كتبت – عايدة البلوشي:
رغم أنها تقف اليوم على قدم المساواة مع الشاب؛ لاتزال الأنثى أمنية ثانية بالنسبة لكثير من الأسر، بينما الذكر هو الخيار الأول!. وذلك يعود بحسب الباحثة الاجتماعية أمينة السندي إلى أن عملية المفاضلة بين الذكور والإناث في ما يتعلق بالمولود الجديد، هو موروث اجتماعي قديم، ليس في البحرين وحسب، مشيرة إلى أنه في الصين مثلاً عندما حددت الدولة مولوداً واحداً لكل أسرة، لجأت بعض الأسر لقتل الأنثى حتى تنجب ذكراً!.
تقول السندي: إن التجربة والواقع أثبتا أنه لا فرق بين الذكور والإناث، «فالمرأة اليوم كالرجل، بل أفضل منه في تحمل المسؤوليات، حيث تتواصل مع أهلها حتى بعد الزواج وهي من تتحمل مسؤولية أخواتها وبيتها وبيت الأسرة وأيضاً تعمل كالرجل، ومع ذلك فإن هناك عقولاً تفضل المولود الذكر على الإناث بحجة أن الذكر يحمل اسم العائلة، ما يلزم التوعية من خلال عرض تجارب واقعية.
الأكثر عطفاً
من جانبها، تقول منيرة علي: المولود نعمة من الله تعالى، فلا فرق بين الإناث والذكور كما كان سائداً في الماضي، فالإناث اليوم كالذكور في كل شيء، بل أحياناً الفتاة تكون أكثر عطفاً وتواصلاً مع أسرتها عند الكبر، وعليه فإنني أعتقد أن معيار الأفضلية لا تقع على الجنس بل على الابن نفسه، قد يكون براً وقد يكون عاقاً ولا علاقه له في أن كان ذكراً أو أنثى.
وتضيف: شخصياً، قبل أن أرزق بمولودي الأول، كانت الناس تسأل هل ترغبين بولد أم بنت؟ وكنت دائماً أردد «إلي ايي من الله حياه الله»، ولا ننسى بأن المولود نعمة، ويجب علينا بأن ننظر إلى أولئك الناس الذين يتمنون بمولود ولم يرزقهم الله وأيضاً ممن يرزقون بطفل يعاني من مرض أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، لذا فالمولود سواء كان ذكراً أو أنثى نور في البيت والأسرة.
نظرة الحماة
لكن نادية علي، تؤكد أن هناك عقول رجال وأهل الزوج أيضاً ترغب بالمولود الذكر، «وكأن الزوجة هي من تحدد نوع الجنس، فالناس مازالت تعيش على تلك العادات القديمة وترى الذكور أفضل من الإناث».
وتردف: كان مولودي الأول طفلة، هي أول حفيدة في عائلة زوجي، وكان الجميع يتمنى ذكراً، وعندما كنت في الشهر السابع عملت الفحوصات والأشعة وتبين بأن المولود أنثى، وشعرت بعدم الرضا من قبل أم زوجي لكن دون أن تقول شيئاً، ومن ثم كان المولود الثاني أنثى، والثالثة أيضاً، حتى سمعت أم زوجي تقول «خاطري في حفيد»، وشعرت بضيق شديد ولكن زوجي ولله الحمد متفهم ودائماً يقول «أهم شيء سلامة المولود»، أما المولود الرابع فجاء ذكراً «نواف»، وهو يحظى باهتمام جدته أكثر من بناتي!.
اسم العائلة
وبحسب رأي عبدالله علي، فإن الذكر ليس أفضل من الأنثى، فكلاهما نعمة من الله، لكن الولد يكون دائماً سنداً للعائلة ويحمل اسم الأب، ويكون أيضاً سنداً لأخواته، بالتالي يفضل الأبوان المولود الذكر، أما أن يكون في الأسرة ذكور وإناث فذلك أسمى وأجمل نعمة.
أحب البنات
ولا تجد حنان محمد فرقاً بين إنجاب الذكور أو الإناث، «في بداية زواجي كنت أتمنى أن يرزقني الله بــ» بنت» لأنني أحب البنات، والحمدلله رزقت بمولود ذكر ومن ثم رزقني الله أيضاً ببنات، ولا يوجد بينهم ولا عند أهل زوجي فرق.
وتضيف: لو نفكر قليلاً سنجد على المدى البعيد أن الفتاة هي أكثر تواصلاً مع الأسرة بعد الزواج، وهي من تتحمل مسؤولية الأم والأب والأسرة بأكملها، بالتالي لا أعتقد بأن هناك فرقاً بين الذكور والإناث.