخاص يهتمون بك أكثر من أي شخص آخر، ويضيف «هذا الأمر يعطي ثقة في النفس، ويضفي جواً من الألفة على الأسرة، ويعودهم على الشجاعة في إبداء الرأي».ويقول «من الممكن منح الفرصة للأولاد لترتيب وإعداد برنامج الأسرة وتنظيم الرحلات المختلفة، ليكون البرنامج منهم وإليهم، ما ينمي روح التعاون، ويعودهم على التخطيط والترتيب في جميع الأمور».ويفتقد زميله محمد طالب الرحلات العائلية ويحاول أن يخلقها في جو أسرته «عن نفسي أتمنى أن أخرج في رحلة عائلية شاملة مع أفراد أسرتي، فنحن لا نلتقي كثيراً نظراً لبعض الانشغالات، ألتقي مع أبناء عمومتي كثيراً، لكني أفقد الحلاوة العائلية الأسرية، وصراحة أغبط كل من يمتلكها، وفي الوقت نفسه أدعوه للحفاظ عليها واغتنامها، فهناك من يفتقد هذا الشيء ويتمناه».