استشهد عشرة فلسطينيين أمس «الأحد» في غارة إسرائيلية جديدة على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في رفح جنوب غزة، فيما أكدت إسرائيل أنها سحبت قسماً من قواتها من القطاع لإعادة نشرها مشددة على أن الهجوم مستمر.
وهذه المرة الثالثة في غضون عشرة أيام التي تقوم بها إسرائيل بقصف مدرسة تابعة للأونروا تأوي مئات النازحين الفلسطينيين الذين فروا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة إن عشرة فلسطينيين استشهدوا في القصف الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأونروا فيها مئات النازحين في رفح.
من جهته، كتب المتحدث باسم الأونروا كريس غونيس في تغريدة على موقع تويتر «التقارير الأولية تفيد أن هناك عدداً من القتلى والجرحى في مدرسة للأونروا في رفح» مشيراً إلى أن المدرسة تأوي نحو ثلاثة آلاف نازح.
إلى ذلك اتهمت حركة حماس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه شريك إسرائيل في «المجزرة».
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في بيان «استهداف مدرسة الوكالة في رفح هو جريمة حرب واستخفاف بالرأي العالمي وبان كي مون شريك في المجزرة بسبب صمته على الجريمة وتباكيه على الجنود الإسرائيليين القتلة وتجاهله لدماء المدنيين الأبرياء».
من جانبه دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة القصف الذي استهدف المدرسة ووصفه بـ «العمل الإجرامي».
وقال بان كي مون في بيان تلاه المتحدث باسمه إن هذا القصف «الذي يشكل انتهاكاً فاضحاً جديداً للقانون الإنساني الدولي (...) هو فضيحة من الناحية الأخلاقية وعملاً إجرامياً» داعياً إسرائيل وحماس إلى وقف القتال والتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار في القاهرة.
وأشار مراسل وكالة فرانس برس إلى مشاهد فوضى عمت المكان فيما يحاول رجال الإنقاذ إجلاء الجرحى ويخرج أشخاص حاملين أولادهم وسط الدماء.
وبلغت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي أمس 54 شهيداً بحسب وزارة الصحة في غزة، ما يرفع الحصيلة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في 8 يوليو، إلى 1766 فلسطينياً وأصيب 9320 غالبيتهم العظمى من المدنيين.
وفي وقت سابق أمس سقط 30 شهيداً على الأقل في قصف إسرائيلي آخر بعد يوم من توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الضغوط على حركة حماس حتى بعد أن يحقق الجيش مهمته الرئيسية وهي تدمير شبكة أنفاق تمتد إلى داخل إسرائيل.
وقال أشرف جمعة وهو قيادي في فتح ومن سكان مدينة رفح إن القوات الإسرائيلية تقصف المدينة جواً وبراً وبحراً وإن السكان غير قادرين على التعامل مع المصابين والقتلى.
وأضاف «المصابون ينزفون في الشوارع والجثث ملقاة في الطرق ولا أحد يقدر على نقلهم».
ومضى يقول «رأيت رجلاً وقد جلب على عربة يجرها حمار سبعة جثامين للمستشفى.. جثامين الشهداء يتم الاحتفاظ بها حالياً في ثلاجات الآيسكريم (البوظة) وثلاجات تبريد الخضار والزهور».
وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 55 صاروخاً أطلقت أمس من غزة على إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر أمس مقتل جندي فقد الجمعة فيما كان يشارك في القتال في قطاع غزة لترتفع بذلك خسائر الجيش الإسرائيلي إلى 64 جندياً منذ بدء هجومه على القطاع في حصيلة هي الأكبر منذ حربه مع حزب الله اللبناني في صيف 2006.
إلى ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي سحب بعض قواته البرية من قطاع غزة وإعادة نشر قوات أخرى بينما أكد متحدث أن العملية العسكرية ما زالت جارية.
وقال بيتر ليرنر لوكالة فرانس برس «نحن نسحب بعض «القوات» ونعيد نشر أخرى في قطاع غزة ونتخذ مواقع أخرى» مؤكداً أن «العملية مستمرة».
وتأتي تصريحاته غداة إعطاء الجيش الإسرائيلي أول إشارة إلى أنه ينهي عملياته في أجزاء من غزة حيث أبلغ سكان بيت لاهيا والعطاطرة في شمال القطاع بأن عودتهم إلى منازلهم أصبحت آمنة.
وأكد شهود في شمال القطاع أنهم شاهدوا جنوداً يغادرون المنطقة وآخرين ينسحبون من قرى شرق خان يونس في الجنوب.
وهي المرة الأولى التي يسجل فيها انسحاب إسرائيلي منذ بدء الهجوم على قطاع غزة في 8 يوليو.
وأكد ليرنر أن القوات انسحبت من بيت لاهيا والعطاطرة لكنه رفض القول ما إذا كان هذا الانسحاب سيوسع ليشمل مناطق أخرى. وقال «الواقع هو أن حماس حاولت مواصلة هجماتها وبالتالي، يجب أن نحافظ على وجودنا إلى حد والتصدي لهذه النوايا».