كشفت دراسة استطلاعية مهتمة بقضايا الاتصال السياسي، تأييد سكان محافظتي المحرق والشمالية، للمرشحين المهتمين بقضايا الشباب في برامجهم الانتخابية، في ظل تراجع المحددات الأخرى للاختيار وبينها «العقل الشعبي الجمعي».
وعزت الدراسة التي أعدها الباحث نوح خليفة تحت عنوان «الرأي الشعبي البحريني تجاه انتخابات 2014»، توافق سكان المحافظتين على تأييد قضايا الشباب كأولوية، رغم تباعدهما الجغرافي وتباين ظروفهما العمرانية والحضرية، إلى تجلي ملامح ارتفاع معدلات الخصوبة، ووجود طاقة شبابية عالية في المحافظتين.
وأظهرت الدراسة أن أسر الشباب يتأثرون بقضايا أبنائهم ويحيطون الرأي الشبابي بالتأييد رغم تأثر دافعيتهم تجاه المشاركة نتيجة انخفاض معدلات تمثيل قضاياهم المعيشية تحت قبة البرلمان، ما يشير إلى إمكانية تقديم الشباب نموذجاً ديمقراطياً تنموياً مغايراً، يمكن الاعتماد عليه في عملية «قيادة التغيير».
وعلق خليفة على نتائج دراسته المرتقب صدورها قريباً، أن تحولات تطرأ على مسارات الرأي الشعبي الجمعوي في عدة محافظات، داعياً إلى أخذها بعين الاعتبار.
وقال إن تحفيز العناصر الوطنية الموازية لتطلعات العقل الشعبي الوطني يأتي بمشهد تنموي مستدام لا سابق يشبهه، داعياً إلى تحفيز الطاقات الشبابية أو الطاقات المؤثرة في الوسط الشبابي للإيتاء بمشهد مغاير على الساحة الوطنية الديمقراطية.
وكشف خليفة أن المشاركة الشعبية تنخفض كلما ارتفع عمر الإنسان، لافتاً إلى أن الفئات العمرية (31-40) سنة و(41-51) سنة، هم أكثر الفئات العمرية المتجهة للمشاركة، بينما تتجه نسبة عالية من الفئة العمرية (51-61) سنة إلى عدم المشاركة، في حين فضلت نسبة غير منخفضة من الفئة العمرية (71 سنة فأكثر) متغير «لا أعلم». وعلل هذه الظاهرة بتردد الفئات العمرية المتقدمة تجاه المشاركة، مقابل ارتفاع الأمل بين الشباب تجاه المستقبل والمشاركة واستعداد لمواجهة التحدي، في وقت تتجلى فيه تأثيرات انخفاض تمثيل قضايا كبار السن تحت قبة البرلمان خلال الدورة النيابية الماضية، إلى تدني قابليتهم للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وأكد خليفة أهمية كل فئة اجتماعية سواء عمرية أو مهنية أو نوعية، حيث كل متغيرات وتشعبات القضايا ومعدلات تأييدها تحدث فروقاً تقود إلى داخل أو خارج المجلس النيابي 2014. ودعا إلى نشر الرأي الشعبي البحريني تجاه انتخابات 2014 كمشاركة تطوعية تدعم التنمية عبر تنشيط المشاركة السياسية المقبلة، مستدركاً «لكن تبقى الكرة في ملعب المتبارين المقبلين».