عواصم - (وكالات): استشهد أكثر من 120 فلسطينياً في قصف إسرائيلي عنيف استهدف منطقة رفح جنوب قطاع غزة خلال 48 ساعة، في ما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على القطاع حيث بلغ عدد الضحايا 1670 شهيداً و8900 جريح منذ بدء العملية العسكرية في غزة في 8 يوليو الماضي.
من ناحية أخرى، أعطت إسرائيل أمس أول إشارات لإنهاء عملياتها الدامية في مناطق معينة من قطاع غزة، مع المضي في قصفها العنيف الذي حصد عشرات الشهداء.
وتحدثت تقارير عن انسحاب الجنود الإسرائيليين من قرى قريبة من بيت لاهيا في الشمال وخان يونس في الجنوب.
في الوقت نفسه أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيكون بإمكان المدنيين «العودة بكل أمان إلى بيت لاهيا والعطاطرة» حسبما قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، ملمحة بذلك إلى أن الجيش قد يكون أنهى عملياته في هاتين المنطقتين. وقالت المتحدثة باسم الجيش «نتحدث فقط عن هاتين المنطقتين»، ورفضت التحدث عن «أي نية للجيش للانسحاب من القطاع».
وأمر الجيش السكان في وقت سابق، بإخلاء المنطقتين حتى ينهي عملياته العسكرية فيهما.
وبقيت كافة مناطق القطاع الأخرى تحت النيران الإسرائيلية بعد 24 ساعة على تهدئة تم الاتفاق عليها دولياً ولم تصمد سوى بضع ساعات. واستشهد نحو 120 فلسطينياً خلال 48 ساعة، حسب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة الذي أوضح أن إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العمليات العسكرية ارتفع إلى 1670.
واستشهد 15 شخصاً من عائلة واحدة في منطقة رفح بينهم 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثانية عشرة من العمر. أما عدد المنازل التي دمرت فهو بالمئات. في حين فقدت إسرائيل 63 جندياً و3 مدنيين.
واستشهد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي في مخيم النصيرات وسط القطاع وفي رفح.
كما استشهد فلسطينيان هما صحافي محلي ووالده في غارة جوية استهدفتهما في حي الزيتون شرق غزة.
وحملت «حماس» الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جزءاً من المسؤولية عن استشهاد أكثر من 120 فلسطينياً في القصف الإسرائيلي المستمر على رفح.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبوزهري إن «اعتماد بان كي مون على الرواية الإسرائيلية المتضاربة بشأن الجندي الإسرائيلي المختفي وفر الشرعية للاحتلال لارتكاب مجزرة رفح». من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» استشهاد 296 طفلاً في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
كما أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة في بيان أن الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 41 مسجداً بشكل كلي، و120 مسجداً بشكل جزئي منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية. وأضاف البيان «تعمد الاحتلال تدمير المساجد بالطيران الحربي على رأس المصلين بها في بعض الأحيان، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء شهداء في قصفها».
ونالت منطقة رفح النصيب الأكبر من آلة الحرب الإسرائيلية إثر فقدان ضابط الصف الإسرائيلي هدار غولدن الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه أسر صباح أمس الأول خلال عملية عسكرية لجيش الاحتلال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يواصل عمليته العسكرية وقصف 200 هدف خلال الساعات الـ 24 الماضية تشمل أنفاقاً ومصانع سلاح ومخازن ومراكز قيادة.
كما واصل الجيش مداهمة المنازل في منطقة رفح بحثاً عن الجندي المفقود. أما كتائب القسام الجناح العسكري لحماس فأكدت أن لا معلومات لديها عن مصير الجندي من دون أن تستبعد أن يكون لقي حتفه مع المجموعة الفلسطينية المقاتلة في منطقة رفح.
وقالت القسام في بيان إن «لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه».
وأضافت «فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي تواجدت في الكمين ونرجح بأن جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا في القصف الصهيوني بمن فيهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه على افتراض أن هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك». من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن نظام القبة الإسرائيلي اعترض صاروخين أطلقا على تل أبيب وآخر أطلق على بئر السبع.
ومع هذه التطورات العسكرية تعقدت المساعي لإقرار تهدئة جديدة.
ومن المتوقع أن يصل وفد فلسطيني يضم ممثلين عن حماس والجهاد الإسلامي وفتح إلى القاهرة في مسعى للتوصل إلى تهدئة. إلا أن الصحافة الإسرائيلية نقلت معلومات تفيد بأن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة قررت عدم إرسال وفد إلى القاهرة، رافضة التحادث ولو بشكل غير مباشر مع حركة حماس.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن «التوصل إلى ترتيبات أمر لا يهم حماس التي لا تفعل سوى الاستهزاء بالمجتمع الدولي»، مشيرة إلى قرار عدم إرسال وفد إلى القاهرة نقلاً عن مسؤول سياسي كبير.
وتمهيداً لهذه المفاوضات، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن المبادرة التي عرضتها مصر هي «فرصة حقيقية» لوقف إطلاق النار. وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي «المبادرة المصرية هي الفرصة الحقيقية لإيجاد حل حقيقي للأزمة في غزة وإيقاف نزيف الدم». وأضاف أن «الوقت حاسم، لابد من استثماره وبسرعة لإيقاف إطلاق النيران وإيقاف نزيف الدم الفلسطيني»، مؤكداً ضرورة أن «ننتهز الظرف الصعب ونقول إن لدينا فرصة حقيقية أن ننهي الأزمة الحالية ونبني عليها حلاً شاملاً للقضية الفلسطينية».
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «شكل الوفد الذي سيتوجه إلى القاهرة مهما كانت الظروف». ويضم الوفد 12 ممثلاً عن حركة فتح بزعامة عباس وعن حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وفي وقت لاحق، أعلنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن «وفداً فلسطينياً بطريقه إلى القاهرة يضم ممثلين عن فتح وحماس والجهاد»، مشيرة إلى أن «الوفد لن يفاوض على هدنة فحسب بل على حل المشاكل التي سببت القتال».