هل يمكننا أن نستشعر الحرية فقط عندما تنقشع السحب؟ نرى الضباب من جهات عدة في طرق الرحلة، ونحن نشعر بالضغط من أجل العيش وفقاً لتوجيهات ثابتة ووفقاً لتوقعات الآخرين.
في العلاقات نشعر بالخوف ونفقد الشعور بالحب لإرضاء نفوسهم وكسب احترامهم. نشعر بالحزن بسبب الحاجة إلى كسب المزيد والمزيد من الثروة لتلبية صورة معينة، ينمو الضغط في داخلنا كما ينمو الشوك، إنه العقل لا يسير وفقاً لاتجاهاتنا أو أننا لسنا قادرين على تحويل مسار حياتنا لما نريد، نحس بالضياع وقلت الحيلة لأن لكل شيء إذا فارقته عوض وليس له إن فارقت من عوض.
عندما تمر بمتاهات في الطريق قد يبدو من الصعب جداً أن تبقى سعيداً وتحافظ على ابتسامتك، وقد تعتقد أنه عندما تنقشع السحب فقط سوف تكون قادراً على استعادتها مرة أخرى.
من الطبيعي أن تنتظر السعادة أن تحط على طريقك من جديد، لكن الحق هو فقط عندما يملك الإنسان القدرة على الابتسام سوف يواجه كل الظروف بشجاعة وثقة لأنه من أحبه فقد جذبه، ومن جذبه فقد قربه، ومنحه كمالاً مشهوداً، وأطلعه على حقائق وجوده، كيف لك أن تقيد باليدين وأنك تسطيع أن تطير بلا جناحين؟ هكذا هي الحياة تتحول إلى مبلغ لا نهاية له، لأن الذي يطوف هناك فإنه بالحقيقة يدور حول الأزمنة، ووحدهم العارفون هم من سيعرفون حقاً كيف للإنسان أن يولد من جديد.
علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية